هل نشر صور الطعام برمضان بفيسبوك سلوك صحي؟

الافراط في تحميل صور الطعام في رمضان على الفيسبوك، هل هو سلوك طبيعي؟
صورة من إحدى الصفحات على موقع فيسبوك

السؤال:
صديقاتي يعرضن صور الطعام الذي يطهونه أو الولائم التي يدعون إليها أو الأكل في المطاعم على الإفطار والسحور أولا بأول، حتى أنني بدأت أشك أنهن يعانين من هوس يشبه هوس الـ"سيلفي"، فهل نشر صورة الطعام على أنستغرام في رمضان سلوك طبيعي وصحي؟

الجواب:
قالت المستشارة النفسية في المجلس الأعلى للتعليم في قطر الدكتورة أمينة الهيل إن هوس البعض بنشر صور الموائد الرمضانية بطريقة لا تراعي ظروف الناس واحتياجاتهم لهو مؤشر على مرض نفسي يتمحور حول التباهي، وحب الظهور على حساب مشاعر الآخرين.

واستدركت بالقول -وفق ما نقلت وكالة الأنباء القطرية اليوم الأحد- إن هناك الكثير من الأشخاص الذين يروّجون عبر صور الطعام والشراب والأطباق المختلفة لأعمالهم الخاصة التي يديرونها من خلال فيسبوك وأنستغرام وغيرها كمصدر للرزق والعيش الكريم، وهذا لا غبار عليه، بل إنه وسيلة ذكية لتطويع التكنولوجيا بما يعود بالنفع والإيجابية على الأفراد والمجتمعات.

ونوهت الدكتورة الهيل بالمظاهر الرمضانية المتمثلة في تبادل أنواع الطعام بين الأهل والجيران في إطار تشاركي تفاعلي ينم عن طيب الأصل والمعشر وحب الغير، بدلا من الانشغال بنشر صور الموائد.

وأضافت أنه قد يمتعض البعض من إصرار أحدهم أو إحداهن على نشر صور الطعام بأنواعه المختلفة خلال شهر رمضان المبارك وحتى خلال أيام السنة وعلى مدارها، متهما إياه بحب الظهور، متابعة أننا لا نعرف نيّات الناس وبواطن الأمور، وقد يكون نشر تلك الصور عادة لا يقصد بها أكثر من التواصل العادي مع الأقرباء والأصحاب والأصدقاء، وهذا لا ضير فيه.

د. أمينة الهيل: هوس البعض بنشر صور الموائد الرمضانية بطريقة لا تراعي ظروف الناس واحتياجاتهم لهو مؤشر على مرض نفسي يتمحور حول التباهي، وحب الظهور على حساب مشاعر الآخرين

هوس
من جهتها، ترى الدكتورة بتول خليفة -الأستاذة المشاركة بالصحة النفسية في كلية التربية في جامعة قطر- أن نشر تلك الصور يأتي في سياق الحرية الشخصية وقد لا يكون المقصود به إيذاء مشاعر الآخرين، وإنما هو انعكاس لعمل إبداعي حتى لو كان في إطار الطعام والشراب، وكذلك فيه رغبة للتشارك والتفاعل في الخبرات بين الأهل والأصدقاء، وليس بالضرورة أن يشعر الأقل حظا بأن في ذلك استفزازا لمشاعره.

وتابعت أن البعض يجد متعة في عملية التقاط الصور للموائد وتوثيق اللحظة، ويجد أيضا متعة في عملية تحرير الصورة، وإضافة لمسات فنية عليها خاصة في ظل الكم الهائل من التطبيقات والبرامج الموجودة على الشبكة العنكبوتية والتي تتيح الإبداع والتحكم بالألوان والظلال والرتوش وغيرها، ولكنها أكدت بالمقابل على أهمية الاعتدال في كل شيء، وألا يتحول تصوير الموائد والولائم إلى هوس لحظي ويومي.

تجدر الإشارة إلى أن بعض المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي يرون أن القول بأن نشر الصور فيه استفزاز للفقراء والمحرومين فيه نوع من المبالغة، إذ كيف للفقراء أن تكون لديهم أجهزة هواتف ذكية واشتراك في باقات الإنترنت السريعة، بحيث يشاهدون هذ الصور ولكنهم لا يستطيعون شراء أو توفير هذا الطعام، وفقا لهؤلاء المعلقين.

المصدر : الجزيرة + وكالة الأنباء القطرية (قنا)