هجوم الكويت

إرتفاع حصيلة تفجير مسجد في الكويت
التفجير الذي ضرب مسجد الإمام الصادق خلف 27 قتيلا ونحو 227 جريحا (وكالة الأناضول)

تفجير وقع على مسجد يرتاده الشيعة وسط العاصمة الكويت (26 يونيو/حزيران 2015) وأوقع 27 قتيلا و227 جريحا. وقد بادرت السلطات إلى القبض على مشتبه فيهم، وتعهدت بحماية أمن واستقرار البلد، وسط تضامن عربي ودولي لافت.

 

تفاصيل التفجير
وقع التفجير على مسجد الإمام الصادق الذي يرتاده الشيعة بمنطقة الصوابر وسط العاصمة الكويت، حيث تسبب الانفجار الذي حدث أثناء أداء صلاة جمعة 26 يونيو/حزيران 2015، في مقتل 27 شخصا وجرح 227.

وقد سارع تنظيم الدولة الإسلامية إلى تبني الهجوم، وأوضح أن منفذه هو أبو سليمان الموحد، في حين بادرت السلطات الكويتية إلى إلقاء القبض على عدد من المشتبه فيهم.

وقد قال مدير مكتب الجزيرة في الكويت إن المجتمع الكويتي لم يتعود على مثل هذه الأحداث.

وفور وقوعه، انتقل أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، إلى موقع التفجير للوقوف على مجريات الحادث الدامي.

وطالب أمير دولة الكويت وزارة الداخلية بكشف المسؤولين عن التفجير "ومحاسبة كل من تسول له نفسه ترويع الآمنين"، كما أمر بإعلان الحداد الرسمي ليوم واحد "حدادا على شهداء هذا الحادث الأليم"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء القطرية (قنا).

مجلس الوزراء الكويتي سارع من جهته إلى عقد لقاء استثنائي بعيد التفجير، وأكد أن "الإرهاب الأسود لن ينال من وحدة الشعب الكويتي وعزيمته ولن يمس ثوابت المجتمع أو وحدته الوطنية".

وقدم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الكويتي الشيخ محمد خالد الحمد الصباح تقريرا عن الحادث استعرض فيه تفاصيل الانفجار والإجراءات المتخذة لكشف تفاصيله وتحديد من يقف خلفه، موضحا أن جميع رجال وزارة الداخلية وكل الأجهزة الأمنية مستنفرة للحفاظ على أمن واستقرار البلاد.

تضامن دولي
وقد تزامن التفجير مع هجوم بمدينة سوسة التونسية أوقع 38 قتيلا، وحادث في فرنسا قتل فيه شخص واحد. وسارعت دول العالم إلى إدانة واستنكار تلك الأحداث.

وأعلنت دول مجلس التعاون الخليجي دعمها دولة الكويت ومساندتها فيما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها، وأدانت التفجير، الذي وصفه الأمين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني بأنه جريمة مروعة تتنافى مع كل القيم والمبادئ الإسلامية والأخلاقية، مؤكدا وقوف دول المجلس ومساندتها الكويت. وأعرب الزياني عن ثقته في كفاءة وقدرة الأجهزة الأمنية المختصة في دولة الكويت على كشف ملابسات "هذه الجريمة الإرهابية البشعة".

وأعربت دولة قطر عن استنكارها الشديد للتفجير، وأكدت وزارة الخارجية في بيان لها "أن هذا العمل الإجرامي يتنافى مع كل القيم الأخلاقية والإنسانية ويتناقض مع كل الأديان السماوية وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومبادئه السمحة".

من جهته، أدان المغرب الهجوم الذي وصفه بـ"الإرهابي الآثم". وفي بيان لها قالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية إن "هذا الهجوم الإرهابي الآثم يتنافى مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، ويتعارض مع كل القيم الأخلاقية والكونية، ويهدف بالأساس إلى زعزعة أمن واستقرار هذا البلد العربي الشقيق".

من جانبها أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بأشد العبارات تفجير مسجد الإمام الصادق، واعتبر عضو مكتبها السياسي عزت الرشق في تصريح صحفي التفجير عملا إجراميا "ينافي كل الشرائع والقيم والأعراف".

إدانة أممية
كما أدان مجلس الأمن الدولي "بأشد العبارات الهجمات الإرهابية التي وقعت في فرنسا وتونس والكويت"، مؤكداً "ضرورة تقديم مرتكبي تلك الأعمال إلى العدالة". وأعرب أعضاء المجلس، في بيان صحفي صدر عقب الهجمات، عن "تعازيهم لأسر الضحايا، وتعاطفهم مع جميع المصابين في هذه الهجمات الشنيعة، وكذلك مع شعوب وحكومات فرنسا والكويت وتونس، وغيرهم ممن فقدوا مواطنيهم في هذه الهجمات".

ولفت بيان المجلس انتباه الدول الأعضاء بالجمعية العامة للأمم المتحدة إلى "أن عليها ضمان التدابير اللازمة لمكافحة الإرهاب، وأن تمتثل لكافة التزاماتها بموجب القانون الدولي، ولا سيما القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي".

وسارعت الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول غربية وعربية إلى إدانة الهجمات، ووصفها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالإرهابية، ودعا إلى تقديم مرتكبيها إلى العدالة.

وفي واشنطن وصف البيت الأبيض تلك الهجمات في الدول الثلاث بالشنيعة، وقال متحدث باسم الرئاسة الأميركية وقتها إن باراك أوباما يتلقى المعلومات بشأن الهجمات في تونس والكويت وفرنسا، مضيفا أن مسؤولي أمن ومخابرات أميركيين عرضوا تقديم المساعدة.

المصدر : الجزيرة + وكالات