تلوث البيئة يزيد مخاطر الإصابة بالسرطان بغزة

ربا الحسني رئيسة قسم البيئة بدائرة شئون الصحة والبيئة بمحافظة غزة

معدة الدراسة أثناء قيامها باختبارات في معمل غزة (الجزيرة نت)

أحمد فياض-غزة

كشفت دراسة وصفية تحليلية أجريت على عينة من مرضى السرطان في قطاع غزة أن نقص التوعية والإرشاد وعدم توفر الرعاية ومراكز الكشف المبكر، كانت السبب الأساسي لتفشي الأمراض السرطانية ووصول المصابين بها إلى أوضاع صحية صعبة.

وبينت الدراسة التي أجرتها ربا الحسني رئيسة قسم البيئة بدائرة شؤون الصحة والبيئة بمحافظة غزة، أن التلوث البيئي الناجم عن المسكن والمأكل والمشرب والعمل كان له الدور الأبرز في ازدياد الحالات المرضية المصابة بالسرطان في القطاع.

كما أظهرت أن الفئة الوظيفية الأكثر تعرضا للإصابة بالسرطان هي فئة العمال بمصانع الخياطة والورش والدهان والبناء وفي الفئات العمرية فوق الخمسين عاماً.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن غالبية المصابين بالسرطان في غزة هم من المناطق الأكثر فقراً ويعيشون في بيوت من الإسبست لفترات زمنية طويلة.

"
الدراسة أوضحت أن اضطرار سكان القطاع للاعتماد في غذائهم على اللحوم المجمدة والمعلبات لرخص ثمنها من شأنه أن يزيد من انتشار المرض
"

كما أوضحت أن نسبة الإصابة في الإناث أعلى من الذكور، ولفتت إلى أن غالبية الأشخاص المصابين بمرض سرطان الرئة هم من الأشخاص المدخنين، بينما غالبية المصابات بسرطان الثدي هن ممن يقطن مع أناس مدخنين.

وحذرت من انعكاس سوء الأوضاع الاقتصادية على انتشار الأمراض السرطانية، وأوضحت أن اضطرار سكان القطاع للاعتماد في غذائهم على اللحوم المجمدة والمعلبات لرخص ثمنها من شأنه أن يزيد من انتشار المرض نتيجة تغير مكوناتها بفعل تعرضها لأشعة الشمس لساعات طويلة أثناء انتظار دخولها إلى غزة عبر المعابر الإسرائيلية.

وأوصت الدراسة بإعداد وتنفيذ خطط العمل الوطنية للصحة والبيئة وإثراء المعارف بمعلومات حديثة حول الأمراض السرطانية، إلى جانب العديد من الأمور التي تتطلب المزيد من التقصي والدراسة للتأكد من ارتباطها المباشر أو غير المباشر بأنماط حدوث الأمراض السرطانية.

وشددت على ضرورة إنشاء مركز خاص بالأورام السرطانية وأجهزة للكشف المبكر عنها، إضافة إلى إعادة النظر في التصريح باستخدام بعض المنتجات الصناعية الخطرة على الصحة مثل بعض المبيدات والمنظفات والمطهرات وتدوين الأخطار على العبوات المصرح باستخدامها.

المصدر : الجزيرة