بكتيريا قاتلة بالنرويج وإجراءات صحية لمواجهتها

المستشفى الذي شهد وفاة المصابين
سمير شطارة- أوسلو
حذرت إدارة الصحة في النرويج من تزايد مخاطر انتشار مرض الرئة القاتل Legionnaire’s disease إذا أخفقت الوحدات الطبية في السيطرة على انتشار البكتيريا المسببة له.

وجاء هذا التحذير عقب اكتشاف إصابات عدة شرق البلاد أودت بحياة خمسة أشخاص على الأقل، كما تم وضع عشرات الأشخاص تحت الرقابة الصحية في مستشفيات متخصصة.

ودقت إدارة الصحة ناقوس الخطر إثر تواتر الأنباء من المستشفيات الواقعة شرق النرويج بانتشار بكتيريا "ليغيونيلا" القاتل، وهذا الوباء يحدث ورما في الرئتين ثم ينتقل بعدها إلى بقية أعضاء الجسم، وتتشابه أعراضه في حالاته الأولى مع أعراض نزلة البرد، لكنه يتميز عن النزلة بما يسببه للمصاب من غثيان وشعور بالإرهاق ملازم له طيلة الوقت.

ومن أهم أعراضه الإصابة برشح خفيف، وارتفاع درجة الحرارة والسعال، ويمكن أن يصل ذلك إلى الإصابة بالتهاب رئوي قاتل، لكنه يمكن قتل البكتيريا وشفاء المريض بواسطة المضادات إذا ما تم اكتشاف المرض في وقت مبكر.

undefinedوأولت كافة وسائل الإعلام والحكومة في النرويج اهتمامها لهذا الموضوع نظراً لتزايد عدد المصابين في أوقات قياسية وبشكل متتابع، مما دفع الحكومة للاستنفار ووضع خدمة هاتف مجاني ورسائل قصيرة وموقع إلكتروني خاص للتبليغ عند الاشتباه في أي حالة تظهر عليها أعراض المرض، وقد تم الإعلان عن أول إصابة يوم السبت الماضي، إلا أن الحصيلة أخذت في الارتفاع المطرد وخلفت حتى مساء أمس الاثنين موت خمسة نرويجيين ووضع أكثر من 71 تحت المراقبة الطبية في المستشفيات المركزية في تلك المنطقة.

استنفار
وأمام هذه التطورات الخطيرة استنفرت إدارة الصحة الأطباء والمختصين للبحث عن الأسباب التي تكمن وراء انتشار الوباء، وكان من الطبيعي أن يبدأ البحث في الخزانات التي تقوم بتبريد المياه داخل الفنادق والمؤسسات ولازال البحث جارياً دون الوصول إلى نتيجة تذكر.

ومن جانبه أكد البروفيسور هانس بلوستاد المختص في الأمراض المعوية والمعدية في حديث خاص مع الجزيرة نت أن الوضع حساس جداً ويحتاج إلى تضافر الجهود لمقاومته والتصدي له. وأوضح أن بكتيريا "ليغيونيلا" القاتلة تتكاثر وتنشط في المياه الدافئة التي تتراوح درجة حرارتها بين 40 و50 درجة مئوية، وتنشط بشكل خاص في سخانات المياه أو المكيفات الهوائية والجاكوزي.

undefinedوعزا بلوستاد تأكيده لظهور الوباء في خزانات المياه نظراً لانتشار العدوى بين الناس بشكل سريع وبفترة وجيزة، واقترح على البلدية إغلاق كل الخزانات التي يشك في وجود البكتيريا بداخلها على سبيل الاحتياط وللسيطرة على انتشار المرض.

ويقول بلوستاد إن تشخيص الإصابة ببكتيريا "ليغيونيلا" يعتبر مسألة صعبة، ففي الوقت الذي تظن فيه أن عدد المصابين عشرة فقط يتبين لك بعد قليل أن هناك المئات الذين انتقلت لهم العدوى. ومما يزيد من خطورة المرض أن بكتيريا "ليغيونيلا" يمكن أن تنتقل عبر نوافير المياه في الجو، وبالتالي تنقل العدوى إلى الأشخاص الموجودين في المحيط، وهو ما يستدعي إجراء فحوص علم الأحياء المجهرية لبرك السباحة وتجمعات المياه بشكل عام.

يذكر أن هذه البكتيريا اكتشفت عام 1976 بفندق في فيلادلفيا بالولايات المتحدة، وذلك أثناء تنظيم مؤتمر لقدامى المحاربين في الجيش الأميركي، وتشكل هذه البكتيريا خطرا حقيقيا بشكل خاص على المدخنين والمصابين بأمراض أخرى، حسب المعلومات التي نشرها المعهد القومي للصحة العامة في النرويج.

المصدر : الجزيرة