لماذا يحدث الفواق وما علاقته بالطعام؟

الفواق المتكرر قد يشير إلى الإصابة بأحد الأمراض، كالتهابات أو تورمات في الحجاب الحاجز أو أمراض الأيض والأمراض الهرمونية أو أمراض الأعصاب. (النشر مجاني لعملاء وكالة الأنباء الألمانية “dpa”. لا يجوز استخدام الصورة إلا مع النص المذكور وبشرط الإشارة إلى مصدرها.) عدسة: dpa صور: DPA
الفواق المتكرر قد يشير إلى الإصابة بأحد الأمراض (الألمانية)

الفواق -أو الحازوقة- ردة فعل مفاجئة وغير إرادية من جسم الإنسان، ولا تكتسي عادة أي خطورة، حيث تُصيب الملايين كل يوم، لكنها تبقى مزعجة للغاية.

في هذا الإطار، أكدت الكاتبة فيرونيكا موييخو في تقريرها الذي نشرته صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية، أن جميعنا تعرضنا لمرة واحدة على الأقل في حياتنا إلى نوبة فواق، وعلى الرغم من الإزعاج الذي تسببه بطبيعتها المفاجئة، فإن هذه الحالة واحدة من الظواهر التي نتعود عليها بسهولة.

وتوضح الكاتبة أن الفواق هو انقباضات متزامنة غير إرادية بين العضلات الوربية والحجاب الحاجز، الواقع بين تجويف الصدر والبطن ويلعب دورا مهما في جهازنا التنفسي.

وتضيف الكاتبة أن هذه التشنجات تسبب دخول الهواء بشكل مفاجئ إلى الجسم، ثم غلق مزمار الحنجرة، وهو الفتحة الموجودة بين الأحبال الصوتية، والمسؤول عن تدفق الهواء إلى الرئتين، وهذا هو السبب الذي غالبا ما يجعل الفواق مصحوبا بصوت مميز وغريب.

في الحقيقة، عادة ما تكون هذه الحالة عابرة وغير مضرة، ولا تستمر أكثر من بضع دقائق، ثم تختفي من تلقاء نفسها. ولذلك، لا يعتبر الفواق حالة طبية، بل أحد الأعراض التي قد تسبب بعض التشنج في البطن والصدر والحلق.

وتشير الكاتبة إلى أن الجمعية الإسبانية لطب العائلة تُصنف الفواق إلى ثلاثة أنواع: أولها الفواق الحاد الذي يستمر أقل من 48 ساعة، وثانيها الفواق المستمر الذي -مثلما يشير اسمه- قد يتواصل شهرا كاملا، أما النوع الثالث فهو الفواق المستعصي الذي قد يستمر أكثر من شهرين دون وجود أي حل.

الفواق والغذاء
تقول الكاتبة إن هناك جانبا واحدا من حياتنا مرتبطا بشكل خاص بهذه الحالة، وهو الغذاء الذي نتناوله ويعتبر من أهم مسببي الفواق.

ورغم أن هذه الحالة يمكن أن تبدأ دون سبب واضح، فإن من الطبيعي أن يكون هناك عامل يزعج أو يعطل الوظائف الطبيعية للحجاب الحاجز، على غرار تناول طعام ساخن للغاية أو مليء بالبهارات، أو تناول المشروبات الغازية أو الخمور، أو الأكل بسرعة كبيرة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تتسبب المداومة على الأطعمة التي تضر بالمعدة والجهاز التنفسي في ظهور هذه الحالة. ولهذا السبب، إذا كنت من الذين يصابون دائما بالفواق، فمن الأفضل الانتباه إلى العناصر الغذائية المذكورة آنفا، رغم أن هنالك أسبابا أخرى عديدة يمكن أن تسبب الفواق.

نفسية
وتضيف الكاتبة أن هناك حالات نفسية عديدة -من قبيل التوتر والخوف- يمكن أن تسبب هذه المشكلة. كما قد تؤدي التغيرات المفاجئة في الحرارة، أو استهلاك بعض أنواع الأدوية على غرار مضادات الاكتئاب والالتهاب وبعض المضادات الحيوية والمهدئات، إلى الإصابة بالفواق.

حالات خطيرة
وتحذر الكاتبة من أن هذه الحالة قد تكون أيضا علامة على وجود مشكلة خطيرة أو مرض لا نعلم عنه، وهو ما يتعلق خاصة بالتهاب الحنجرة والارتجاع المعدي والتهاب السحايا أو وجود فتق في الحجاب الحاجز أو التهاب رئوي أو الإصابة بداء السكري أو الربو.

وتنبه الكاتبة إلى أن الأمر الطبيعي هو أن يصاب أي إنسان بالفواق، ولكن ليس لأكثر من بضع دقائق. وفي حال استمرت هذه الحالة لوقت أطول وبكثافة أكثر من المعتاد، فيجب طلب المساعدة من الطبيب لمعرفة الأسباب والعلاج المناسب.

بعض العلاجات لإيقاف الفواق
من المؤكد أن أغلب الناس يلجؤون إلى الطرق التقليدية لإنهاء هذه الحالة، من بينها كتم الأنفاس، وشرب الماء ببطء وبجرعات صغيرة، أو التنفس بعمق داخل كيس ورقي، أو إخراج اللسان من الفم، أو السعي لافتعال الغثيان والحول في العينين.

ومع مرور السنوات، أصبحت هذه العلاجات المنزلية شائعة جدا، لأنها تؤثر على ما يبدو على العصب الحائر، أو ترفع مستوى ثنائي أكسيد الكربون في الدم مما ينهي حالة الفواق تماما. ورغم أن كل هذه الوسائل أثبتت نجاعتها في أغلب الحالات، فإنه لا وجود لدليل علمي يفسر ذلك.

وتذكر الكاتبة أن كلية الصيادلة في إسبانيا قدمت أيضا نصائح في هذا الصدد على موقعها الرسمي، يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواع:

الحجاب الحاجز:
باعتبار أن هذا الجزء هو مركز المشكلة، يمكن التركيز عليه بشكل مباشر، وذلك من خلال الجلوس على الأرض وإلصاق الركبتين بالصدر والحفاظ على هذه الوضعية عدة دقائق. كما يمكن الانحناء إلى الأمام ومحاولة لمس القدمين باليدين. وفي كلتا الحالتين، يصبح الصدر مضغوطا وهو ما يريحنا من الانقباضات.

التنفس:
توضح كلية الصيادلة الإسبانية أن "بعض المصادر تتحدث عن انخفاض في ثنائي أكسيد الكربون في الدم كسبب محتمل للحازوقة"، وهو أمر يمكن حله من خلال بعض تمارين التنفس. وبالإضافة إلى حبس الأنفاس عدة ثوان، وهناك خدعة أخرى قد تنهي الفواق، وهي أخذ نفس عميق والضغط على المنطقة الموجودة تحت أضلاع الصدر.

الإلهاء:
تتمثل هذه الفكرة في تناسي الفواق، حتى يختفي من تلقاء نفسه. ولهذا السبب، هناك خدعة تتمثل في إخافة الشخص حتى يبتعد تركيزه نحو أفكار أخرى، أو يدخل جسمه في حالة انتباه، وهو ما يريح الحجاب الحاجز.

المصدر : مواقع إلكترونية