كشف خريطة "الجينوم الأعلى"

العلماء يسدلون الستار عن خريطة الشفرة الجينية الثانية
الاختلافات بالجينوم الأعلى أحد الأسباب التي تجعل التوائم المتماثلة لا تظهر عليها دوما نفس الأمراض الوراثية ومنها السرطان (دويتشه فيله)

كشف الباحثون أمس الأربعاء في دورية "نيتشر" عن خريطة ما يعرف باسم "الجينوم الأعلى" إلى جانب معلومات تتعلق به تقع في نحو عشرين صفحة، وذلك ضمن برنامج بحثي للحكومة الأميركية انطلق عام 2008 وسيستمر مدة عشر سنوات.

والجينوم البشري هو مجموع الشفرات الوراثية للإنسان، ويضم إجمالا المخطط التفصيلي لجميع الجينات في خلايا البشر. أما الجينوم الأعلى فيشمل الجينات الفعالة وغير الفعالة من هذا الجينوم، بمعنى أنه لو كان الحمض النووي لجينوم فرد ما يرتبط بالإصابة بالسرطان على سبيل المثال، وهذا الحمض غير فعال بفعل جزيئات في الجينوم الأعلى، فإن من المرجح ألا يؤدي الحمض إلى إصابة هذا الشخص بالسرطان.

وبينما أصبح فحص التسلسل الجيني لجينوم الأفراد أمرا شائعا للتنبؤ بمدى مخاطر الأمراض التي قد يتعرضون لها، بات من الأهمية بمكان استكشاف مدى تأثير الجينوم الأعلى على مثل هذه المخاطر، علاوة على جوانب صحية أخرى.

اختلافات
وقال مانوليس كيليس من معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا -الذي أشرف على بحوث رسم الخريطة الجينية والتي ضمت أيضا علماء من كرواتيا وحتى كندا والولايات المتحدة- إن السبيل الوحيد لتحقيق هذه المبادرة هو الجينوم الأعلى.

العوامل البيئية ونمط المعيشة على مدار حياة الفرد تؤثر على الجينوم الأعلى بما في ذلك التدخين والتمرينات الرياضية وطبيعة الغذاء والتعرض للكيميائيات السامة وأسلوب تربية الوالدين

والاختلافات في الجينوم الأعلى أحد الأسباب التي تجعل التوائم المتماثلة التي لها نفس الحمض النووي الريبوزي "دي.أن.أي"، لا تظهر عليها دوما نفس الأمراض الوراثية ومنها السرطان.

ويشرح كيليس أن العوامل البيئية ونمط المعيشة على مدار حياة الفرد تؤثر على الجينوم الأعلى بما في ذلك التدخين والتمرينات الرياضية وطبيعة الغذاء والتعرض للكيميائيات السامة وحتى أسلوب تربية الوالدين.

تفاعل
ووجد باحثون آخرون أنه نظرا لأن تفاعل الجينوم الأعلى في مختلف أنواع الخلايا متفرد فإن بوسعهم أن يتوقعوا بنسبة دقة تصل إلى نحو 90% الموضع الأصلي الذي نشأت عنه الخلايا السرطانية الثانوية، وهو أمر غير معروف بالنسبة إلى 2 حتى 5% من المرضى.

وقال شامل سوناييف المشارك في هذه الدراسة -وهو باحث في علم الوراثة في بريغهام ومستشفى النساء في بوسطن- إنه نتيجة لذلك فإن المعلومات الخاصة بالجينوم الأعلى قد تقدم طوق النجاة لإنقاذ الحياة بالنسبة إلى أطباء الأورام الذين يحاولون تحديد العلاج.

غير أن المستقبل يحمل في جعبته الكثير، إذ بدلا من أن تكون خريطة الجينوم الأعلى نهاية المطاف، يقول كيليس إنه يتوقع أنها ستكون بداية عقد من علم الجينوميات العليا.

المصدر : دويتشه فيله + رويترز