كورونا.. تحدٍ يتطلب الأبحاث والوقاية
هيا السهلي-الدمام
وينتمي فيروس كورونا إلى فصيلة الفيروسات التاجية، التي أخذت اسمها من الكلمة اللاتينية "كورونا" وتعني الهالة والتاج، وذلك لأنها تظهر تحت المجهر ككرة تحيط بها خيوط ممتدة مما يجعل شكلها كالهالة التي تحيط بالشمس أو كزوائد التاج.
وسجلت السعودية 1250 إصابة بالفيروس منذ عام 2012، توفي منهم 534، وهذا وفقا لموقع وزارة الصحة الإلكتروني.
ويقول وكيل الوزارة للصحة العامة ورئيس مركز القيادة والتحكم الدكتور عبد العزيز بن سعيد، للجزيرة نت، إن هناك ضعفا شديدا في مجال اﻷبحاث العلمية حول مرض كورونا، والذي ظهر جليا عند مقارنة اﻷبحاث التي تم إجراؤها على كورونا بما أجري على مرض متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد "سارس".
ويضيف أن عدد اﻷبحاث التي أجريت على كورونا لم تتجاوز أربعمئة بحث، بينما تجاوز ما تم إجراؤه على السارس أربعة آلاف.
مكافحة العدوى
وأضاف ابن سعيد أن من أهم أسباب الضعف هو انغلاق وزارة الصحة السعودية على نفسها وعدم مشاركاتها المعلومات التي لديها مع الباحثين وضعف الدعم المادي للبحوث، ولذلك عملت الوزارة على خطة لتمكن الباحثين من خارجها للوصول إلى المعلومات وجلب الدعم من مؤسسات حكومية وصحية عالمية.
وتحدث ابن سعيد عن تجربة وزارة الصحة الأخيرة الصارمة في مكافحة العدوى، والتي أدت إلى خفض عدد المستشفيات التي حصل فيها تفشي كورونا من سبعة مستشفيات في عام 2014 إلى مستشفى واحد في عام 2015.
ويقول استشاري الأمراض المعدية الدكتور عبد الله الحقيل إن إجراءات محاصرة الفيروس ليست بالتعجيزية، فبالإضافة إلى مكافحة العدوى وتقصي حاضنات الفيروس لا بد من السيطرة على الحاضن المعروف وهو حيوان الجمل، بحيث يتم الحجر على صغارها دون السنتين، حيث ثبت أن تواجد الفيروس لديها أعلى بكثير من كبار الإبل، كذلك الحد من تنقل القطعان بين المناطق ومنع جلبها للمدن دون شهادة صحية تثبت خلوها من الإصابة.
ويقول مشرف كرسي أبحاث الثديات بجامعة الملك سعود الدكتور عبد العزيز العقيلي إنه لا يوجد لقاح ضد الفيروس في الوقت الحالي للإنسان والإبل، وهنالك جهود حثيثة من قبل باحثين في عدد من الدول لإنتاج لقاح خاص بالإبل. مضيفا أنه يخشى من تحور الفيروس بعد فترة من الزمن ليصبح أكثر ضراوة وقدرة على الإمراض.
ليس جديدا
وكانت دراسات قد كشفت وجود أجسام مضادة لفيروس كورونا -التي يستدل بها على إصابة الجمال بالفيروس- في أمصال الإبل منذ أكثر من ثلاثين عاما، مما يطرح السؤال حول سبب ظهور حالات كورونا وتزايدها منذ عام 2012 فقط.
ويعتقد العقيلي أنه قد يكون حدث تحور في الفيروس مؤخرا أعطاه صبغة إمراضية، وذهب ابن سعيد إلى أن هناك تغيرا واضحا في نمط علاقة الإنسان بالإبل في الخليج عامة وفي السعودية خاصة في السنوات الأخيرة، وهو ما زاد من احتكاك البشر بالإبل بما في ذلك سكان المدن من مختلف الأعمار. ومع هذا يؤكد العقيلي أن هذه توقعات لا يمكن بأي طريقة التحقق منها.
أما الحقيل فيقول إن الكائنات المجهرية كالفيروسات والبكتيريا معرضة للطفرات الجينية والتي تغير من تركيبتها، حيث تنتج سلالات إما أشد ضراوة كما هو الحال مع كورونا، أو تكون أضعف من أسلافها. مضيفا أن نجاعة التدخل العلمي يكون بمحاصرة السلالات الخطرة والقضاء عليها لكي تسود السلالات الأخرى (الضعيفة).