المجموعات الأمازيغية الكبرى

إحياء رأس السنة الأمازيغية
العلم الملون وحروف التفيناغ تعد من رموز الأمازيغ في شمال أفريقيا (الجزيرة)

مجموعات أمازيغية تعيش في شمال أفريقيا في المنطقة الممتدة من غرب مصر القديمة إلى جزر الكناري، ومن حدود جنوب البحر الأبيض المتوسط إلى أعماق الصحراء الكبرى في النيجر ومالي. ومع حلول الإسلام في أفريقيا استعرب الكثير منهم بتبنيهم اللغة العربية، باستثناء أمازيغ جزر الكناري فهم يتكلمون اللغة الإسبانية.

ويتحدث الأمازيغ لهجات أمازيغية تختلف من منطقة إلى أخرى. وينتشرون في دول لم تعترف كلها بحقوقهم، غير أنهم أصبحوا أكثر نشاطا في المطالبة بما يعتبرونه حقوقهم السياسية والثقافية. ويمكن الحديث عن المجموعات الأمازيغية الكبرى من خلال التقسيم التالي:

أمازيغ الريف
يستوطنون في الشمال الشرقي من المغرب. وهذه الجماعة التي تتكلم باللهجة الريفية أو الزناتية تغطي منطقة تازة باتجاه الشمال في قبائل الريف، وشرقا في الحدود مع الجزائر، مثل قبائل "آيت ورياغلة" و"آيت وازين".

وقد عرف الريف الأمازيغي في التاريخ المعاصر في تلك المناطق بالمقاومة الشديدة للاستعمار الفرنسي، وشهدت جبالها معركة "أنوال" -أشد معارك المقاومة الكبرى- سنة 1921 بقيادة الأمير الأمازيغي محمد بن عبد الكريم الخطابي، وهي المعركة التي سحق فيها المغاربة الجيش الإسباني الذي فقد آلاف الجنود والمعدات.

"الشلوح"
يوجدون في وسط جبال الأطلس الكبير وغربه وفي منطقة سوس، وكذلك الأطلس الصغير. وتستخدم لهجة الشلوح في مناطق الجنوب الشرقي، وسهل سوس التي كانت تعرف قديما باسم "جزولة".

أمازيغ الجنوب
مجموعة من الأمازيغ يوجدون في جبال الأطلس المتوسط وشرق الأطلس الكبير في أودية "زيز ودرعة وسرغاو" وواحات الجنوب.

ويستعمل أمازيغ المغرب خط "التيفناغ" وهو أحد أقدم خطوط الكتابة، وقد نجح المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في "معيرته" (المعيرة هي: استخراج لغة موحدة من بطون اللهجات الموجودة والمتداولة)، وهو الخط الذي تبناه النظام التعليمي لتدريس الأمازيغية في المغرب. ولهذه المجموعات الأمازيغية حضور واضح في الحياة السياسية والثقافية.

"القبايل"
تشكل القبائل مجموعة أمازيغية كبيرة في الجزائر، وتتمركز في شمال وشرق الجزائر. ومنطقة القبائل صغيرة جغرافيا بالمقارنة مع نسبة سكانها الكبيرة، وأهم مدنها "تيزي وزو".

وتتميز مجموعة القبائل الأمازيغية بانخراطها الواسع في العمل السياسي من خلال الأحزاب السياسية ذات البعد الثقافي الأمازيغي المطالبة بالمزيد من الحقوق للأمازيغ.

وتعرف منطقة القبائل في الجزائر توترا كبيرا في علاقتها مع السلطة وصلت أحيانا إلى المواجهات الدامية كما حدث سنة 2001 في ما سمي بـ"الربيع الأمازيغي".

الأوراس
في اتجاه الشرق قريبا من الحدود التونسية توجد جبال الأوراس. وتعد مدينة باتنة أهم مدن الأوراس، وهي منطقة ضعيفة اقتصاديا، ومعظم الذين يقطنون الأوراس من "الإنشواين" الأمازيغ.

المزاب والزناتة
وهي مناطق صحراوية، وينتمي المزاب إلى المذهب الإباضي، وتعد "غرداية" أهم مدنهم. ورغم كون المزاب قد تأثروا بالتعريب فإنهم ظلوا محافظين على بنية ثقافتهم الأمازيغية.

الطوارق
طوارق الصحراء: ويوجدون في الجنوب الجزائري ومنطقة "فزان" في ليبيا. وأهم قبائلهم الهقار أو "كل هغار"، وتبدأ أسماء القبيلة بـ"كل" أي "أهل" و"بنو"، وأيضا "كل آجر" في صحراء الجزائر. وغربا حول تمنراست يوجد "كل ريلا"، وكذلك في مدينة غدامس الليبية في الحدود مع كل من تونس والجزائر.

طوارق الساحل: وهم في الأساس قبائل "كل أيير" بصحراء تنيري، و"كل يلمدن" بمنطقة غاوة بالنيجر، و"كل آيترام" و"كل إيلمدن المتونة" و"كل تدمكت" (حول تمبكتو ومنعطف نهر النيجر) و"كل غزاف" في منطقة "أزواد"، و"آدرار أيفوغاس" في جمهورية مالي. وتمتد مجموعات الطوارق إلى بوركينا فاسو.

وكل هذه القبائل تتكلم لغة "التماشق" الأمازيغية باستثناء قبائل جنوب النيجر. وقد ظل الطوارق محافظين على استقلاليتهم وخصوصيتهم بلغتهم "التماشق"، وهم يكتبون بخط "التيفناغ"، ولم يندمجوا مع أي من الأعراق الأخرى في المنطقة.

وقد تم تقسيم أراضي الطوارق وتفريقهم بين دول هي الجزائر وبوركينا فاسو وليبيا ومالي والنيجر سنة 1960. وتشكل نسبة الطوارق في مالي والنيجر أعلى نسبة وجود لهم في أفريقيا.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية