إليزابيث تايلور

elizabeth taylor
رغم اختفائها عن الشاشة الكبرى منذ سبعينيات القرن الماضي، ظلت النجمة البريطانية الأميركية إليزابيث تايلور أيقونة للفن السينمائي ذائعة الصيت، وللجمال والأنوثة عبر العالم. قصتها مع السينما بدأت في سن مبكرة، وبنت مجدها عاما بعد آخر، لتصبح "قطة هوليود المدللة"، وتوفيت في مارس/آذار 2011.

الميلاد والنشأة
ولدت إليزابيث تايلور في 27 فبراير/شباط 1932 في حي هامبست بضواحي العاصمة البريطانية لندن لأبوين ميسورين، من أصول أميركية، وهي الطفلة الثانية للممثلة سارا فيولا وارمبرودت ولفرنسيس تايلور، الذي كان يملك رواقا فنيا. وقبيل الحرب العالمية الثانية، اضطرت العائلة إلى العودة للولايات المتحدة سنة 1939، حيث استقرت في لوس أنجلوس بكاليفورنيا.

ومن خلال الرواق الفني الجديد الذي افتتحه والدها، بدأ احتكاك إليزابيث بنجوم هوليود، وسريعا قدمت الوالدة سارا ابنتها لأستوديوهات هوليود الكبرى، ولعل هذا ما جعلها تقول في مذكراتها "لقد سرقوا مني طفولتي".

الدراسة والتكوين
فضلا عن تشبعها بمناخ فني كوْنها وُلدت لتاجر قطع فنية وممثلة رأت في ابنتها وجها لمجد لم تحققه، فقد تلقت "ليز" منذ سنتها الثالثة دروسا في الرقص والغناء والفروسية، بالإضافة إلى الدراسة التي توازت لديها مع إبرام عدد من العقود مع أكبر الأستوديوهات في سياق ظاهرة النجوم الصغار التي عرفتها هوليود بداية الأربعينيات.

التجربة الفنية
قبل أن تتجاوز 12 عاما، كانت الفتاة إليزابيث قد وضعت قدمها على سلم المجد الفني، حيث ظهرت في فيلم "ناشيونال فيلفيت"، ثم أثارت انتباه الجميع بأدائها الرائع وأنوثتها في فيلم "سينيتا" وهي في 15، وفي 19 من عمرها قدمت فيلم "مكان تحت الشمس".

ورغم أنها بدأت طفلة في عالم السينما، فإن نضجها الجسماني وأنوثتها المبكرة جعلاها تحصل سريعا على أدوار الراشدين، كما في فيلم "والد العروسة". وتزامنًا مع نضج "ليز" فنيًّا، تنوعت مشاريعها مع كبار المخرجين؛ حيث عملت مع ستانلي دونين وشارلز فيدور وويليام دييتيرلي في فيلم "طريق الفيلة"، الذي عوّضت فيه النجمة الكبيرة فيفيان لي (مثلها الأعلى حينئذ)، وكذلك مع ريشارد بروكس في "آخر مرة رأيت فيها باريس" عام 1954.

في 1956، انضمت "ليز" إلى فيلم "العملاق"، وهو من كلاسيكيات جورج ستيفنس، ووقفت خلاله أمام النجم الأميركي جيمس دين وروك هودسون. ويرى النقاد أن موهبة إليزابيث انفجرت بشكل بالغ الحساسية في فيلمين: "القطة على سطح حارق" (1958) و"الصيف الماضي، فجأة" (1960)، المقتبسين عن نصين للكاتب المسرحي تينيسي وويليامز.

وفي عام 1961، صعدت "ليز" إلى منصة جوائز الأوسكار لتتوج كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم "باترفيليو 8"، رغم أن النقاد يرون أن أداءها في أعمال سابقة أكثر استحقاقا لهذه الجائزة.

شهرتها اكتسحت عالم الفن السابع عالميا في فيلم "كليوبترا" (1963)، الذي تربعت من خلاله على عرش النجومية والأنوثة، وحطم فيه أجرها سقف المليون دولار.

وعاودت "ليز" قصتها مع الأوسكار في عمل يعد من أهم الآثار الفنية التي جسدت طاقتها في التعبير السينمائي، عبر فيلم "من يخاف فيرجينيا وولف" الذي منحها جائزة أفضل ممثلة مرة ثانية، وكرّس علاقة الثنائي الناجح في السينما والحياة مع ريشارد بورتون، الذي قدمت معه عدة أعمال ذائعة الصيت.

ابتداء من منتصف السبعينيات، لم توفق إليزابيث في اختياراتها السينمائية رغم تعاونها مع نجوم كبار في السينما من قبيل كيرك دوغلاس، وأنتوني هوبكينز، وبيرت لانكاساتير، وتوني كيرتيس، ولاحقا بدأ مسلسل انسحابها التدريجي من عالم الشاشة الكبرى، خاصة مع توالي عدة أزمات صحية، وإن ظلت حاضرة تلفزيونيا في الثمانينيات.

نشطت في دعم حملات التوعية وتمويل الأبحاث والمشاريع الإنسانية والطبية، خاصة في مجال مكافحة الإيدز.

الأوسمة والجوائز
في عام 1999، صنّف المعهد الأميركي إليزابيث في المرتبة السابعة ضمن قائمة أفضل مئة ممثلة لكل العصور. وعبر مسيرتها الحافلة، حصلت على جائزة غولدن غلوب عام 1960 عن دورها في "الصيف الماضي، فجأة"، وجائزة سيسيل ديميل الشرفية لغولدن غلوب عام 1985، وتوجت بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة مرتين: الأولى عن دورها في فيلم "باترفيلو 8" عام 1960، والثانية عن دورها في فيلم "من يخاف فيرجينا وولف" عام 1967.

الوفاة
بعد أزمات حادة تعرضت لها إليزابيث بين عامي 2004 و2009، توفيت إثر أزمة قلبية في 23 مارس/آذار 2011 عن عمر ناهز 79 عاما، بمركز طبي في لوس أنجلوس، ودفنت بعد طقوس تشييع أقيمت على طريقة إحدى الطوائف اليهودية.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية