السياسة والفساد يقوضان الرعاية الصحية في أفريقيا

-

على مستوى العالم يموت سنويا أكثر من 750 ألف طفل تقل أعمارهم عن خمسة أعوام بسبب الملاريا أغلبهم في أفريقيا.

ففي دولة مثل الغابون تواجه حملات تطعيم الأطفال تحديات كبيرة مثل تأخر وصول الأمصال إلى مراكز التطعيم، كما يشتكي المسؤولون من نقص المركبات وأن بعض المراكز لا تحمل لافتات تدل عليها، ويفتقر الكثيرون من العاملين بها للتدريب اللازم.

ورغم أن الغابون تعد من دول أفريقيا القليلة ذات الدخول المتوسطة فإن سجلها الصحي ضعيف، فأقل من نصف سكانها البالغ عددهم 1.6 مليون نسمة لم يتلقوا أي نوع من التطعيم رغم إيرادات بالمليارات من بيع النفط.

أما غينيا الاستوائية التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة فقط وكسبت مليارات الدولارات من بيع النفط في السنوات القليلة الماضية، لا تزال تحتل مرتبة متأخرة في قائمة مؤشر التنمية الذي تعده الأمم المتحدة.

وتقول حكومة الرئيس تيودورو أوبيانج إنها زادت الإنفاق على الرعاية الصحية لكن مسؤولي صندوق النقد الدولي يشيرون إلى أن ميزانية الرئاسة تفوق إجمالي الإنفاق على الرعاية الصحية والتعليم، ويشير عمال الإغاثة إلى أن الأمصال نفدت تماما في هذه المستعمرة الإسبانية السابقة لعدة أشهر العام الماضي.

وفي تشاد التي تمزقها الصراعات، استنزف الفساد الموارد من برنامج حديث مما أدى إلى نشر نسبة ضئيلة فقط من فرق التطعيم.

وتلفت المختصة بصحة الأطفال في الأمم المتحدة أندريا جاي إلى أن العناية بالرعاية الصحية في الدول الأفريقية يحتاج إلى إرادة سياسية لا سيما في الدول ذات الدخول الأعلى مثل الغابون وغينيا الاستوائية.

وفي تأكيد على الدور الذي يجب أن تلعبه السياسة، يشير البعض إلى الراحل توماس سانكارا الذي كانت حكومته -التي استمرت أربع سنوات في بوركينا فاسو الفقيرة- تهدف إلى توفير عيادة في كل قرية والقضاء بشكل خاص على مرض شلل الأطفال في الثمانينيات مما جعل منظمة الصحة العالمية تشيد بها.

المصدر : رويترز