الروبوت القنبلة.. قاتل قناص دالاس

A handout picture provided by the US Defence Video Imagery Distribution System (DVIDS) on 10 July 2016 shows a Remotec Andros F-6A bomb-disposal robot during an active shooter exercise by the xplosive Ordnance Disposal Mobile Unit (EODMU) 6, Detachment Mayport, in Mayport, Florida, USA, 22 February 2013. Five police officers were killed, and at least 9 injured, inlcuding two civilians, when shots were fired during a protest rally in downtown Dallas on 07 July 2016, offi
تبلغ تكلفة الروبوت القنبلة الواحد نحو مئة ألف دولار (الأوروبية)

الروبوت القنبلة أو الروبوت المفخخ رجل آلي يستخدم لقتل الهدف، واستعملته شرطة دالاس في الثامن من يوليو/تموز 2016 لتصفية القناص ميكا جونسون الذي قتل خمسة من رجال الشرطة.

هجوم دالاس
تستخدم الشرطة الأميركية على نطاق واسع الروبوتات، وشكل هجوم دالاس المرة الأولى الذي تستعمل فيه الشرطة الروبوتات بغرض قتل إنسان مدني، بعد أن كانت تستخدمها لإبطال مفعول القنابل والمتفجرات وفي حالات احتجاز الرهائن وإطفاء نيران الحرائق.

فبعد عدة ساعات من التفاوض مع المسلح وتبادل إطلاق النار معه، زودت الشرطة الروبوت بقنبلة قبل إرساله إلى المكان الذي كان يختبئ فيه المشتبه فيه بواسطة جهاز للتحكم عن بعد، حيث تم تفجير القنبلة، مما أدى إلى مقتل جونسون.

وعن تفاصيل هذا الاستعمال الأول، قال دافيد براون مدير شرطة دالاس في مؤتمر صحفي "لم يكن لدينا أي خيار آخر، اللهم استعمال الروبوت القنبلة؛ جهزنا أحدها، ووضعنا به عبوة ناسفة، وتم تفجيرها عندما اقترب الإنسان الآلي من المسلح. الخيارات الأخرى كانت تعرض رجالنا لخطر كبير".

وفي ما يخص طبيعة القنبلة المستعملة، قال مدير الشرطة المتقاعد بمقاطعة ناساو بولاية نيويورك الأميركية وليام فلاناغان، الذي يقدم استشارات في إعمال القانون والتكنولوجيا، إن شرطة دالاس "جهزت الروبوت الذي استخدمته بقنبلة منخفضة القوة مثل تلك التي تستخدمها فرق القنابل لتفجير الحقائب المشتبه فيها وتعطل الأشياء القريبة منها فقط".

الروبوت القاتل
الروبوت القنبلة لا يعمل بشكل تلقائي، لكن يتم التحكم فيه عن بعد، ويزن 220 كيلوغراما.

وهو مزود بأجهزة استشعار عن بعد وكاميرا تنقل الصور الحية إلى وحدة التحكم، وقد استعمله الجيش الأميركي في مناطق خارج البلاد، منها العراق.

تبلغ تكلفة الروبوت الواحد من هذا النوع نحو مئة ألف دولار، بحسب سيان بيلات، رئيس شركة أنديافر روبوتيك.

ومكنت التطورات التكنولوجية بلدانا -على رأسها الولايات المتحدة الأميركية، وإسرائيل، والصين، وروسيا– من تطوير نظامها العسكري، وتصنيع روبوتات تقوم بمهام قتالية.

وانتشر الرجل الآلي -أحد تجسيدات الذكاء الاصطناعي– في العديد من المجالات، خاصة الصناعية والعسكرية منها أعمال التجسس والمراقبة والحراسة والأمن، والمشاركة في العمليات القتالية.

السؤال الأخلاقي
لم يمر استعمال الشرطة الأميركية للروبوت القنبلة مرور الكرام، حيث تحول الموضوع سريعا إلى ساحة للنقاش القانوني والأخلاقي، مع التركيز على سؤال متى يمكن للشرطة أن تستعمل هذا الروبوت لقتل المتهم أو المشتبه به؟

وضمن هذا السياق، كتبت صحيفة ديلي تلغراف أن هذا الاستخدام الجديد للروبوتات يمثل آخر أشكال التصعيد في استخدام الأجهزة عن بُعد، وكذلك المعدات التي تعمل بطرق شبه ذاتية من قبل الشرطة.

وأعربت أستاذة القانون بجامعة كاليفورنيا إليزابيث جو عن قلقها من أن قرار الشرطة استخدام الروبوت لقتل شخص اتخذ دون تفكير في العواقب، وأن الروبوتات المسلحة للقتل تثير أسئلة كثيرة "لم نتعرض إليها من قبل".

وأوضحت أن الادعاءات ضد الشرطة باستخدام القوة المفرطة منصوص عليها في المادة الرابعة من القانون الدستوري الفدرالي الأميركي، واستخدام القوة القاتلة ينظر إليه في ضوء الخطر الماثل والفوري ضد الشرطة. وفي حالة استخدام الروبوت لن تكون كيفية تطبيق تلك المادة واضحة لأن الخطر سينصب على الروبوت وليس الشرطي الذي ربما يكون في مكان بعيد عن منطقة الخطر.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية + وكالات