الجراحات بغزة.. إمكانات ومعوقات

الاطباء من اليمن حازم كحيل وفي الوسط الطبيب باسل بكر وفي اليسار شحادة العجرمي أثناء عيادتهم للمريض سليمان النجليي بعد ان اجرو له عملية تحرير النخاع الشوكي وتوسيع القناة الشوكية

 
أحمد فياض-غزة
 
سجل أطباء غزة الآونة الأخيرة نجاحات متعددة على صعيد إجراء بعض الجراحات, وبينما تعتبر هذه الجراحات عمليات عادية تجريها الكثير من مستشفيات العالم، فإن النقص بالإمكانيات وانعدام فرص تطور الكوادر الطبية بظل الحصار، جعل هذا النوع من العمليات ينظر إليه على أنه إنجازات طبية.
 
آخر تلك الانجازات إجراء عملية دقيقة شملت تحرير النخاع الشوكي وتوسيع القناة الشوكية لمريض خمسيني عانى من ضعف شديد بالقوة العضلية بالأطراف السفلية، وصعوبة شديدة بالمشي وعدم التحكم بالإخراج بفعل إصاباته بعدة انزلاقات غضروفية بين الفقرات الضيقة من الثانية وحتى السابعة، صاحبها ضيق شديد بالفقرات العنقية وضغط كبير على النخاع الشوكي.
 
ويقول الطبيب باسل بكر أخصائي جراحة المخ والأعصاب بمستشفى دار الشفاء بغزة "محدودية الإمكانيات من وسائل تشخيص حالات جراحة الأعصاب وافتقار غرف العمليات للتجهيزات الخاصة بجراحة المخ والأعصاب وعدم توفر الإمكانات الكافية للرعاية المكثفة اللازمة لهذا النوع من العمليات، لم يكن حائلاً أمام نجاح الفريق بإنجاز جراحات كبيرة وخطيرة نسبياً، وبالكفاءة المطلوبة".
 
وأوضح بكر -الذي أجرى عدة عمليات من هذا النوع الآونة الأخيرة برفقة زميليه حازم كحيل وشحادة العجرمي المختصين بذات المجال- أنه لا يمكن إجراء كل جراحات المخ الدقيقة بغزة، لعدم توافر التجهيزات الدقيقة المطلوبة.
 

undefinedعلاج بالخارج
وذكر الطبيب أن الحالات المرضية المصابة بأورام بقاع الجمجمة وبعض أورام الحجرة الخلفية والتمدد الشرياني الدماغي وأورام الأوعية الدموية، لا يمكن إجراء عملياتها بغزة، ويتم تحويلها للخارج.
 
وبحسب بكر فإن عمليات جراحة الأورام الدماغية والغضاريف والأورام العنقية للعمود الفقري التي تحتاج طاولة عمليات خاصة وأدوات ومعدات جراحية وأجهزة قياس ضغط الجمجمة، يستعاض عنها بما هو متاح في غرف العمليات الاعتيادية.
 
كما أن أدوات العمليات الخاصة بأطباء جراحة المخ الأعصاب لم تستحدث منذ سنوات طويلة، فمثلاً جهاز الإضاءة الذي يستعين به الأطباء أثناء إجرائهم العمليات الجراحية هو ذات جهاز الإضاءة الذي يستخدم بالجراحات العامة الأمر الذي يشق على الأطباء ويزيد من تعقيدات عملهم.
 
جراحات ناجحة
ومع ذلك يؤكد أخصائي جراحة المخ والأعصاب، أنه رغم قلة الإمكانات وتواضعها فإن أطباء غزة أنجزوا جراحات دقيقة وناجحة على غرار جراحات الأورام الدماغية وجراحات العمود الفقري العنقي والصدر والقطني وإصابات الحوادث والانفجارات وإصابات الحروب وغيرها من الحالات.
 
وخلال 18 عاماً من تأسيس قسم جراحة المخ والأعصاب بدار الشفاء أكبر مستشفيات غزة، مرت على القسم فترات عسيرة من العمل المضني خصوصاً في ظل هجمات واعتداءات الاحتلال ومجازره التي نجم عنها أعداد كبيرة جداً من الإصابات الخطيرة.
 
ويبقى أكثر ما يؤلم أطباء جراحة المخ والأعصاب، تلك الحسرة التي تلفهم وهم يرون المضاعفات الصحية التي تطرأ على حالات مرضية يحول الحصار وإغلاق المعابر دون وصولها إلى خارج غزة بالوقت المناسب، مما يترتب عليه تردي أوضاعها وصولاً إلى حد الوفاة.
المصدر : الجزيرة