عبد الله التل.. قائد معركة القدس

عبد الله التل، جندي أردني - المصدر ويكيبيديا

عبد الله التل، عسكري أردني قاد القوات العربية بـالقدس عام 1948، عرف برفضه لقيام إسرائيل، عاش 18 سنة لاجئا سياسيا في مصر قبل أن يرد له النظام الأردني الاعتبار عام 1956.

المولد والنشأة
ولد عبد الله بن يوسف التل عام 1918 في مدينة إربد.

الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في إربد ثم انتقل منها عام 1937 إلى مدينة السلط حيث تلقى تعليمه الثانوي. وتميز بإتقانه اللغتين العربية والإنجليزية. وقد شارك في العديد من الدورات العسكرية خلال مسيرته في الجيش الأردني.

الوظائف والمسؤوليات
شغل التل منصب الحاكم العسكري للقدس وتمت تسميته قائدا عاما للقوّات العربيّة فيها، كما تولى مناصب رسمية في وزارات الخارجية والداخلية والشؤون الإسلامية، وعين عضوا بمجلس الأعيان الأردني.

التجربة العسكرية
بعد أن انتسب للجيش الأردني عام 1941، تتالت ترقياته إلى أن عين حاكما عسكريا للقدس وقائد القوات العربية فيها.

عُد التل أحد الشخصيات البارزة التي لعبت دورا محوريا في الصراع العربي الإسرائيلي خلال الأربعينيات.

بعد أن بدأت العصابات الصهيونية الاستيلاء على مناطق بالقدس، قاد التل أفراد الكتيبة السادسة بالجيش الأردني، وتوجه لأفرداها بالقول "أيها الضباط وضباط الصف والجنود في الكتيبة السادسة، إن مصير العالم العربي يتوقف على ثباتكم وشجاعتكم وصبركم.. إنكم ولا شكَّ ستحافظون على سمعة الجندي العربي الذي إذا هاجم لا يهاب الموت، وإذا دافع لا يتراجع حتى النهاية، هيا لتبييض أعراض العرب بالدماء، والله ينصركم".

وتقول مصادر عديدة إن التل بذل جهودا كبيرة في حرب 1948 ونفذت القوات التي يقودها هجمات بطولية في أكثر من موقع ضد العصابات والعناصر اليهودية حيث كان القائد العسكري لجبهة القدس ولما يتجاوز الثلاثين سنة، وسمي قائد معركة القدس.

هذه المرحلة التي انتهت بقيام إسرائيل فتحت ذهنه على الخطر الصهيوني، والتفكير في خلفيات قيام إسرائيل وحقيقة القوى التي تقف خلفها.

ولذلك، دعا التل عام 1949 إلى إنهاء السيطرة البريطانيّة على الجيش الأردني.

لكنه دفع ثمن هذا الموقف، فقد اتهم بتدبير مؤامرة ضد الحكومة الأردنيّة. وتقول مصادر إن البريطانيين وراء "تلفيق هذه التهمة".

استقال من الجيش العربي الأردني احتجاجا على نقله كملحق عسكري بالسفارة الأردنيّة بـ لندن  في ذات العام، وانتقل إلى القاهرة حيث عاش لاجئا سياسيا هناك لمدة 18 عاما.

خلال فترة اللجوء الطويلة، نشر وثائق ومذكرات عن الماسونيّة والصهيونيّة، ودور اليهود في "هدم الخلافة العثمانيّة".

ونقل عنه قوله "إيماني مبني على تجارب عسكرية عشتها، وحقائق تاريخيّة لمستها ووعيتها".

يرى التل أن فلسطين قضية دينية ومقدسة في المقام الأول، وأن أيّة معالجة لها لا تتم على أساس ديني جهادي محكوم عليها بالفشل. كما اعتبر البترول سلاحا لا بدّ من استخدامه لكسب المعركة.

وصفته السلطات الإسرائيلية بأنه إرهابي متطرف ومتعطش لقتل اليهود، ويسعى لاستئناف الحرب ضدهم في اللحظة المناسبة.

مع ذلك، لخص البروفيسور الإسرائيلي رونين يتسحق (المختص بقضايا الشرق الأوسط والأكاديمي بجامعة تل أبيب) تجربة الرجل في كتاب بعنوان "عبد الله التل ضابط الجيش العربي" وقال فيه "قليلون هم الضباط العرب الذين نالوا إعجاب اليهود، وربما كان الجنرال عبد الله التل هو الوحيد".

وخلال تقديمه للمؤلَف، قال البروفيسور الإسرائيلي بجامعة تل أبيب يائيل زايزر "إن قصة وحياة عبد الله التل جميلة وظاهرة، تصلح أن تكون واحدة من الروايات العالمية المثيرة أو فيلمًا ملحميًا طويلاً."

عاد عبد الله التل إلى الأردن بعد أن أصدر الملك الحسين بن طلال قانون العفو العام يوم 14 أبريل/نيسان 1956.

وقد احتفى به النظام الأردني لاحقا فشغل عدّة مناصب رسميّة بينها محافظ بوزارة الداخلية ومستشار بوزارة الأوقاف، كما عمل سفيرا بالخارجية، وعيّنه الملك عضوا بمجلس الأعيان عام 1971 تقديراً لجهاده، وبقي في هذا المجلس حتى وفاته.

المؤلفات
أول كتاب ألفه التل هو "رحلة إلى بريطانيا" أعقبه بكتب أخرى أهمها: فلسطين وبعث القوميّة العربيّة، كارثة فلسطين، خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية. وكتب تجربته الحربية تحت عنوان "مذكرات عبد الله التل قائد معركة القدس".

الأوسمة والجوائز
منحته الحكومة الأردنية أوسمة: الاستقلال والإقدام العسكري والامتياز والنهضة. بالإضافة إلى كتاب تقدير وثناء من رئيس أركان حرب الجيش العربي الأردني.

الوفاة
توفي التل بمدينة إربد يوم 13 أغسطس/آب 1973 ودفن بها، وقد أوصى بنقل رفاته إلى القدس بعد تحريرها.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية