هرمون ليبتين ضروري لصحة المرأة

الرياضة والنحافة تعرضان المرأة لهشاشة وشروخ العظام (الجزيرة-أرشيف)


undefinedمحمد عبد الكريم
كشفت دراسة جديدة نشرت في عدد 2 سبتمبر/ أيلول الحالي من مجلة "نيو إنغلند ميديكال جورنال" عن الدور الذي يلعبه الهرمون الدهني ليبتين leptin في صحة المرأة الإنجابية والعصبية والغددية.

وتقترح الدراسة إمكانية استخدامه مستقبلا في استعادة الوظائف الإنجابية، وفي علاج العقم ومشكلات فقد الشهية وهشاشة العظام.

ويشار إلى أن هذه الدراسة ستكون ذات دلالة خاصة بالنسبة لثلاث فئات من النساء أولاها وأكثرها فئة النساء النحيلات جدا واللاتي يعانين من مشكلات العقم، والثانية فئة النساء الراقصات والرياضيات المحترفات اللاتي تتعرض هياكلهن العظمية الدقيقة لمخاطر هشاشة العظام وشروخها، والفئة الثالثة الأقل هن النساء اللاتي يعانين من فقد الشهية العصبي.

والخيط المشترك بين هذه الفئات الثلاث هو الانخفاض الشديد في مستويات دهون أجسامهن مما يجعل هذه الدراسة تشكل بادرة أمل بالنسبة لهن.

وأجريت تجربة على عينة من ثماني نساء تلقين جرعتين من ليبتين يوميا، لرفع مستواه لديهن إلى مستواه لدى النساء الطبيعيات، واستمر العلاج نحو ثلاثة أشهر. فأظهر هذا العلاج نتائج جيدة، حيث ازدادت مستويات هرمونات الإنجاب، وعادت الدورة الشهرية إلى طبيعتها، وعاد المبيضان إلى العمل، وتحسنت كثافة العظم لدى أفراد هذه العينة.

كما أجريت تجربة لاختبار أثر تعاطي ليبتين في استعادة توازن الطاقة الإيجابي وعلاج الأوضاع غير الطبيعية، وقام الباحثون باختيار 14 سيدة رياضية تقل دهون أجسامهن عن النساء المتوسطات بنسبة 40%. وقد انقطع الطمث لديهن جميعا وتوقفت لديهن الدورة الشهرية قبل إجراء الدراسة بخمس سنوات ونصف.

وكان هرمون ليبتين قد اكتشف عام 1994، وتم تعريفه باعتباره الهرمون المسؤول عن تنظيم الوزن والشهية، كما يرسل إشارات إلى الدماغ وأعضاء الجسم الأخرى عند وصول الطاقة المتوفرة في الجسم إلى مستويات منخفضة جدا.

وهرمون ليبتين تنتجه دهون الجسم ويتم إفرازه نحو مجرى الدورة الدموية بكميات متناسبة مع مستويات الطاقة المختزنة في الدهون. ومن هناك ينتقل إلى الدماغ حيث يبعث بإشاراته حول مستويات الطاقة المتاحة بالضبط. وهكذا يقوم ليبتين بتنظيم وظائف سيكولوجية رئيسية تعتمد على توازن كاف من الطاقة. من بينها التكاثر والأيض الغذائي وتكوين العظام.

لذلك في حالات الاضمحلال الشديد للدهون في الجسم بعد ريجيم غذائي قاس أو تمارين رياضية مطولة أو افتقاد الشهية للطعام، يدخل جسم المرأة في حالة من توازن الطاقة السلبي، مما يؤثر سلبا على صحتها الإنجابية وعمليات البناء والهدم الغذائي لديها.

وينتج عن ذلك توقف الدورة الشهرية، وانقطاع الطمث، وتعطل المبيضين، وانخفاض مستويات الأستروجين وغيره من الهرمونات الإنجابية انخفاضا حادا. ويصاحب انقطاع الطمث مستويات غير طبيعية من هرمونات الغدة الدرقية وعوامل النمو وفقد في كتلة العظم، مما يؤدي إلى هشاشة العظام وشروخها.
________________________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة