أذربيجان.. "أرض النار"

إحدى دول القوقاز ذات الأصول التركية في أوراسيا، في الجهة الجنوبية الغربية من قارة آسيا، تسمى تاريخيا بـ"أرض النار"، وفيها أغلبية عرقية أذرية، ومعظم سكانها مسلمون.

وأذربيجان غنية بالموارد الطبيعية كالنفط والغاز والحديد والمنغنيز والتيتانيوم والنحاس والذهب والفضة، ويلعب قطاعا النفط والغاز الطبيعي دورا مهيمنا في الاقتصاد الأذري.

المعلومات الأساسية

الاسم الرسمي: جمهورية أذربيجان

الاسم المختصر: أذربيجان

العاصمة: باكو

اللغة: الأذرية (رسمية)، الروسية، الأرمينية، ولغات أخرى

النظام السياسي: جمهوري

تاريخ الاستقلال: 30 أغسطس/آب 1991 (إثر الانفصال عن الاتحاد السوفياتي)

العملة: مانات.

المساحة: 86.6 ألف كيلومتر مربع.

تقسيمات إدارية خاصة

وتضم أذربيجان "جمهورية ناخيتشيفان" المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي يفصلها عن بقية البلاد شريط من الأراضي الأرمنية، وإقليم "ناغورني قرة باغ" الذي يمثل محور صراع حاد بين أذربيجان وأرمينيا.

الموقع

تقع أذربيجان في منطقة القوقاز بأوراسيا، في الجهة الجنوبية الغربية من قارة آسيا، وتحدها روسيا وجورجيا من الشمال، وأرمينيا من الغرب، وإيران من الجنوب، وبحر قزوين من الشرق، كما يقع جزء صغير من الشمال الغربي لـ"ناخيتشيفان" على حدود تركيا.

الموارد الطبيعية

تشتهر أذربيجان بتوفر رواسب النفط والغاز بكثرة، فثلثا مناطق الجمهورية غنية بالنفط والغاز.

وتحتوي منطقة القوقاز الصغرى على الجزء الأكبر من المعادن، مثل: الحديد والمنغنيز والتيتانيوم والكروم والنحاس والكوبالت والأنتيمون والذهب والفضة والموليبدينوم، وتم العثور على أكبر رواسب الحديد في داشكيسن.

وتتوفر البلاد كذلك على الحجر الجيري وأحجار الترافرتين والرخام والجبس وحجر الشب. كما أنها غنية بالمياه المعدنية ذات المكونات الكيميائية المختلفة، ولهذا السبب تسمى أذربيجان بمتحف المياه المعدنية، وتنتشر الينابيع الحارة في جبال تاليش والمنحدرات الجنوبية والشمالية الشرقية لمنطقة القوقاز الكبرى.

treeless deserted steppe and mountain landscape at the Azerbaijan border, David Gareja, Georgia
مشهد من الحدود بين أذربيجان وجورجيا (غيتي)

التضاريس

تتشكل أذربيجان من هياكل جيومورفولوجية رئيسية، وهي: منطقة القوقاز الكبرى والقوقاز الصغرى مع هضبة قره باغ وجبال تاليش، وتقع جمهورية ناخيتشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي في منتصف مجرى نهر أراز، وداخل حدود سلاسل جبال زينجيزور وديرليز المحاذية للنهر.

وتمتد أراضي الجمهورية من الشمال إلى الجنوب بطول 400 كيلومتر، ومن الغرب إلى الشرق على طول 500 كيلومتر.

وتغطي الجبال 60% من إجمالي مساحة البلاد، وتمتد جبال القوقاز الكبرى من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي على طول الحدود الشمالية، وتتميز بسلسلة المستجمعات المائية وأعلاها جبل "بازاردوزو"، الذي يبلغ ارتفاعه نحو 4466 مترا، وسلسلة الجبال الكبرى وأعلاها جبل "شاهداغ ألب" ويبلغ ارتفاعه 4243 مترا.

وتحيط بسلاسل جبال القوقاز الكبرى مناطق سفوح وتغطيها هضبة السهوب من الشمال الغربي، وجوبستان من الجنوب الشرقي وسهل ألازان-أريشاي من الجنوب الغربي وسهل جوسار المنحدر من الشمال الشرقي.

أما جبال القوقاز الصغرى فهي تحيط بالبلاد من الجنوب الغربي والغرب وتتكون من عدد من السلاسل والهضاب ذات الارتفاع المنخفض نسبيا، وتعدّ موروفداغ وزنكازور السلاسل الرئيسية في منطقة القوقاز الصغرى، وفي جنوب موروفداغ تقع هضبة قره باغ، وتمتد حتى نهر أراز.

وتغطي جبال تاليش جنوب شرق البلاد، وهي السلسلة الانتقالية من جبال القوقاز الصغرى إلى جبال إلبروس في إيران.

كما تضم أذربيجان مجموعة من الأراضي المنخفضة، وتشمل:

كور-أراز: وتقع في المنطقة الواقعة بين جبال القوقاز الكبرى والصغرى وجبال تاليش، وتعدّ أكبر الأراضي المنخفضة بين الجبال في منطقة القوقاز بأكملها، وتغطي الجزء الأوسط من البلاد. يقسم نهرا "كور" و"أراز" الأراضي المنخفضة إلى 5 سهول، وهي: شيروان وقره باغ وميل وموغان وساليان.

سامور-ديفيتشي: يقع على سهل جوسار المنحدر إلى شاطئ بحر قزوين، ويمتد من شبه جزيرة أبشيرون إلى الشمال.

لانكاران: ويمتد من شبه جزيرة أبشيرون إلى الجنوب على سفوح جبال تاليش. وتقع المنخفضات ومعظم أجزاء شبه جزيرة أبشيرون تحت مستوى سطح البحر، وأدنى نقطة تقع عند شاطئ بحر قزوين، وتبلغ -26.5 مترا تحت مستوى سطح البحر.

وتتدفق مجموعة كبيرة من الأنهار داخل البلاد، وأكبر أنهار منطقة القوقاز هما كورا وآراز، ينبع كلاهما من تركيا، وتتدفق مجموعة من الأنهار من منطقة القوقاز الصغرى وتنضم إلى نهري كورا وأراز، ثم يتحد النهران في قرية "صابر أباد" ويشكلان نظاما نهريا يصب في بحر قزوين على بعد حوالي 80 ميلا جنوب العاصمة باكو.

ونهر سامور هو الأكبر في شمال شرق أذربيجان، وينبع من داغستان ويصب في بحر قزوين، كما يوجد في أذربيجان عدد كبير من الأنهار الجبلية، التي تتغذى على الثلوج والأمطار، ثم تنضم إلى نهري ألازان وأريشاي.

وتنتشر حوالي 250 بحيرة وعدد من الخزانات الكبيرة في أجزاء من أذربيجان، كما تتشكل عدة بحيرات وبرك سريعة الزوال خلال فترات الأمطار.

وتمثل الغابات نحو 12% من المساحة الكلية للبلاد، بينما تشكل الأحواض المائية 54.9% منها ونحو 31.1% مراعي وحقول و31.4% أراضي أخرى.

Azerbaijan, Baku, Filarmoniya Park Fountain.
نافورة حديقة فيلارمونيا في باكو عاصمة أذربيجان (غيتي)

المناخ

يتأثر المناخ في أذربيجان بشكل كبير بالموقع الجغرافي والتضاريس وبحر قزوين، وتتعرض المنطقة للكتل الهوائية القادمة من مناطق مختلفة، وتهيمن على البلاد نتيجة لذلك أنواع مناخية متعددة، تتباين بين المناخ شبه الصحراوي والمناخ الجاف والمناخ شبه الاستوائي والمناخ المعتدل والمناخ البارد.

وينتشر المناخ شبه الاستوائي الجاف في الأراضي المنخفضة في كور-أراز وأبشيرون، أما المناخ شبه الاستوائي الرطب فيسود في جبال تاليش وسفوح الجبال والأراضي المنخفضة لنكران.

وتتمتع سفوح منطقة القوقاز الكبرى والصغرى المغطاة بشكل رئيسي بالغابات بمناخ معتدل، وتتباين المناطق فيه من حيث الجفاف والرطوبة. ويسود المناخ شديد البرودة في السلاسل الجبلية العالية، نحو قمم القوقاز الكبرى والصغرى، وجبال الألب ومروجه الفرعية.

ويتأثر المناخ بالارتفاع عن سطح البحر، حيث تنخفض درجات الحرارة ويرتفع معدل هطول الأمطار مع زيادة الارتفاع.

وتتباين درجات الحرارة بشدة تبعا للموسم واختلاف الأقاليم الجغرافية، ويبلغ متوسط درجات الحرارة السنوية في السهول 15 درجة مئوية، بينما تنخفض في المناطق الجبلية العالية تحت الصفر.

وتصل درجات الحرارة بين 25 و27 درجة مئوية في مناطق آران و5 درجات مئوية في المناطق الجبلية في يوليو/تموز. أما الحد الأقصى المطلق فهو 43 درجة مئوية، والحد الأدنى أقل من -30 درجة مئوية.

عدد السكان

10 ملايين و127 ألف نسمة بحسب مركز الإحصاء الأذري بداية عام 2023.

نسبة النمو

0.6% بحسب مركز الإحصاء الأذري لعام 2019.

التوزيع العرقي

معظم السكان من الأذريين، إذ تبلغ نسبتهم 94.8% وبقية السكان هم: لزجيون "داغستانيون" بنسبة 1.7%، وتاليش بنسبة 0.9%، وروس بنسبة 0.7%، وأقل من 2% أوراسيون وأتراك وآخرون بحسب مركز الإحصاء الأذري لعام 2023.

الديانة

مسلمون 97.3% معظمهم شيعة، ومسيحيون 2.6%، وديانات أخرى.

التسمية

يرتبط اسم أذربيجان -الذي يعني "أرض النار"- بالسكان الذين عاشوا في المنطقة منذ آلاف السنين، حيث كان معظمهم من عبدة النار، فأطلقوا على البلاد هذا الاسم، والذي يتكون من كلمتين "أذر" وتعني النار و"بايجان" وتعني مكان. كما أن كلمة "آذر" قد تعني "الرجل الشجاع" أو "الفتى الشجاع" أو "حارس النار".

ويقال إن الاسم مشتق من أتروباتين، وهو اسم قديم للمنطقة سُمي باسم والي الإسكندر الأكبر في القرن الرابع قبل الميلاد، والذي كان يُدعى "أتروبات" أي "المحمي بالنار".

Azerbaijan, Baku, old city (Icari Seher), Market Square street scene with carpet-souvenir shop
شارع ساحة السوق في المدينة القديمة "إيكاري سيهير" بالعاصمة باكو (غيتي)

التاريخ

أثبتت نتائج أعمال التنقيب والأبحاث العلمية أن أذربيجان تعد واحدة من الأماكن التي لديها أقدم الحضارات في العالم، وأن الناس البدائيين قد استقروا وعاشوا فيها لفترة طويلة.

وقد تم اكتشاف معسكرات أثرية غنية بآثار لمراحل مختلفة من العصر الحجري في أراضي قرة باغ، كما أظهرت الأبحاث أن الأنماط الأكثر شمولا للثقافة المادية قد تم تسجيلها في كهوف "أزيخ" و"تغلار"، وظهرت كذلك آثار أخرى في مناطق عديدة من البلاد.

وفي العصر الحجري الحديث عاش سكان أذربيجان أسلوب حياة مستقرا، وشاركوا في الزراعة وتربية الماشية والحرف اليدوية الأخرى، ونشأت حضارة كور-أراز، في أواخر الألفية الرابعة إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد وامتدت إلى مناطق واسعة.

وقد ظهرت أولى مؤسسات الدولة في الأراضي الأذرية في أواخر الألفية الرابعة وأوائل الألفية الثالثة قبل الميلاد، وعلى عكس الدول الشرقية القديمة الأخرى، انتخب الكوتيون، الذين عاشوا في المنطقة آنذاك، قادتهم ولم تكن السلطة وراثية.

ومنذ أواخر الألفية الأولى قبل الميلاد قامت دول منظمة ذات تقاليد متطورة، وفي تلك الفترة تأسست دولة المانيين، التي ضمت دويلات محلية صغيرة أخرى من نهر أراز شمالا حتى بحر قزوين.

وبدأ الكيمريون والسكيثيون والماجستيون بالاستقرار في المنطقة في أواخر القرن الثامن وأوائل القرن السابع قبل الميلاد، وكانت هذه القبائل أقدم سكان أوراسيا ثم تدفقت إلى الجنوب واستقرت على السفوح الجنوبية للقوقاز الكبرى، وانتشرت جنوبا إلى منطقة مانا وشرق الأناضول، وأسست دولة قوية.

وتم غزو جنوب القوقاز من قبل الإمبراطورية الأخمينية الفارسية الأولى حوالي عام 550 قبل الميلاد، وفي هذه الفترة انتشرت الديانة الزرادشتية في أذربيجان، وفيما بعد هُزم الأخمينيون بدورهم على يد الإسكندر الأكبر عام 330 قبل الميلاد.

وبعد وفاة الإسكندر المقدوني تمت استعادة البلاد، وتأسست دولة "أتروباتينا" في الجنوب، ثم تحولت إلى دولة مستقلة في القرن الرابع قبل الميلاد، وأصبحت إحدى أقوى الدول في المنطقة.

وكان هذا الجزء من أذربيجان يُسمى كذلك "ميديا أتروباتينا" و"ميديا الصغرى" و"ميديا أتروبات"، كما كانت تعرف باسم "أتروبات" وأحيانا "أتروباتيا"، وقد جعل الإمبراطور الروماني في أواخر القرن الأول قبل الميلاد أرمينيا تابعة لدولة "أتروباتينا".

وأقامت ألبانيا دولة قوية على الأراضي الأذرية الشمالية في القرن الأول قبل الميلاد، وتعرضت قوات الإمبراطورية الرومانية التي حاولت احتلال البلاد لهزائم قاسية، وتطورت نظم الدولة في تلك الحقبة ووضع القادة الألبان القوانين ووجدت أكثر من 30 مدينة شكلت مراكز تجارية وثقافية.

وظهرت الأبجدية الأذرية، التي كانت تسمى آنذاك بالألبانية، وفُتحت المدارس وظلت ألبانيا إلى حد كبير مستقلة حتى ضمها الساسانيون إلى مملكتهم وجعلوها تابعة لهم في القرن الثالث الميلادي.

وفي القرن الرابع الميلادي اعتمد حاكم ألبانيا القوقازية الملك أورناير المسيحية رسميا دينا للدولة وظلت ألبانيا دولة مسيحية حتى القرن الثامن.

الحكم الإسلامي

انتهت سيطرة الساسانيين بهزيمتهم على يد العباسيين عام 642 م، وخلال القرنين السابع والثامن بدأ انتشار الإسلام في أذربيجان.

وبين القرنين التاسع والعاشر بدأ العرب من البصرة والكوفة بالقدوم إلى أذربيجان واستولوا على الأراضي التي كانت الشعوب الأصلية قد هجرتها وأصبح العرب النخبة المالكة لتلك الأراضي.

وكان تحول شعوب المنطقة إلى الإسلام بطيئا، وعلى الرغم من استمرار المقاومة لعدة قرون، فإن الغالبية العظمى من سكان أذربيجان تحولوا إلى الإسلام فيما بعد، وفي القرنين العاشر والحادي عشر تمت السيطرة على أجزاء من أذربيجان من قبل سلالات كردية مثل الشداديين والراوندية.

وفي منتصف القرن الحادي عشر أطاح السلاجقة بالحكم العربي، وبدأ في تلك الفترة تدفق قبائل الأوغوز التركية، والتي تمثل الكتلة المؤسسة للشعب الأذري الحديث، عبر الهضبة الإيرانية إلى القوقاز والأناضول.

Azerbaijan, Sheki (Shaki), upper town historical district buildings
مباني المنطقة التاريخية في مدينة شكي (غيتي)

وفي القرنين الثالث عشر والرابع عشر، عانت البلاد من الغزوات المغولية التتارية، وتوقفت السيادة التركية على البلاد، لكنها عادت فيما بعد مع التيموريين ثم السنيين التركمان "قراقويونلو" و"آق قويونلو" الذين سيطروا على أذربيجان وأجزاء كبيرة من إيران وشرق الأناضول وأجزاء صغيرة أخرى من غرب آسيا.

وكان الأتراك الأوغوز الذين جاءوا إلى البلاد واستقروا في جنوب القوقاز لهم السيادة على القبائل الأخرى داخل المجتمع، وتحولت اللغة التركية إلى وسيلة الاتصال الرئيسية للأقليات القومية والمجموعات العرقية المقيمة على أراضي أذربيجان، وقد لعب ذلك دورا كبيرا في تكوين أمة واحدة.

وقد سيطر آل "شيروان شاه" وأتابكة أذربيجان على السلطة بعد سقوط الإمبراطورية السلجوقية، ونمت دولة أتابكة أذربيجان لتصبح أقوى دولة في الشرق الأدنى والأوسط، ولعبت الدولتان دورا حاسما في توطيد الهوية القومية الأذرية.

وتم إعلان أول دولة باسم "أذربيجان" في يوليو/تموز 1501م، عندما تُوج الشاه إسماعيل صفوي شاه أذربيجان، ويعد إسماعيل مؤسس السلالة الصفوية الفارسية الناطقة بالتركية، وبعد مرور عام من تلك الحادثة أصبحت أذربيجان جزءا من الدولة الصفوية الأكبر في بلاد فارس.

وبسبب تأثير الصفوية تحول معظم السكان إلى المذهب الشيعي، واحتفظت القبائل الأوغوزية التركية بلقب "تركمان" لمدة طويلة من الزمان، وبدأت الشعوب بخلق هوية جديدة تقوم على التشيع واستخدام لغة الأوغوز التركية.

الحاكم الأذري نادر شاه، الذي وصل إلى السلطة بعد سقوط الدولة الصفوية، وسع أراضي الإمبراطورية السابقة، وفي عام 1739م غزا شمال الهند بما في ذلك دلهي، لكن خططه لإنشاء دولة مركزية قوية على هذه المنطقة الشاسعة باءت بالفشل، وبعد وفاته سقطت الإمبراطورية.

في النصف الثاني من القرن الثامن عشر تم تقسيم أذربيجان إلى دويلات صغيرة، كانت عبارة عن مجموعة من الخانات والسلطنات ودخلت البلاد فترة أزمة عسكرية وسياسية، وفشلت محاولات عدة لتوحيد البلاد.

الحكم الروسي

أعطى الوضع غير المستقر داخليا فرصة للغزو الخارجي، وأصبحت أذربيجان مسرحا لحروب دموية، وبموجب معاهدتي "غولستان" عام 1813م و"تركمانجاي" عام 1828م، تم ضم أذربيجان إلى روسيا.

وبعد انهيار الإمبراطورية الروسية خلال الحرب العالمية الأولى أصبحت أذربيجان مع أرمينيا وجورجيا جزءا من "جمهورية القوقاز الفيدرالية الديمقراطية" التي لم تدم طويلا.

ويوم 28 مايو/أيار 1918م، تم إعلان جمهورية برلمانية ديمقراطية باسم "جمهورية أذربيجان الديمقراطية"، التي كانت أول جمهورية إسلامية برلمانية في العالم.

واضطرت الجمهورية للتنازل عن يريفان لأرمينيا، عقب تنفيذ الوحدات العسكرية الأرمينية عددا من المجازر ضد الأذريين.

وفي يوم 28 أبريل/نيسان 1920م احتلت روسيا أذربيجان، التي كانت كيانا مستقلا في الفترة بين عامي 1920 و1922م، لكن في مارس/آذار 1922 تم توحيد أذربيجان وجورجيا وأرمينيا تحت دولة واحدة باسم "جمهورية ما وراء القوقاز الاتحادية الاشتراكية السوفياتية" ضمن الاتحاد السوفياتي المشكل حديثا.

وفي عام 1936م تم حل الجمهورية الاتحادية وأصبحت البلاد تعرف بـ"جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية"، والتي كانت تابعة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية.

وخلال الفترة السوفياتية تم اقتطاع مجموعة من المقاطعات كزنكازور وغويتشا وجزء من ناختشيفان ومناطق أخرى من أذربيجان وضمها إلى أرمينيا، وتم تقليص مساحة جمهورية أذربيجان الديمقراطية من 114 ألف كيلومتر مربع إلى 86600 كيلومتر مربع.

وفي 7 يوليو/تموز 1923م، تم إنشاء منطقة "ناغورني قرة باغ" المتمتعة بالحكم الذاتي من قبل روسيا، وكانت تلك خطوة أولى نحو فصل المنطقة عن أذربيجان.

وقد ثارت مقاومة شعبية في أذربيجان، أدت إلى ردود فعل عنيفة وقاسية من قبل الاتحاد السوفياتي ترافقت مع عمليات نفي وقمع، وخلال عام 1937م تم اعتقال غالبية ممثلي المثقفين الأذريين الذين اختلفوا مع السلطة السوفياتية، وتم نفي مجموعة إلى الصحاري والسهوب في سيبيريا وكازاخستان، وتم إعدام الكثير.

وخلال الحرب العالمية الثانية سعى أدولف هتلر للاستيلاء على باكو، عاصمة أذربيجان الغنية بالنفط، ولكن الجيش الألماني توقف في جبال القوقاز ثم هُزم في معركة "ستالينغراد".

وفي عام 1990 بدأ الأذريون بالمطالبة بالاستقلال من خلال مظاهرات تم قمعها بوحشية عبر التدخل السوفياتي، والذي يشير إليه الأذريون باسم "يناير الأسود"، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي تم الإعلان عن استقلال أذربيجان في 30 أغسطس/آب 1991.

Baku is the capital and largest city of Azerbaijan, as well as the largest city on the Caspian Sea and of the Caucasus region. Baku is located 28 meters below sea level, which makes it the lowest lying national capital in the world. Baku is also the largest city in the world located below sea level. It is located on the southern shore of the Absheron Peninsula, which projects into the Caspian Sea. The city consists of two principal parts: the downtown and the old Inner City.
قلعة باكو أكبر قلاع شبه جزيرة أبشرون (غيتي)

الصراع على إقليم ناغورني قرة باغ

بدأت الصراعات بين أرمينيا وأذربيجان عقب استقلالهما عن الإمبراطورية الروسية عام 1918، فدخلتا في نزاعات إقليمية حول الأراضي التي ترى كل منهما أنها ملك لها تاريخيا وعرقيا، وأهمها إقليم "ناغورني قره باغ"، الذي يسكنه إلى حد كبير الأرمن، وقد تم ضمه باعتباره منطقة تتمتع بالحكم الذاتي، إلى أذربيجان السوفياتية في أوائل عشرينيات القرن الماضي.

واستمرت الصراعات بين أرمينيا وأذربيجان بين عامي 1918 و1920 م، لكن هذه الصراعات سرعان ما توقفت بعد انضمامهما إلى الاتحاد السوفياتي سنة 1922م، وفي أواخر الفترة السوفياتية تطورت حركة انفصالية عرقية أرمنية سعت إلى إنهاء السيطرة الأذرية على المنطقة.

وبدأ القتال عام 1988م وتصاعد بعد أن حصلت أرمينيا وأذربيجان على استقلالهما عن الاتحاد السوفياتي عام 1991م، وأدى الصراع إلى حروب دامية بين البلدين خلفت آلاف القتلى ومئات الآلاف من النازحين، ما تسبب في أزمة سياسية كبيرة امتدت لأكثر من قرن.

وأسفرت الحرب الأولى عن احتلال أرمينيا مساحة 20% من أراضي أذربيجان، بما فيها إقليم "ناغورني قره باغ"، بالإضافة إلى 7 أقاليم أخرى محيطة بها، وانتهى الوضع بالتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار بين زعماء أرمينيا وأذربيجان وناغورني قره باغ في مايو/أيار 1994 من دون التوصل إلى اتفاق بشأن الوضع الذي ستؤول إليه أو سيكون عليه إقليم "ناغورني قره باغ".

وعادت الاشتباكات من جديد في أغسطس/آب 2014، وفي غياب عملية سلام شاملة استمرت انتهاكات وقف إطلاق النار بين الجانبين وبلغت ذروتها في "حرب الأيام الأربعة" عام 2016.

وفي يوم 27 سبتمبر/أيلول 2020 أطلق جيش أذربيجان عملية عسكرية في إقليم قره باغ، وحقق فيها تقدما عسكريا كبيرا، ووصل إلى حدود عاصمة الإقليم "ستيباناكيرت".

وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوما وعبر وساطة روسية تم توقيع اتفاق يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أعادت أرمينيا بموجبه الأقاليم السبعة التي كانت احتلتها سابقا واستعادت أذربيجان السيطرة على إقليم "ناغورني قرة باغ" بينما حصلت أرمينيا على منفذ بري إلى أراضيها.

ويوم 19 سبتمبر/ أيلول 2023 شنت القوات الأذرية عملية عسكرية في إقليم ناغورني قره باغ، وأعلنت أذربيجان أن العملية تهدف إلى "مكافحة الإرهاب"، وتستهدف القوات الأرمينية في منطقة ناغورني قره باغ.

ونفت أرمينيا وجود قوات تابعة لها في الإقليم المتنازع عليه، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك لوقف ما وصفته بـ "عدوان" باكو على قره باغ، وبعد يوم واحد أعلنت أذربيجان بسط سيادتها على الإقليم، وأن الانفصاليين الأرمن بدؤوا الانسحاب وتسليم أسلحتهم بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه عبر وساطة روسية.

وعقب انتهاء العملية نزح عشرات الآلاف من المدنيين الأرمن من ناغورني قره باغ إلى الأراضي الأرمينية، رغم الوعد الذي كرره رئيس أذربيجان إلهام علييف بأن حقوق الأرمن في الإقليم ستكون مضمونة، وتعهدت أذربيجان بالسماح للانفصاليين الذين يسلمون أسلحتهم بالذهاب إلى أرمينيا.

الاقتصاد

الناتج المحلي الإجمالي: 76.8 مليار دولار وفق مؤشرات البنك الدولي لعام 2022.

الناتج المحلي الإجمالي للفرد: 7533.4 وفق مؤشرات البنك الدولي لعام 2022.

نسبة النمو: 4.6 % وفق مؤشرات البنك الدولي لعام 2022.

نسبة التضخم: 13.8% وفق مؤشرات البنك الدولي لعام 2022.

أهم المنتجات: النفط ومشتقاته والغاز ومعدات حقول النفط والصلب وخام الحديد والقطن والحبوب.

Baku city, Azerbaijan, view of the historical mosques and the walls of Shirvanshahs palace in the Old town and modern glass Flower Towers skyscrapers in dramatic sunset light
مساجد تاريخية وأسوار قصر شيرفانشاه في البلدة القديمة وخلفها المعالم الحديثة في العاصمة باكو (غيتي)

بدأت أذربيجان بالتحول إلى اقتصاد السوق في أوائل التسعينيات، وحُرِّرَت أسعار معظم السلع وتمت خصخصة بعض الشركات المملوكة للدولة، وخلال السنوات الأولى من الاستقلال عدّت زيادة إنتاج الغاز والنفط إحدى الوسائل الرئيسية للقضاء على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وتمكنت الدولة من خفض معدل الفقر بشكل كبير، ووجهت بعض الإيرادات من إنتاجها من النفط والغاز لتطوير البنية التحتية للبلاد.

وقد أدى التركيز على الصناعة الثقيلة إلى توسيع صناعتين تقليديتين بشكل كبير هما النفط والغاز الطبيعي، ويلعب هذان القطاعان دورا مهيمنا في الاقتصاد الأذري، ويُنتج النفط من اليابسة وكذلك من بحر قزوين ويمثل الإنتاج البحري حوالي ربع الإنتاج الإجمالي.

وبلغ احتياطي النفط في نهاية عام 2020 نحو 7 مليارات برميل، أي ما يعادل مليون طن، وهو ما يقدر بـ0.4٪ من الاحتياطي العالمي، وتنتج أذربيجان أكثر من 800 ألف برميل في اليوم، ويُصدّرُ معظم الإنتاج بسبب ضآلة الاستهلاك المحلي نسبيا، إضافة إلى احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة، والتي تقدر بنحو 2.5 تريليون متر مكعب.

واعتماد أذربيجان المستمر على المواد الهيدروكربونية كمصدر رئيسي للصادرات والإيرادات المالية هو نقطة ضعفها الرئيسية، ويشكل خطرا على النمو الاقتصادي على المدى البعيد، وذلك بسبب انخفاض إنتاج النفط وتقلب أسعاره والتحول العالمي بعيدا عن الوقود الأحفوري.

ومنذ عام 2016 أنفقت الحكومة موارد كبيرة لتسريع التنويع وتعزيز الاقتصاد غير النفطي ومع ذلك كان تنفيذ الإصلاح بطيئا.

وقد تطورت فروع الصناعة التحويلية مثل إنتاج الأسمدة المعدنية والبنزين والكيروسين ومبيدات الأعشاب والزيوت الصناعية والمطاط الصناعي والبلاستيك، وبرزت سومقاييت كمركز رئيسي لهذه الصناعة فضلا عن تعدين الحديد.

وأخذت الصناعات الخفيفة وإنتاج الغذاء بالحصول على اهتمام متزايد، وكذلك صناعة الآلات والمنسوجات.

وقد نما الاقتصاد بنسبة 4.6% في عام 2022 مدعوما بالنمو القوي في القطاعات غير المتعلقة بالطاقة، بينما انكمش قطاع الطاقة بنسبة 2.6% وعُوِّضَ الانخفاض المستمر في إنتاج النفط جزئيا من خلال زيادة إنتاج الغاز الطبيعي وفق مؤشرات بنك التنمية الآسيوي والبنك الدولي لعام 2022.

وكان نمو القطاع غير النفطي بنسبة 9.1% في عام 2022 مدفوعا بقطاع الخدمات، وذلك بحسب مؤشرات بنك التنمية الآسيوي والبنك الدولي لعام 2022، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى إعادة توجيه التجارة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، وتطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

وتوسع التصنيع مع زيادة إنتاج مواد البناء والأدوية والأثاث والآلات، ونما قطاع البناء بنسبة 13.4% بفضل زيادة الاستثمارات العامة والخاصة، وارتفع نمو الخدمات، التي توفر ما يقرب من 40% من الناتج المحلي الإجمالي، إلى 9.7%، مدفوعا بمكاسب بنسبة 3.2% في تجارة الجملة والتجزئة، وتوسع بنسبة 23.2% في قطاع النقل وفق مؤشرات بنك التنمية الآسيوي 2022.

واستقر التوسع في الزراعة، مع نمو بنسبة 3.4% في الثروة الحيوانية، ونمو بنسبة 3.3% في إنتاج المحاصيل، مدعومين ببرنامج دعم الائتمان الزراعي المستمر ودعم المدخلات وفق مؤشرات بنك التنمية الآسيوي 2022.

وتتمثل الثروة الزراعية في محاصيل متنوعة أشهرها: القطن والفواكه والكروم والحبوب والشاي والتبغ وأنواع كثيرة من الخضروات.

وتُربّى دودة القز لإنتاج الحرير الطبيعي وتُربّى الماشية والأغنام والماعز بالقرب من سلاسل الجبال، ويتم الحصول على المأكولات البحرية بما في ذلك الكافيار والأسماك من بحر قزوين.

Baku Flame Towers is the tallest skyscraper in Baku, Azerbaijan with a height of 190 m. The buildings consist of apartments, a hotel and office blocks.
أبراج اللهب في العاصمة باكو وتعد أطول ناطحات سحاب فيها ويبلغ ارتفاعها 190 مترا (غيتي)

أبرز المعالم

تمتلك أذربيجان تاريخا عريقا، وقد قامت على أرضها أقدم الحضارات التي تركت معالم بارزة على الأرض أشهرها:

مدينة باكو المسورة (إيتشيري شيهير)

تقع مدينة "باكو المسورة" أو مدينة "باكو القديمة" على الشاطئ الجنوبي لشبه جزيرة أبشيرون على الطرف الغربي لبحر قزوين، وقد بنيت في موقع مأهول بالسكان منذ العصر الحجري القديم، وتكشف المدينة عن وجود آثار زرادشتية وساسانية وعربية وفارسية وشيروانية وعثمانية وروسية، وحافظت المدينة على الكثير من أسوارها الدفاعية التي تعود إلى القرن الثاني عشر. وفي عام 2000 أُدرجت في قائمة التراث الثقافي العالمي لمنظمة اليونسكو.

وأقدم نصب تذكاري في المدينة هو برج العذراء، وهو رمز مدينة باكو ويقع بالقرب من الحديقة الساحلية بوليفارد، في الجزء الجنوبي الشرقي من أسوار القلعة القديمة، ويعود تاريخه إلى القرن الـ12 م، وقد شُيِّد فوق مباني سابقة يعود تاريخها إلى القرن الـ7 والقرن الـ6 قبل الميلاد ويتكون النصب من 3 أبراج.

كما يعدّ قصر شيروان شاه الذي يعود تاريخه إلى الفترة بين القرن الـ12 والـ15 نصبا معماريا ذا قيمة عالمية، وأحد لآلئ الهندسة المعمارية في أذربيجان، ويقع في أعلى نقطة في المدينة.

ويوجد داخل مجمع القصر قاعة استقبال وقبر شيروان ومسجد شاه وقبر سيد يحيى باكوفي ومقبرة عائلة شيروان شاه وحمام القصر وبقايا مسجد "كي كوباد"، وبوابات مراد وهي النصب التذكاري الوحيد المتبقي من القرن الـ16.

ويوجد أيضا عدد من المعالم التاريخية والمعمارية التي تعود إلى العصور الوسطى مثل الخانات والحمامات والمساجد والمباني السكنية، التي تعود إلى الفترة بين القرن الـ18 والقرن الـ20.

وتكمن روعة المدينة في الجمع بين معالمها المعمارية التاريخية المتميزة وتخطيطها المكاني مع مناظر الشوارع الأصلية، والتي اندمجت في كيان واحد لتعكس تاريخها الطويل واختلاط الثقافات التي أثرت في تطورها على مدى 9 قرون، ومع ذلك لا تزال مدينة حية نابضة بالحياة وتضم مناطق سكنية ومجتمعات محلية.

جوبوستان

تقع في مستوطنة جوبوستان التابعة لمنطقة قرة داغ على بعد 56 كم من باكو، وهي واحدة من أقدم وأغنى المعالم التاريخية في أذربيجان، ​وأشهر معالم المنطقة، وهو مجموعة رائعة من أكثر من 6 آلاف نقش صخري، شاهدة على 40 ألف سنة من الفن الصخري.

كما يضم الموقع بقايا كهوف كانت مأهولة ومستوطنات ومدافن، وكلها تعكس النشاط البشري المكثف من سكان المنطقة، وتحوي آثارا من جميع الفترات من العصر الحجري الوسيط إلى العصور الوسطى.

وقد تم إدراجها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 2007.

معبد النار "اتشغاه"

يقع معبد النار على بعد 30 كيلومترا من قلب باكو، في الجزء الجنوبي الشرقي لمستوطنة سوراخاني في شبه جزيرة بشرون. وقد تم بناء المعبد عند النيران "الأبدية" أو "الخالدة" وهو موضع كانت تنبعث منه النار الناتجة عن احتراق الغاز الطبيعي.

وأُنشِئ على يد الجالية الهندوسية في باكو الذين نزح معظمهم من الهند الشمالية وكانوا ينتمون إلى الطائفة السكهية، ويتكون من مبنى المعبد وغرف الحجاج الهنود.

ويعكس الطراز المعماري للنصب نمط معابد النار في العصر الوسيط المنتشرة في أذربيجان، مع احتفاظه ببعض ملامح المعابد الهندية.

والمعبد عبارة عن بناء خماسى الأركان له بوابة وجدران مسننة في الداخل وفي مركز الفناء روتوندا وهو بناء مربع صغير ذو قبة أو نصف قبة، ويوجد قرب المعبد حفرة رباعية كانت تستخدم لإحراق جثث الهندوس.

Azerbaijan national spring holiday Novruz celebration. Beautiful woman wearing oriental national clothes posing outdoor.; Shutterstock ID 1323275153; purchase_order: ajnet; job: ; client: ; other:
الملابس الوطنية الشرقية تلبس للاحتفال بعيد الربيع الوطني (النوروز) في أذربيجان (شترستوك)

قلعة باييل "سبايل"

تقع على جزيرة صغيرة بالقرب من رأس باييل في مدينة باكو، وتعدّ واحدة من أجمل أعمال مدرسة شيروان-أبشيرون المعمارية، والتي تم بناؤها في القرن الثالث عشر، ويُعتقد أنه في عام 1306م ونتيجة لزلزال قوي غرقت القلعة في البحر، فهي تظهر على السطح أحيانا بسبب انخفاض مياه بحر قزوين، وفي بعض الأحيان تختفي.

وهي قلعة مستطيلة الشكل يبلغ طولها 180 مترا ومتوسط عرضها 35 مترا، وتم تحصين أسوار القلعة الشرقية بـ6 أبراج وفي الغرب بـ5 أبراج نصف دائرية.

برج مردكان

قلعة قديمة في مستوطنة ماردكان في مدينة باكو، وبني البرج في منتصف القرن الـ14الميلادي على شكل 4 زوايا، على يد شيروان شاه أخسيتان، وشُيّدَ تكريما لانتصار أخسيتان على أعدائه.

واستخدام البرج لأغراض المأوى وكنقطة مراقبة، ويبلغ ارتفاعه 22 مترا وعرضه من الأسفل 2.1 متر، و1.6 مترا من الأعلى وتم تقسيم البرج من الداخل إلى 5 مستويات.

جسور خودافرين

تقع على الحدود بين أذربيجان وإيران في أراضي منطقة جبرائيل التي تربط بين الضفتين الشمالية والجنوبية لنهر آراس، وتعدّ من أهم معالم أذربيجان بطرازها المعماري الحر وأقواسها بالإضافة إلى استخدام الحجارة النهرية في بنائها، ويشكل الجسران مثالا قيما لثقافة البناء الأذرية في العصور الوسطى.

ويعد الجسر الرئيسي هو الأقدم، ويبلغ طوله 130 مترا وعرضه 6 أمتار وارتفاعه 12 مترا. أما الجسر الثاني فطوله 200 متر وعرضه 4.5 أمتار وارتفاعه 10 أمتار.

وكانت الجسور تقع على طرق القوافل المهمة وتشكل جزءا من مسارات طريق الحرير العظيم، وقد لعبت دورا مهما في العلاقات الاقتصادية بين الشرق والغرب، ثم في المنطقة الأوسع التي تربط بين القوقاز والمناطق الشمالية وإيران وتركيا والشرق الأوسط.

كما كانت الجسور معبر هجرة لمختلف الشعوب والمجتمعات في أزمنة متباينة، وعلى الرغم من أن الجسور فقدت معظم أهميتها الاقتصادية والسياسية إلا أنها تحمل قيمة عالمية متميزة باعتبارها آثارا تاريخية ومعمارية.

معبد جانجاسار

يقع على أراضي ناغورني قارة باغ، ويعد المجمع أحد المعالم الأثرية البارزة في أذربيجان، وهو دير مسيحي يعود تاريخه إلى القرن الـ13، وكان مقرا لمركز الكنائس الألبانية في العصور الوسطى.

وداخل الكنيسة، تم تزيين الأجزاء العلوية بنقوش بارزة لرؤوس الثيران والأغنام، والتي تعدّ مقدسة، وشكل رواق المعبد مستدير، ويتكون من 8 أزواج من أنصاف الأعمدة الرفيعة ذات أقواس معلقة متقاطعة.

المصدر : مواقع إلكترونية