ولاية نهر النيل.. منطقة زاخرة بالآثار والمعادن شمال السودان

ولاية نهر النيل إحدى ولايات شمال السودان، عاصمتها مدينة الدامر، التي كانت عاصمة الولاية الشمالية سابقا. تعتمد في اقتصادها على الإنتاج الزراعي والصناعي، وتتميز آثارها السياحية بمعابد منطقة النقعة التاريخية.

الموقع

تقع ولاية نهر النيل إلى الشمال من ولاية الخرطوم، وتمتد لمساحة 124 ألف كيلومتر مربع بين خطي عرض 16-22 شمالا وخط طول 30-32 شرقا.

تحدها من الجنوب ولاية الخرطوم ومن الشمال جمهورية مصر العربية ومن الغرب الولاية الشمالية ومن الشرق ولايتا كسلا والبحر الأحمر.

تقع ولاية نهر النيل في الإقليم شبه الصحراوي إذ تراوح درجات الحرارة في الصيف بين 47 كحد أقصى، وتصل إلى 8 درجات كحد أدنى في الشتاء، وتتراوح نسبة الأمطار من 150 مليمترا جنوبا إلى 25 مليمترا شمالا.

السكان

يبلغ عدد سكان ولاية نهر النيل مليونا و212 ألف نسمة، موزعين على 7 محليات حسب إحصائية بوابة ولاية نهر النيل. على النحو التالي:

  • محلية الدامر، وهي عاصمة الولاية وتضم 284 ألف نسمة، وتشتهر بأكبر سوق للإبل في السودان.
  • محلية عطبرة: وفيها 131 ألف نسمة، تعد مدينة الصناعة بالولاية، إذ توجد بها مصانع للإسمنت، وهي مدينة سكة الحديد الرئيسية في السودان.
  • محلية شندي: وبها 268 ألف نسمة، وهي المدينة التاريخية لولاية نهر النيل.
  • محلية بربر: وتضم 16 ألف نسمة.
  • محلية المتمه: وبها 151 ألف نسمة.
  • محلية أبو حمد: وتضم 80 ألف نسمة.
  • محلية البحيرة: وتضم باقي السكان.
Nafisa Ali Al-Awad, 8, who is unable to walk or speak, a handicap believed to be caused by her exposure to gold mining residues, is pictured sitting next to her father in the village of Banat in River Nile state, north of the Sudanese capital Khartoum, on June 6, 2022. - Exposure to mercury, used to extract gold, poses particular risk to the nervous, digestive and immune systems, and could be fatal, according to the World Health Organisation. It also threatens the development of children in the womb and early in life, the WHO said. But mining remains a source of fast profits and attracts many living in dire conditions in Sudan, one of the world's poorest countries. (Photo by ASHRAF SHAZLY / AFP)
طفلة سودانية مصابة بإعاقة بسبب مخلفات التنقيب عن الذهب في قرية بنات بولاية نهر النيل (رويترز)

الاقتصاد

تضطلع ولاية نهر النيل بدور بارز في الإنتاج الزراعي، فهي تعتمد على الزراعة التقليدية والحديثة، حيث تعد الولاية الأولى بالسودان في إنتاج المحاصيل البستانية من خضر وفاكهة، ويعد الفول المصري أيضا أحد أهم منتجاتها الزراعية، ويزرع في مدينة بربر.

وتوجد في الولاية العديد من المشاريع الزراعية، ويعتبر نظام الري الفيضي في حوض نهر عطبرة نظام الري الرئيسي، إضافة إلى نظام الري المطري والري الآلي أو بـ"الطلمبات".

تعتمد الولاية في اقتصادها على الثروة الحيوانية والسمكية، إذ تعتبر منطقة نهر عطبرة سلة غذاء ولاية نهر النيل، كما تزدهر بصناعة الإسمنت وتوجد بها بعض المعادن الأخرى مثل المايكا والذهب، الذي يستخرجه الأهالي بطرق بدائية ويعمل بعض سكانها أيضا في التجارة العمومية.

ويعد خط السكة الحديدية عاملا مؤثرا في التطور الاقتصادي والاجتماعي للولاية، لأنه يسهل إجراءات الشحن ومتابعة البضائع والمعدات المشحونة، مما جعل الولاية مركز شحن من جميع ولايات السودان وإليها.

ولعب الموقع المميز لولاية نهر النيل دورا بارزا في جعل خطوط السكك الحديدية تخرج منها من جميع الاتجاهات إلى العاصمة الخرطوم وميناء بورتسودان ومدينة وادي حلفا في أقصى شمال الجمهورية مع الحدود المصرية.

على الرغم من تعدد الثروات في ولاية نهر النيل فإنها ما تزال بعيدة عن تحقيق الاكتفاء والتطور، وذلك لافتقادها حسن الإدارة لمواردها وعدم استثمار دور الشباب في التنمية.

Gold mining residues are piled up near an ugricultural field, in the village of Banat in River Nile state, north of the Sudanese capital Khartoum, on June 6, 2022. - Exposure to mercury, used to extract gold, poses particular risk to the nervous, digestive and immune systems, and could be fatal, according to the World Health Organisation. It also threatens the development of children in the womb and early in life, the WHO said. But mining remains a source of fast profits and attracts many living in dire conditions in Sudan, one of the world's poorest countries. (Photo by ASHRAF SHAZLY / AFP)
مخلفات تعدين الذهب قرب حقل زراعي في قرية بنات بولاية نهر النيل شمال العاصمة السودانية الخرطوم (الفرنسية)

أبرز المعالم السياحية

منطقة النقعة: منطقة أثرية سودانية تقع على وادي العواتيب في منطقة البطانة على بعد 150 كيلومترا شمال الخرطوم، تعتبر من أهم المواقع السياحية ذات القيمة التاريخية في ولاية نهر النيل، إذ كانت إحدى مدن المملكة الكوشية في مروي، وكانت تسمى قديما هوتولكت باللغة الكوشية (المروية).

تحتوي المنطقة على العديد من الآثار مثل المعبد الروماني، الذي يمتاز بمدخله الفرعوني، ومعبد أمون الذي يحمل الطراز الفرعوني ومعبد أبداماك الذي تظهر فيه الأسرة المالكة، ومعبد الأسد الذي يمثل نموذجا للمعابد المروية ويعد من أجملها.

ومن الآثار المميزة في منطقة النقعة مبنى الكشك الروماني الذي يحمل تأثيرات رومانية عميقة، إذ يعد المبنى الوحيد الذي استخدم فيه نظام الأقواس في البوابات والنوافذ.

ويعد "المعبد 500" الأثر الأقدم في منطقة النقعة، إذ بني عام 135 قبل الميلاد، وهو معبد من الحجر الرملي، ولم يطلق عليه اسم لأن جميع كتاباته نحتت باللغة الهيروغليفية المروية.

الحمامات الملكية: هي من أكثر الآثار استثنائية في ولاية نهر النيل، إذ تتكون من حوض كبير تحيط به حديقة وبعض الأعمدة، وتتميز هذه المنطقة بزخارف تحيط بالحوض، وتدل على انفتاح الفترة المروية على العديد من الثقافات الأجنبية والأصلية.

المصورات الصفراء: من أبرز المواقع الأثرية التي تحكي تاريخ المملكة النوبية، تتواجد في منطقة سلاسل جبال الحجر الرملي، تضم بين آثارها معابد وممرات تتميز بزخارفها المعمارية المعقدة، إضافة إلى رسوم الفيلة والأسود وبعض الرسوم القديمة على جدرانها.

وعلى الرغم من الأهمية التاريخية لولاية نهر النيل، فإن هناك اعترافا محليا بضعف الاهتمام بهذه المناطق السياحية، التي من الممكن استثمارها اقتصاديا.

ويعد ضعف الترويج السياحي أحد أهم العوامل التي أسهمت في عدم الاستفادة من هذه المواقع السياحية التي تحوي آثارا منقطعة النظير.

المصدر : مواقع إلكترونية