لو كنار أونشينيه.. "البطة" التي تقض مضجع مسؤولي فرنسا

الموسوعة - شعار الجريدة الفرنسية لوكانار أونشيني وموقعها الرسمي هو: http://www.lecanardenchaine.fr/

لو كنار أونشينيه جريدة فرنسية تأسست عام 1915 بعيد انتهاء الحرب العالمية الأولى، تخصصت في نقد الرؤساء والمسؤولين، ونجحت في كشف الستار عن فضائح سياسية ومالية كبرى، كان آخرها فضيحة المرشح اليميني فرانسوا فيون الذي اتهم بتوظيف أقاربه مقابل مبالغ مالية كبرى.

التأسيس
من رحم الحرب العالمية الأولى ولدت لو كنار أونشينيه، الجريدة الفرنسية المشاغبة، على يد الصحفيين موريس وجين ماريشال والرسام غراسيي، وصدر العدد الأول يوم 10 سبتمبر/أيلول 1915. ولم تشهد بدايات الجريدة النجاح الذي كان مرجوا، حيث توقفت عند صدور العدد الخامس في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 1915.

وسبب هذا الفشل أرجعه متابعون للحالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الصعبة التي أفرزتها الحرب العالمية الأولى، والتي لم تدع للفرنسيين مجالا للضحك والسخرية من الواقع المعيش.

لكن الجريدة سرعان ما عادت إلى الساحة مجددا في يوليو/تموز 1916.

شعار الجريدة
تتميز لو كنار أونشينيه (البطة المكبلة) بشعار خاص "حرية الصحافة لا تصدأ إلا في حال عدم استخدامها".

كما تتميز بترويسة الصفحة الأولى التي تظهر بطتين على اليمين وعلى الشمال تحملان لافتتين يتغير مضمونهما بحسب الأحداث، وتصدر لو كنار أونشينيه كل يوم أربعاء.

التجربة المهنية
خلال مسارها الطويل الذي بدأ مباشرة بعد الحرب العالمية الأولى، نجحت لو كنار أونشينيه في الحفاظ على "استقلاليتها" ووجودها رغم ثقل ما كانت تنشره من أخبار وتقارير شكلت دائما عبئا على كاهل المسؤولين الفرنسيين على اختلاف درجاتهم.

ويرجع ذلك إلى أن الجريدة تبنت منذ بداياتها الأولى تدبيرا مضبوط وثابتا لمصاريفها، وكانت دائما مستغنية عن مداخيل الإعلانات، وثمنها لم يرتفع منذ 1991، بل انخفض بعد دخول العملة الأوروبية "اليورو" حيز التطبيق، حيث كان العدد الواحد يكف ثمانية فرنكات فرنسية، وصار الآن لا يتجاوز 1.22 يورو.

ولا تقبل الجريدة أي إعلانات، وتنشر تفاصيل مواردها ومداخليها ووضعها المالي كل سنة على صفحاتها.

وعرفت الجريدة أوجها في عهد مؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة الجنرال شارل ديغول الذي كان يسأل المقربين منه كلما أمسك بأحد أعداد الجريدة المشاكسة "ماذا قالوا عني اليوم؟"، حيث كانت شخصية ديغول وقراراته وسياساته مادة دسمة لصحفييي لو كنار أونشينيه.

وكما يدل على ذلك شعارها "حرية الصحافة لا تصدأ إلا في حالة عدم استخدامها"، فقد انطلقت "لو كنار أونشينيه" تنتقد المسؤولين في فرنسا سواء في الحكومة أو الاقتصاد وغيرهما، ونشرت فضائح عدة من أشهرها فضيحة تمويل الرئيس الأسبق جاك شيراك حملته الانتخابية الرئاسية عام 1981 بتمويل من الرئيس الغابوني السابق عمر بونغو، وفضيحة الدم الملوث التي مست مئات الضحايا في الفترة ما بين 1980 و1990، كما كشفت الجريدة في 2006 وجود حساب بنكي لجاك شيراك في اليابان، وهي قصة ثار بشأنها ضجيج كبير في الأوساط السياسية الفرنسية.

وفي 2011، إبان اندلاع ثورة الياسمين، تحدثت الجريدة عن إجازة وزيرة الدفاع ميشال أليو-ماري في تونس، الأمر الذي دفع بها إلى الاستقالة.

وفي 2017 وجهت "لو كنار أونشينيه" ضربة قاسية للمرشح اليميني فرانسوا فيون حيث نشرت أن زوجة فيون متهمة بالاستفادة من وظائف وهمية في إطار العمل مساعدة برلمانية، وهو ما تقاضت عنه نحو تسعمئة ألف يورو خلال الفترات 1988-1990، و1998-2007، ثم 2012-2013.

كما أعلنت الصحيفة أن زوجة فيون تقاضت كذلك نحو مئة ألف يورو لقاء عمل في مجلة ثقافية بين 2012 و2013.

وحسب "لو كنار أونشينيه" فإن ولديْ فيون أيضا تقاضيا 84 ألف يورو بين 2005 و2007 بينما كانا لا يزالان طالبين وذلك لعملهما مساعدين لوالدهما.

وبسبب إصرارها على تناول القضايا الشائكة ونشر تفاصيل مزعجة للمسؤولين، فقد رفعت ضد الجريدة العديد من الدعاوى القضائية تتهمها بالقذف والتشهير، لكن ولأنها جريدة حريصة على إعداد ملفاتها إعدادا جيدا، وتحرص على حماية نفسها قانونيا قبل النشر، فالقضايا التي حكم فيها القضاء ضدها نادرة. 

و"لو كنار أونشينيه" عضو بميثاق ميونيخ الذي يضمن حماية مصادر معلومات الصحفيين، وتقول الجريدة إن مصادر معلوماتها تتلخص في المعطيات التي يتحصل عليها عدد من الزملاء الصحفيين في مؤسسات صحفية أخرى ولا يستطيعون نشرها، وبريد القراء، إلى جانب علاقات الصحفيين.

المصدر : مواقع إلكترونية + وكالات