مرضى السرطان بغزة يعانون التهميش وقسوة الظروف
لا تكاد برامج التثقيف والتوعية بمرض السرطان وسبل الوقاية منه وعلاج المصابين به تجد لها مكانا رحبا في غزة، لا لشيء إلا لأن ظروف حصارها وما يتعرض له قاطنوها من معاناة تحرم المصابين بهذا المرض أبسط الحقوق.
فالمصابون بالمرض يكتوون بسلسلة طويلة من المعيقات والعقبات تحيل حياتهم وحياة ذويهم إلى جحيم لا يطاق، لكثرة ما يتعرضون له من انتهاكات في منطقة محاصرة تعاني مشافيها من نقص حاد في الأدوية والخبرات والمعدات الكفيلة بمكافحة هذا المرض.
ويصطدم مرضى السرطان بغزة أثناء رحلة علاجهم بالكثير من التعقيدات، ليس أقلها تأخرهم أو منعهم من الحصول على العلاج في الخارج، سواء بفعل صعوبة انتقالهم من غزة عبر معبر بيت حانون الخاضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، أو معبر رفح الذي لا يفتح أبوابه إلا استثناء وفي أوقات متباعدة.
ورغم أن السلطة الفلسطينية تسهم في علاج مرضى السرطان فإن تكاليف تنقلاتهم وإقامتهم وتكاليف الفحوص والعلاجات غير مشمولة ضمن مساعدات السلطة في الخارج، مما يرهق كاهل المرضى وذويهم.
ويشتكي مرضى السرطان من ضعف الرعاية الرسمية والأهلية التي لا ترتقي إلى مستوى التكفل بعلاجهم بشكل كامل، في ظل أوضاع معيشية صعبة يعجز عن مجاراتها الأصحاء.
وفي السنوات الأخيرة وبالترافق مع الارتفاع الملحوظ في أعداد المصابين بالسرطان، شهدت غزة تأسيس ثلاث جمعيات لمساعدة مرضى السرطان، جل القائمين عليها هم من ذوي المصابين بالسرطان أو المصابين أنفسهم.
وتعاني تلك الجمعيات من ضعف دعم المجتمع المحلي وانعدام الدعم العربي، وهو ما جعل دورها محدودا في دعم مرضى السرطان، حيث يفضل الممولون العرب دعم قطاعات أخرى تطال شرائح الفقراء والمحتاجين.
ويؤكد اختصاصي ورئيس قسم الدم والأورام في مستشفى عبد العزيز الرنتيسي للأطفال محمد أبو شعبان، أن مرضى السرطان في قطاع غزة، خصوصا الأطفال منهم، يتعرضون لمعاناة مضاعفة بسبب عدم توفر إمكانيات التشخيص والعلاج.
من جانبه أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة برام الله الدكتور عمر نصر أن مرض السرطان بات المسبب للثاني للوفاة بعد أن كان المسبب الثالث في العام 2012.
وأوضح نصر -في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت- أن تراكم الديون على وزارة الصحة التي بلغت 216 مليون دولار تسبب في عزوف مزودي الأدوية عن تلبية احتياجات الوزارة من الأدوية اللازمة لمرضى السرطان وغيرهم من المرضى.