دواء معجزة أم علاج متسرع لوباء كورونا؟ خمسة أسئلة عن الكلوروكين
من أجل توضيح ما يدور حول هذا الدواء، طرح موقع "إل سي إي" الفرنسي خمسة أسئلة توضيحية، نستعرضها من خلال مقال فيليسيا سيديريس.
وقال الموقع إن الخبراء انتقدوا ما يقترحه مدير معهد المتوسط للعدوى في مرسيليا ديدييه راؤول، لقلة عدد من أجري عليهم الاختبار، ومع ذلك سيكون الكلوروكين جزءا من تجربة سريرية أوروبية واسعة، وقد فتح الباب لاستخدامه في "الحالات الأكثر خطورة"، وفقا لتوصيات المجلس الأعلى للصحة في فرنسا.
الكلوروكين في الواقع علاج شائع الاستخدام للملاريا، وهو غير مكلف ويستخدم منذ ما يقرب من سبعة عقود، ويتم تسويقه على وجه الخصوص تحت اسم "نيفاكين"، وينصح به كثيرا عند الذهاب إلى منطقة موبوءة بطفيلي الملاريا الذي ينتقل عن طريق البعوض؛ فلماذا نتحدث عنه الآن؟
وهذه الدراسة السريرية التي أجراها ثلاثة باحثين، نشرت في 19 فبراير/شباط الماضي في مجلة "بيو ساينس فرند"، وقد بنيت نتائجها على تجربة أجريت في أكثر من عشرة مستشفيات في الصين، وخاصة في ووهان مركز الوباء، بحسب الموقع.
وجاءت الاستنتاجات واضحة، كما كتب الباحثون قائلين إن "النتائج التي تم الحصول عليها حتى الآن على أكثر من مئة مريض، أظهرت أن فوسفات الكلوروكين كان أكثر فعالية من العلاج الذي تلقته مجموعة أخرى للمقارنة، وذلك في احتواء تطور الالتهاب الرئوي، وفي تحسين حالة الرئتين، وفي إعادة المريض سلبيا، وفي تقصير مدة المرض".
ومع ذلك -كما يشير الموقع- فإن هذه الدراسة الموجزة للغاية لا تحدد كميا قدر هذا الاختلاف في الفعالية، كما أنها نشرت بطريقة أولية، بمعنى أنها نشرت دون التحقق من صحتها من قبل لجنة من الخبراء العلميين.
من المدافع عن الكلوركين في فرنسا؟
ووصف هذا المختص بسعادة هذه الاستنتاجات بأنها "أخبار غير عادية"، بالنظر إلى أن "هذا العلاج لا يكلف شيئا"، وقال "في نهاية المطاف، ربما يكون هذا المرض الأبسط والأرخص علاجا من بين جميع أنواع الأمراض الفيروسية".
وقد تعرض راؤول -الذي يعد واحدا من 11 عضوا في المجلس العلمي لدى الحكومة الفرنسية- لانتقادات عديدة، ولا سيما من قبل مجموعة "فيك ميد" التي تضم علماء يحاربون المعلومات الكاذبة في المجال الصحي، وقد حذروا في فبراير/شباط الماضي من الآثار غير المرغوب فيها لهذا الدواء.
لماذا هو واعد؟
وقد أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعمل الباحث الفرنسي وبالأخبار "المثيرة للغاية"، قائلا في مؤتمر صحفي "ليس لدينا ما نخسره. أعتقد أنه يمكن أن يكون مغيرا للعبة، أو ربما لا"، وأوضح أن هذا الدواء سيكون متاحا "على الفور تقريبا".
غير أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية لم تشارك ترامب حماسته لهذا الدواء، موضحة أن الكلوروكين لم تتم الموافقة عليه ضد الوباء الحالي، ولكن مديرها ستيفن هان قال إنها ستقيم "تجربة سريرية ممتدة".
لماذا يثير الكلوروكين الجدل؟
وقال جان بول جيرو -وهو أحد أشهر المتخصصين في علم الصيدلة وعضو الأكاديمية الفرنسية للطب- إن من آثار هذا الدواء "اضطرابات الجهاز المناعي والمغص المعوي والغثيان والتقيؤ ومشاكل الكبد، وحتى الدم"، وهذا ما ذهب إليه أيضا طبيب الصيدلة والاختصاصي بالصحة العامة فرانسوا مينين، الذي قال إن هذا الدواء يمكن أن يكون "خطيرا للغاية في حالة الجرعة الزائدة".
وقد أشارت إلى آثار هذا الدواء الخطيرة للغاية مسؤولة كبيرة في وزارة الصحة النيجيرية، قائلة إنه سمم المرضى في نيجيريا، مستغربة الرسائل المتداولة على الشبكات الاجتماعية التي تروّج له كعلاج لكورونا.
أين فرنسا من هذا كله؟
وقال الموقع إن السلطات الفرنسية نظرت إلى عمل راؤول بحذر شديد، ونتيجة لذلك لم يكن الكلوروكين من العلاجات الأربعة التي اختُبرت في التجارب السريرية التي أعلنتها الحكومة، إلا أن تغييرا في المسار قد تم بعد أقل من أسبوع، حيث يشير وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران إلى أنه "أعطى تفويضا بإجراء تجربة أكبر من قبل فرق أخرى، للبدء في أقرب وقت ممكن على عدد أكبر من المرضى".
وقال وزير الصحة أيضا إنه على اتصال وثيق مع ديدييه راؤول الذي "رحب بالنتائج المثيرة للاهتمام"، وأكد أن "من الضروري أن يستند أي قرار لسياسة الصحة العامة إلى بيانات علمية مصادق عليها".
وفي الوقت الذي ينتظر فيه وزير الصحة الفرنسي بيانات في "أقل من أسبوعين" حول هذه التجارب، فقد أصبح الكلوروكين جزءا من تجربة سريرية كبيرة بدأت على المستوى الأوروبي، تسمى "ديسكفري" وتجرى على 3200 مريض في القارة، بينهم 800 فرنسي.