أمينة فقيم.. عالمة مسلمة تترأس جزر موريشيوس

باحثة ومؤلفة وعالمة مسلمة متخصصة في التنوع البيولوجي، لم تكن لها علاقة بالسياسة، لكنها أصبحت أول امرأة ترأس جزر موريشيوس التي تتصدر دول أفريقيا في مستوى المعيشة، لتكون بذلك سادسة رؤساء البلاد منذ انتقالها إلى النظام الرئاسي عام 1992.

المولد والنشأة
ولدت أمينة غريب فقيم يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 1959 في قرية سورينام بجزر موريشيوس، مسلمة ترجع إلى أصول هندية، نشأت في قرية بجنوب شرق موريشيوس التي تعد إحدى أغنى دول أفريقيا إذ يبلغ دخل الفرد فيها نحو 19600 دولار سنويا.

الدراسة والتكوين
درست أمينة فقيم بالمدرسة الابتدائية في سان باتريس بجزر موريشيوس، ثم انتقلت إلى قرية ماهيبورغو، لتحصل على شهادة من المدرسة العليا في كواتر بورنييه، بعد ذلك غادرت إلى بريطانيا للحصول على رخصة في الكيمياء.

وتخرجت في جامعة سري عام 1983 بدرجة البكالوريوس في الكيمياء، وبعد نيلها دكتوراه الكيمياء العضوية بجامعة إكستر عادت إلى بلادها عام 1987.

الوظائف والمسؤوليات
بعد عودتها عينت أمينة فقيم رئيسة لجامعة موريشيوس وعميدة لكلية العلوم، إضافة إلى تدريس مادة الكيمياء العضوية.

كما اختيرت لتكون قائدة لأول مشروع بحث إقليمي لدراسة النباتات الطبية والعطرية من المحيط الهندي، بتمويل من الصندوق الأوروبي للتنمية ورعاية لجنة المحيط الهندي بين عامي "1987 و1992".

انتخبت رئيسة للمجلس الدولي للاتحاد العلمي-المكتب الإقليمي لأفريقيا للفترة "2011-2014″، وعملت أيضا في مجلس البحوث بموريشيوس مديرة للبحوث "1995-1997".

كما عملت عضوا منتدبا في المركز الدولي للبحث والابتكار.

التجربة العلمية
يعود الفضل لأمينة فقيم في إعداد أول قائمة حصر بالنباتات العطرية والطبية في موريشيوس وجزيرة رودريجز المجاورة، وهو التحليل العلمي الذي أتاح معرفة الخصائص المضادة للأمراض الجرثومية والفطرية وداء السكري، المتوفرة في عدد من النباتات، للبدء باستخدام هذه الأخيرة مواد بديلة وفعالة للأدوية التجارية.

التجربة السياسية
قالت أمينة فقيم في مقابلة مع بعض وسائل الإعلام إنها لم تختر السياسة ولكن السياسة اختارتها، فقد وجدت نفسها مرشحة لمنصب رئيس جزر موريشيوس بعد أن أعلن رئيس الوزراء أنيرود جوغنوث أنهم يريدون شخصا لا علاقة له بالسياسة وله مصداقية محلية ودولية.

وفي بداية يونيو/حزيران 2015 قرر البرلمان بالإجماع تعيين أمينة فقيم بعد استقالة سلفها راجكيسفور بورياغ، لتتولى المنصب يوم 5 يونيو/حزيران.

وكشفت لبرنامج "لقاء خاص" بث على قناة الجزيرة الإخبارية يوم 14 أكتوبر/تشرين الأول 2016 أن العادة جرت على أن يصوت الشعب لانتخاب الحزب أولا، ثم يصوت البرلمان لاختيار الرئيس، أما نقطة التحول التاريخية في انتخابات 2015 فكانت في طرح اسمين للرئاسة من ضمنهما مرشحة مسلمة، مع أن المسلمين أقلية في البلاد.

وفي أبرز آرائها، تقول أمينة فقيم "إن المرأة تتعرض للاضطهاد في العديد من دول العالم، ويحظر عليها العمل في مجال العلوم والبحوث، لكنها مع مرور الوقت بدأت تتفوق على الرجل في عدد من المجالات".

وقالت أمينة فقيم لبرنامج "لقاء خاص" إن بلادها قفزت قفزة نوعية بمجرد وصول امرأة إلى منصب الرئاسة، وأشارت إلى أن المرأة حاضرة في كل الميادين حضورا مميزا، ما عدا الميدان السياسي الذي لا تحبذ فيه سياسة المحاصصة النسبية لتمكين الوجود النسوي، ولكن "قد نكون مضطرين إلى ذلك".  

عن طبيعة النظام السائد في موريشيوس -وهي جمهورية مشكلة من جزر صغيرة وسط المحيط الهندي استقلت عن بريطانيا عام 1968- تحدثت أمينة فقيم عما تركه الاستعماران الفرنسي والبريطاني من آثار في النظامين القانوني والسياسي للبلاد، إذ ما زال "لدينا قانون نابليون وهو القانون المدني الفرنسي، ونتبع نموذج ويستمنستر البريطاني في نظام الحكم".

وعن صلاحيات رئيس الجمهورية، ترى أن كل صناعة القرارات في البلاد هي بيد رئيس الوزراء، وإن جدلا قد دار بشأن ضعف دور الرئيس في السلطة وصنع القرار.

وتطرقت فقيم إلى حيادية الدولة تجاه الانتماء الديني، وهو ما ينص عليه دستور موريشيوس التي تتكون أساسا من المهاجرين، مبينة أنها تبنت في رئاستها هذه الحيادية.

وضربت مثالا على ما تمارسه من دور في ذلك بالقول إن الاحتفالات الدينية التي ترعاها الدولة يدعى إليها كل المكونات، لأن المشكل الأعمق في رأيها وعلى مستوى العالم هو جهل الناس ببعضهم، وسلعة الخوف التي يتاجَر بها نتيجة هذا الجهل.

وتدافع عن زيادة حضور النساء في المواقع القيادية، لأن ذلك "ربما يسهم في رفع مستويات التعامل الأخلاقي أكثر"، وتساءلت عن مصير اللاجئين لو لم تكن على رأس السلطة في ألمانيا أنجيلا ميركل، كما رأت أن الأميركيين تأخروا كثيرا بشأن ترشيح المرأة لمنصب الرئاسة.

المؤلفات
ألفت أمينة فقيم أكثر من عشرين كتابا وثمانين بحثا في علوم الأحياء.

الأوسمة والجوائز
حصلت على العديد من الجوائز والأوسمة، منها جائزة لوريال التي تمنحها منظمة الأمم المتحدة للتريبة والعلوم والثقافة (اليونسكو) في أفريقيا والعالم العربي.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية