الاتحاد العام التونسي للشغل

الاتحاد العام التونسي للشغل /Tunisian General Labour Union

منظمة نقابية مركزية تونسية ضم أول مكتب لها الزعيم فرحات حشاد كاتبا عاما والشيخ محمد الفاضل بن عاشور رئيسا. بقيت الوحيدة القوية في الساحة التونسية بعد الاستقلال رغم محاولات للخروج عليها وتأسيس منظمات أخرى كالاتحاد التونسي للشغل في الخمسينيات، والاتحاد الوطني التونسي للشغل في الثمانينيات، قامت بدور سياسي بارز بعد سقوط حكم بن علي.

التأسيس والنشأة:
عقد المؤتمر التأسيسي للاتحاد العام التونسي للشغل في 20 يناير/كانون الثاني 1946 أي قبل عشر سنوات من حصول تونس على استقلالها في 20 مارس/آذار 1956, وكان فرحات حشاد أول أمين عام له, ثم تداول عليه آخرون منهم الطيب البكوش وعبد السلام جراد. وقد بدأت الحركة النقابية في تونس سنة 1925 -في ظل الاحتلال الفرنسي- على يدي محمد علي الحامي.

التوجه الأيديولوجي:
يعرف الاتحاد نفسه بأنه منظمة نقابية وطنية ديمقراطية مستقلة عن كل التنظيمات السياسية، لكن نضاله ضد الاحتلال الفرنسي والحصول على الاستقلال أكسبه دور مؤثرا في المشهد السياسي التونسي ما بعد الاستقلال.

 وضع الاتحاد لنفسه أهدافا عديدة منها توحيد وتنظيم جميع العمال، والمتقاعدين منهم على النطاق الوطني، والنهوض بأوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية والارتقاء بوعيهم والدفاع عن مصالحهم المعنوية والمادية، وإنشاء اقتصاد وطني مستقل متحرر من كل تبعية وتحقيق توزيع عادل للثروات الوطنية.

ومن أهدافه أيضا مساندة جميع الشعوب المكافحة من أجل استرداد سيادتها وتقرير مصيرها ودعم نضال حركات التحرر في العالم.

المسار:
لعب الاتحاد دورا مهما في الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي، ومن أبرز مواجهاته معه أحداث أغسطس/آب 1947 بصفاقس وأحداث النفيضة في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1950.

وفي عام 1951 انخرط الاتحاد في الاتحاد الدولي للنقابات الحرّة واتخذه منبرا للدفاع عن استقلال تونس في المحافل الدوليّة، لكنه تلقى ضربة موجعة يوم 5 ديسمبر/كانون الأول 1952 باغتيال زعيمه فرحات حشّاد على يد عصابة اليد الحمراء الفرنسية.

انحاز الاتحاد إلى جناح الحبيب بورقيبة في صراعه مع جناح اليوسفي (صالح بن يوسف) بين عامي 1955 و1956، فكان للحبيب بورقيبة نفوذ داخل الاتحاد وتدخل في تركيبته القيادية واختيار قادته.

حصل عدد من أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد على حقائب وزارية في أول حكومة تونسية بعد الاستقلال، منهم محمود المسعودي والأمين الشابي وعبد الله فرحات.

توترت العلاقة مع السلطة بعد إعلان الاتحاد الإضراب العام، وحصول مواجهات في الشارع وسقط قتلى فيما عرف في تونس بالخميس الأسود (26 يناير/كانون الثاني 1978).

 تم اعتقال قيادات الاتحاد ومنها الحبيب عاشور، ولم يطلق سراحهم إلا عام 1980، وبقيت العلاقة بالسلطة في مد وجزر. شاركت قواعد الاتحاد فيما عرف بأحداث الخبز دون موقف واضح من قياداته وأمينه العام الحبيب عاشور الذي اعتقل عام 1985 في ما سمي بقضية "كوسوب".

بعد تولى زين العابدين بن علي الحكم عقد الاتحاد العام التونسي للشغل مؤتمره الوطني عام 1989، وانتخب قيادة جديدة برئاسة إسماعيل السحباني. أيد ترشيح بن علي للانتخابات الرئاسية عام 2004. وفيما لم يكن لقيادة الاتحاد موقف صريح، كان لقواعده وفروعه الجهوية دور مع باقي القوى في دعم ثورة الشباب في تونس ضد نظام زين العابدين بن علي وخلع الأخير وهربه إلى السعودية.

لعب الاتحاد دورا سياسي واضحا بعد الثورة في عدد من المواقف والإضرابات ضد الحكومة التي كانت تقودها حركة النهضة، وبرز دوره السياسي بقيادة أمينه العام حسين العباسي بعد الأزمة السياسية عقب مقتل المناضلين اليساريين شكري بلعيد ومحمد لبراهمي، ورعايته للحوار الوطني الذي أسفر عن تنازل النهضة عن رئاسة الحكومة والإعداد للانتخابات التشريعية في اكتوبر/تشرين الأول 2014، والرئاسية في ديسمبر/كانون الأول 2014.

المصدر : الجزيرة