شيرين عبادي.. معارضة شرسة للنظام الإيراني

Nobel Peace Prize winner Shirin Ebadi of Iran reacts during a news conference as part of the Nobel Women's Initiative to gather a first-hand account of the ongoing violence against women land defenders, in Tegucigalpa, Honduras, October 24, 2017. REUTERS/Jorge Cabrera

ناشطة حقوقية ومحامية ومعارضة إيرانية عرفت بانتقاداتها الشديدة لسجل بلادها في مجال حقوق الإنسان، نالت جائزة نوبل للسلام عام 2003، اعتبرت من منفاها في العاصمة البريطانية لندن أن الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ ديسمبر/كانون الأول 2017 ليست سوى "بداية حركة كبيرة".

المولد والنشأة
ولدت شيرين عبادي يوم 21 يونيو/حزيران 1947 في محافظة همدان غرب العاصمة الإيرانية طهران، انتقلت عائلتها للعيش في طهران عام 1948.

الدراسة والتكوين
تخرجت عام 1969 بشهادة في القانون من جامعة طهران، ونالت درجة الدكتوراه مع مرتبة الشرف من جامعة طهران عام 1971.  

الوظائف والمسؤوليات
ترأست عبادي عام 1974 المحكمة التشريعية لتصبح بذلك أول قاضية في إيران، لكنها أجبرت على الاستقالة من منصبها بعد الثورة الإسلامية عام 1979.
 
ولم تتمكن من ممارسة مهنة المحاماة إلا بعد حصولها على الرخصة عام 1992، كما اشتغلت أستاذة زائرة في جامعة طهران.  

التجربة السياسية
رغم أن نشاطها ارتكز على الدفاع عن  حقوق المرأة والطفل، إلا أن عبادي وجدت نفسها في خضم المعارك السياسية وفي صراع مع النظام الإيراني والتيار المحافظ على وجه الخصوص.

فقد اتهمت عام 2000 بنشر شريط فيديو عن عضو بمجموعة لها صلة بسياسيين محافظين في إيران، وزج هذا الحادث بها إلى سجن إيفين الرهيب في طهران حيث يحتجز عشرات المعارضين السياسيين.

وفي زنزانة منعزلة كتبت تقول "ينتابني الغضب وأنا أحاول الكتابة على الجدار الأسمنتي بمؤخرة ملعقتي، إننا ولدنا لنقاسي لأننا نشأنا في العالم الثالث. يفرض علينا الزمان والمكان. لنتحل بالصبر لأنه لا يوجد خيار آخر".

وقبلت عبادي بأن تكون محامية دفاع في عدة قضايا سياسية يخشى الكثيرون مجرد الاقتراب منها، حيث وافقت في أكتوبر/تشرين الأول 2003 على الدفاع عن حقوق أسرة الصحفية الكندية الإيرانية زهرة كاظمي التي توفيت وهي قيد الاعتقال في إيران. كما قبلت الدفاع عن الأمين العام لحركة التحرير إبراهيم يزدي الذي يعد واحدا من كبار المعارضين للنظام في إيران.

طالبت في ديسمبر/كانون الأول 2003 السلطات الإيرانية بأن تسمح للمرأة بالترشيح للمنصب الرئاسي في الانتخابات، رغم أن مجلس تشخيص مصلحة النظام منع هذا الأمر من قبل.

دعت في 26 يونيو/حزيران 2005 إلى العصيان المدني باعتباره الطريق الوحيد للتغيير في إيران، كما طالبت بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، ودعمت التيار الإصلاحي.

ونتيجة لمواقفها وانتقاداتها لسجل بلادها في مجال حقوق الإنسان، فرضت عليها السلطات الإيرانية مضايقات عدة، ففي ديسمبر/كانون الأول 2008 أغلقت مكتب جماعة مدافعة عن حقوق الإنسان ترأسه عبادي، ما أثار انتقاد الولايات المتحدة وفرنسا التي كانت تترأس الاتحاد الأوروبي.

كما تعرضت لحملة انتقادات بسبب ظهورها بدون غطاء رأس خلال حفل تسلمها جائزة نوبل للسلام، وقال الرئيس الأسبق محمد خاتمي حينها إن "ارتداء الحجاب تقليد يحترمه الجميع في إيران.. وقلت هذا للسيدة عبادي، وكمسلمة كان من الأفضل ارتداء الحجاب وهي تتسلم جائزتها.. ولكن كل إنسان حر في خياراته".

الاحتجاجات
في نهاية ديسمبر/كانون الأول 2017 علقت عبادي التي تعيش في المنفى منذ عام 1999 على الاحتجاجات التي اندلعت في إيران، وقالت إنها ليست سوى "بداية حركة كبيرة" قد يفوق مداها احتجاجات 2009.

وأضافت في مقابلة أجرتها معها صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية أن "هناك أزمة اقتصادية في غاية الخطورة، والفساد في جميع أنحاء البلاد بلغ مستويات مروعة. ورفع بعض العقوبات عقب الاتفاق النووي مع أوروبا والولايات المتحدة عام 2015 لم يأت بفوائد فعلية للشعب، خلافا لما كان العديدون ينتظرون".

وكانت الناشطة الحقوقية قالت في تصريح لها عام 2013 "سوف أصمت لكن مشكلات إيران لن تحل" ورأت أن الرئيس حسن روحاني لا يستخدم صلاحياته بالشكل الكافي.

المؤلفات
ألفت عبادي العديد من المؤلفات أبرزها كتاب " إيران تستيقظ.. مذكرات الثورة والأمل"، كما كتبت مقالات في عدة صحف إيرانية.

الجوائز والأوسمة
في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2003 حصلت عبادي على جائزة نوبل للسلام، لجهودها في الدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيز الديمقراطية، وكانت المرة الأولى التي تمنح فيها هذه الجائزة لامرأة مسلمة.

وقالت عبادي حينها إنها ذهلت لمنحها الجائزة وأكدت أنها ستكون لكل الإيرانيين الذين قاتلوا من أجل الديمقراطية. بينما ندد الجناح المحافظ الإيراني بمنح عبادي جائزة نوبل، واعتبر اختيارها "مؤامرة أميركية صهيونية" الهدف منها إضعاف النظام  الإيراني. 

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2009 وخلال وجودها في العاصمة البريطانية لندن، اتهمت المحامية الإيرانية المحكمة الثورية في بلادها بالاستيلاء على جائزة نوبل الخاصة بها، لكن الخارجية الإيرانية نفت حينها تلك الاتهامات.

كما حصلت بعد فوزها بجائزة نوبل على العديد من الجوائز أبرزها جائزة مانهيه (من كوريا الجنوبية) التي نالها زعيم جنوب أفريقيا الراحل نيلسون مانديلا.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية