مستشفيات الصومال عاجزة عن علاج الأطفال

الطفلة حواء لديها انسداد في الحنجرة لا تستطيع معه ابتلاع أي شيء
الطفلة حواء لديها انسداد في الحنجرة ولا تستطيع ابتلاع أي شيء (الجزيرة)

محمد غلام-مقديشو

في انتظار معجزة إلهية تنقذها من موت محتم، تبقى مومنة عبد الله حسن ذات الشهور الثمانية ممددة فوق سريرها بمستشفى بنادر للأمومة والطفولة بمقديشو كغيرها من عشرات الأطفال ممن يعانون من أمراض مستعصية -وأحيانا عادية- لا يمكن علاجها هنا.

تعاني مومنة من مرض تضخم الجمجمة، وهوما يسمى علميا بـ(hydrocephalus)، وقد ظهر عليها المرض قبل أربعة أشهر. ويقول الأطباء إنه لا يمكن علاجها بمستشفيات الصومال، بينما يتوفر هذا العلاج بأي مستشفى عادي خارج البلاد ولا يكلف الكثير، وذلك وفقا للطبيبة فرتون عبد الله حسن.
 
وبصمت لاذت والدتها عدي محمد محمد (عشرون عاما) حين سألناها عما هي فاعلة لإنقاذ فلذة كبدها، لكنها أردفت إنه ليس بيدها أي شيء تفعله، وليس لديها مال لتداويها في الخارج، مضيفة "ننتظر لطف الله".

‪طفل يعاني من عيب خلقي في العمود الفقري لا يمكن علاجه بالصومال‬  (الجزيرة)
‪طفل يعاني من عيب خلقي في العمود الفقري لا يمكن علاجه بالصومال‬  (الجزيرة)

انسداد في الحنجرة
أما حواء عبد العزيز محمد التي ولدت قبل خمسة أيام في عملية قيصرية لأمها فهمو عبد الله كارشي، فلديها انسداد في الحنجرة ولا تستطيع ابتلاع أي شيء، وتحتاج لعملية جراحية في الخارج لا يمكن إجراؤها في الصومال، وفق د. فرتون. 

وفي عنبر آخر، وجدنا طفلا ولد قبل أيام وهو يعاني من "الصلب المشقوق"، وهو عيب خلقي في العمود الفقري قد تكون له انعكاسات خطيرة على الحبل الشوكي وعلى الحياة. ويعرف علميا باسم (spina bifida).

ويقول الأطباء إن هذا المرض لا يوجد علاج له إلا في الخارج وبتكاليف مادية معتبرة لا تتحملها الأسرة الفقيرة التي هاجر أبوها إلى السعودية طلبا للعمل، وقد يرحل في أية لحظة على غرار آلاف الصوماليين ممن رحلوا مؤخرا إثر حملات شنتها السلطات السعودية في أوساط المخالفين.

‪مومنة تعاني من مرض تضخم الجمجمة‬  (الجزيرة)
‪مومنة تعاني من مرض تضخم الجمجمة‬  (الجزيرة)

طفل لا ينام
وتقول فائزة جينو شني -والدة أحد الأطفال- إن ابنها لا ينام ليلا لشدة الألم، ويبكي لفترات طويلة متصلة، مما يمنعها هي أيضا من النوم.

وفي قسم سوء التغذية بالمستشفى، صرحت لنا الطبيبة حمدي يوسف محمد بأن طفلين على الأقل يموتان أسبوعيا بقسمها نتيجة سوء التغذية، وذلك في انخفاض ملحوظ عما كان من قبل أثناء أزمة الجفاف 2011 عندما كان يموت ثلاثة أطفال يوميا.

وتقول رئيسة قسم الأطفال بمستشفى بنادر لول محمود محمد إن أكثر من ستين طفلا توفوا منذ بداية العام لعدم توفر العلاج لهم، نصفهم بسبب سرطان الدم، وبعضهم بسبب أمراض القلب وتضخم الجمجمة.

وتشير لول إلى أن الأطفال المصابين بسرطان الدم ينقلهم ذووهم إلى بيوتهم، "حيث لا يوجد أي شيء يمكن أن نقدمه لهم".

المصدر : الجزيرة