خوسيه كاريراس.. حنجرة ساحرة قهرت اللوكيميا

التينور خوسيه كاريراس أحد أبرز مغني الأوبرا، أسطورة فريدة رفقة الثلاثي العملاق بلاسيدو دومينغو ولوتشيانو بافاروتي، امتدت مسيرته الموسيقية لنحو نصف قرن تضمنت 150 تسجيلا، منها خمسون عملا أوبراليا.

المولد والنشأة
ولد خوسيه كاريراس في 5 ديسمبر/كانون الأول 1946 في برشلونة، كان والده جمهوريا، ففصله نظام الجنرال فرانكو بعد الحرب من سلك التدريس.

اضطرت العائلة الهجرة إلى الأرجنتين من أجل فرص حياة أفضل، لكنها عادت بعد عام إلى برشلونة مرة أخرى.

الدراسة والتكوين
بدأ كاريراس حياته بدراسة الكيمياء لكنه غير دراسته إلى الغناء بعد فترة وجيزة.

التجربة الفنية
منذ نعومة أظفاره عشق الطفل الصغير خوسيه كاريراس عالم الموسيقى، وبدأ تدريجيا في الانجذاب إليها، ويصف نشأة هذه العلاقة في حوار صحفي بالقول "عندما كنت صبيا صغيرا كان لدي نداء داخلي قوي يدفعني إلى المحاولة بأن أكون مغنيا أوبراليا، منذ السادسة من عمري كان لدي إحساس قوي بالموسيقى ولاحظ والداي هذا الأمر لذا ألحقاني بمعهد الموسيقى لكي أتعلم ما يجب تعلمه وأطور هذا الشغف بالموسيقى، وهذا ما حصل خطوة بخطوة حتى وصلت إلى مرحلة الغناء الأوبرالي بشكل احترافي".

وهكذا سريعا اندمج التينور خوسيه كاريراس صاحب الحنجرة الذهبية في عالم الأوبرا، وامتدت تجربته لمدة تزيد على الخمسين عاما عمل خلالها بشكل مشترك مع عدد من الفنانين، بمن فيهم بافاروتي ودومينغو.

وفي خطوة مفاجئة لعشاقه أعلن مغني الأوبرا الإسباني أن جولته الفنية التي توقف خلالها في لبنان منتصف يوليو/حزيران 2017 هي الأخيرة بمشواره الفني.

وقال كاريراس لوكالة رويترز للأنباء من مدينة زحلة شرقي لبنان إن حفلته في المدينة ضمن مهرجانات زحلة الدولية ستكون آخر حفلاته الأوبرالية وسيخلد من بعدها إلى الراحة التامة.

وفي مؤتمر صحفي عقده في استراحة الحفل عاد كاريراس وأوضح أنه يقوم بجولته الأخيرة حول العالم ولن يغني في أي مكان مر به سابقا، وقال إن هذه الجولة قد تستمر على أبعد تقدير لسنتين، لكن عددا من مرافقيه أكدوا أنه لن يعود إلى المسرح.

وأبدى كاريراس إعجابه بلبنان ومدينة بيروت، وقال "أحب بلدكم فأنا من منطقة المتوسط.. ولدت في برشلونة، وهواؤكم يشبه هواءنا.. أحب فنكم وناسكم وحتى مطبخكم".

في صراع امتد لسنوات طويلة عانى كاريراس في الثمانينيات من مرض اللوكيميا إلا أن عملية زرع نخاع شوكي أجريت له أنقذت حياته، وأسس بعد ذلك مؤسسة للعناية بمرضى اللوكيميا ونشر الوعي به.

ودأب كاريراس سنويا على إقامة أمسية في لايبزيغ في ألمانيا من أجل دعم المؤسسة وفتح خطوط تبرع لها، وتعتبر تلك الأمسية الغنائية من أنجح البرامج الحية من حيث عدد المشاهدين في ألمانيا.

الاعتزال
 في يوليو/تموز 2017 أكد كاريراس في زحلة أنه أنهى مهامه على المسارح، وقال ردا على أسئلة لوكالة رويترز إن مشواره ينتهي هنا. وأضاف متسائلا "هل تعتقدون أنني ما زلت شابا؟".

الأعمال والمؤلفات
تتضمن سيرة كاريراس الموسيقية 150 تسجيلا، منها خمسون عملا أوبراليا إلى جانب العديد من الحفلات والأعمال الغنائية الكلاسيكية والشهيرة.

الأوسمة والجوائز
نال خوسيه كاريراس لموسيقاه وغنائه العديد من الجوائز الذهبية والبلاتينية العالمية، كما بلغت مبيعات ألبوماته نحو ستين مليون ألبوم في كل أنحاء العالم.