الإضراب.. سلاح رفعه الفلسطينيون في وجه الاحتلال منذ 1936

والدة الأسير الغضنفر أبو عطوان تقرأ القرآن عند رأس نجلها أثناء إضرابه عن الطعام في سجن"كابلن" الإسرائيلي (مواقع التواصل)

قبل 86 عاما من الآن وفي مثل هذا اليوم 20 أبريل/نيسان 1936، اجتمع عدد من القادة الفلسطينيين وأعلنوا "الإضراب الشامل برا وبحرا"، بعد أن ضاق الفلسطينيون ذرعا بـ"الأحوال الشاذة" و"السياسة الفاشية" التي اتبعتها الحكومة البريطانية في فلسطين على مدى 16 عاما من الانتداب.

بيان الإضراب الشامل يوم 21 أبريل/نيسان 1936 في جريدة فلسطين (حساب الأرشيف الفلسطيني على تويتر)

تصدّر بيان الإضراب عدد جريدة فلسطين في اليوم التالي للاجتماع، مذيّلا بأسماء أعضاء اللجنة وهم 8 يتقدمهم يوسف عاشور وراغب أبو سعود الدجاني.

منذ ذلك الحين، شكل الإضراب الشامل والإضراب عن الطعام أداة نضال للشعب الفلسطيني، تعززت في ظل الاحتلال الإسرائيلي للتعبير عن الغضب وانتزاع الحقوق والاحتجاج على الانتهاكات، كما حصل في مدينتي جنين وبيت لحم ورام الله بعد استشهاد عدة فلسطينيين في 14 أبريل/نيسان 2022.

ومنذ احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، وإضافة إلى الإضراب الشامل، استحدث الفلسطينيون سلاح الإضراب الجماعي عن الطعام في السجون لتحقيق قضايا مطلبية، ثم في العقد الأخير تزايدت ظاهرة الإضرابات الفردية رفضا للاعتقال الإداري، وهو اعتقال بموجب ملف سري ودون محاكمة أو سقف زمني.

وفيما يأتي أبرز إضرابات فلسطين، وفق عدة مصادر أبرزها مركز المعلومات الوطني الفلسطيني ونادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى.

الإضراب الكبير

  • 20 نيسان/أبريل 1936: بدأ "الإضراب الكبير" أو "الإضراب الطويل"، وفيه أصيبت جميع مناحي الحياة في فلسطين التاريخية بالشلل، احتجاجا على سياسات بريطانيا وانحيازها لصالح اليهود على حساب المواطنين الفلسطينيين.
في ثورة 1936 توسط زعماء عرب لإنهاء إضراب الفلسطينيين العام إثر وعود بريطانية (مؤسسة الدراسات الفلسطينية)
  • 1 أكتوبر/تشرين الأول 1936: توقف الإضراب بوساطة زعماء عرب، وإثر وعود بريطانية بإنصاف العرب في فلسطين، لكن الذي حدث أن لجنة بريطانية أوصت بتقسيم فلسطين، فاشتدت المقاومة وعمّ التوتر كل فلسطين.
  • 8 و9 ديسمبر/كانون الأول 1987: منذ اندلاع شرارة انتفاضة الحجارة وحتى توقيع اتفاق أوسلو 1993، حافظ الفلسطينيون على الإضراب الشامل يومي 8 و9 من كل شهر، وهما يوما انطلاق الانتفاضة في الضفة وغزة.
  • ديسمبر/كانون الأول 2017: استجابت أسواق ومحال مدينة القدس لنداء الإضراب العام احتجاجا على قرار الرئيس الأميركي في حينه دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
  • مايو/أيار 2021: بعد سلسلة اعتداءات إسرائيلية في المسجد الأقصى والقدس المحتلة، تحولت إلى حملة إسرائيلية واسعة في المدن العربية داخل إسرائيل، ثم إلى هجوم عسكري على قطاع غزة؛ تداعى الفلسطينيون إلى إضراب شامل وصف بأنه الأوسع والأشمل منذ إضراب 1936.
  • لأول مرة توحّد الفلسطينيون في مختلف أطرهم وأماكن وجودهم في إضراب شامل، رفضا لسياسات الاحتلال وممارساته "العنصرية" ضدهم.

الإضرابات الجماعية في السجون

  • 18 فبراير/شباط 1969: خاض أسرى سجن الرملة إضرابا استمر 11 يوما، وبالتزامن خاض معتقلو سجن "كفار يونا" في ذات اليوم إضرابا استمر 8 أيام.
  • 28 أبريل/نيسان 1970: خاضت أسيرات سجن "نفي ترستا" إضرابا استمر 9 أيام.
  • 5 يوليو/تموز 1970: خاض معتقلو سجن عسقلان إضرابا استمر 7 أيام، وفي اليوم السابع استشهد الأسير عبد القادر أبو الفحم، فكان أول شهداء معارك الأمعاء الخاوية.
  • 13 سبتمبر/أيلول 1973: خاض أسرى سجن عسقلان إضرابا استمر 22 يوما.
  • 11 ديسمبر/كانون الأول 1976: تجدد إضراب عسقلان مرة أخرى واستمر 45 يوما.
  • 24 فبراير/شباط 1977: تجدد إضراب عسقلان بسبب تراجع إدارة السجن عن وعودها في إضراب العام السابق، واستمر 20 يوما.
  • 14 يوليو/تموز 1980: خاض أسرى سجن نفحة إضرابا بتاريخ 14يوليو/تموز، واستمر 32 يوما.
  • سبتمبر/أيلول 1984: نفذ أسرى سجن جنيد إضرابا استمر 13 يوما، ثم انضم إليه باقي الأسرى، واعتبر نقطة تحول إستراتيجية بعد انتزاع حقوق كانت شبه محرمة مثل الراديو والتلفاز، وفيه استشهد الأسير محمود فريتخ.
  • 25 مارس/آذار 1987: بدأه أسرى سجن جنيد احتجاجا على سحب عدد من الإنجازات التي تحققت في الإضراب السابق، واتسع ليشارك فيه 3 آلاف أسير، واستمر 20 يوما.
  • 23 يناير/كانون الثاني 1988: أعلن الأسرى الفلسطينيون الإضراب عن الطعام، تضامناً وتزامناً مع إضرابات القيادة الموحدة للانتفاضة الفلسطينية ضد الاحتلال، والتي اشتعلت في ديسمبر/كانون الأول 1987.
  • 23 يونيو/حزيران 1991: خاضه أسرى سجن نفحة، واستمر 17 يومًا.
  • 25 سبتمبر/أيلول 1992: شمل الإضراب معظم السجون، وشرع فيه نحو 7 آلاف أسير واستمر 18 يومًا في غالبية السجون و19 يومًا في معتقل نفحة، وفيه استشهد الأسير حسين نمر عبيدات بتاريخ 14 أكتوبر/تشرين الأول في سجن عسقلان.
  • يونيو/حزيران 1994: خاضه الأسرى في كافة السجون لثلاثة أيام، إثر توقيع اتفاقية القاهرة (غزة- أريحا أولاً)، احتجاجاً على الآلية التي نفذ بها الشق المتعلق بالإفراج عن 5 آلاف أسير فلسطيني.
  • 18 يونيو/حزيران 1995: خاضته كافة السجون تحت شعار "إطلاق سراح جميع الأسرى والأسيرات دون استثناء" واستمر 18 يومًا.
  • عام 1996: خاض أسرى عسقلان إضرابا استمر 18 يومًا، إذ لم يتناولوا غير الماء و الملح، وتوقف الإضراب بناءً على وعود من مديرية السجون بتحسين الشروط الحياتية.
  • 5 ديسمبر/كانون الأول 1998: خاضه جميع الأسرى إثر قيام إسرائيل بالإفراج عن 150 سجينا جنائيا، ضمن صفقة الإفراج التي شملت 750 أسيراً، وفق اتفاقية واي ريفر، وعشية زيارة الرئيس الأميركي آنذاك بيل كلنتون للمنطقة.
  • 1 مايو/أيار 2000: دخل جميع الأسرى إضراباً مفتوحاً عن الطعام احتجاجًا على سياسة العزل، والقيود والشروط المذلة على زيارات أهالي المعتقلين الفلسطينيين، واستمر نحو شهر.
  • 26 يونيو/حزيران 2001: خاضته الأسيرات في سجن "نيفي تريستا"، واستمر 8 أيام.
  • 15 أغسطس/آب 2004: نفذه الأسرى في كافة السجون، واستمر 19 يوما.
  • 10 يوليو/تموز 2006: خاضه أسرى سجن شطة، واستمر 6 أيام.
  • 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2007: إضراب الأسرى في كافة السجون والمعتقلات، واستمر يوما واحدا.
  • 27 سبتمبر/أيلول 2011: خاضه أسرى الجبهة الشعبية وبعض المعزولين للمطالبة بوقف سياسة العزل الانفرادي.
  • 17 أبريل/نيسان 2012: بدأ تدريجيا حتى شارك فيه نحو 1500 أسير، رفضا لإقرار حكومة الاحتلال قانون سمي "قانون شاليط"، نسبة للجندي جلعاد شاليط الذي كان مأسورا لدى حماس بغزة، ونفذت بموجبه مصلحة السجون الإسرائيلية سلسلة من الإجراءات العقابية بحق الأسرى الفلسطينيين. وفي هذا الإضراب استشهد الأسير محمد الأشقر في قمع الأسرى المضربين يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول 2007.
  • 24 أبريل/نيسان 2014: بدأه نحو 120 معتقلاً فلسطينياً إدارياً في سجون مجدو وعوفر والنقب، احتجاجاً على استمرار اعتقالهم الإداري دون تهمة أو محاكمة، وانضم إليهم لاحقا العشرات، واستمر 63 يومًا.
  • 17 أبريل/نيسان 2017: أطلق عليه "إضراب الحرية والكرامة 1" للمطالبة بإنهاء سياسة العزل الانفرادي والاعتقال الإداري، وشارك فيه 1500 أسير من حركة "فتح"، واستمر 40 يوما.
  • 8 أبريل/نيسان 2019: خاضه جميع الأسرى، وسمي "إضراب الكرامة 2" لذات المطالب في الإضراب السابق، وشارك فيه قرابة 150 أسيرا، على أن تدخل دفعات متتالية لاحقا.

الإضراب عن الطعام

شهد العقد الأخير عشرات الإضرابات الفردية التي خاضها أسرى فلسطينيون، أغلبها رفضا لسياسة الاعتقال الإداري وللمطالبة بتحديد موعد الإفراج، وانتهت غالبيتها بانتصار المضربين.

  • عام 2005: خاض القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان إضراباً مفتوحاً عن الطعام لمدة 12 يوماً، نتيجة وضعه في عزل سجن كفار يونا، ولم يوقف إضرابه إلا بعد أن رضخت إدارة السجن لمطلبه المتمثل في نقله إلى أقسام الأسرى العادية.
  • 21 فبراير/شباط 2012: بعد نحو 66 يوما، أنهى خضر عدنان إضرابا آخر عن الطعام، عندما قررت المحكمة العليا الإسرائيلية إطلاق سراحه في أبريل/نيسان 2012، بعد تدهور حالته الأسير الصحية.
  • 16 فبراير/شباط 2012: بدأت الأسيرة هناء الشلبي إضرابا عن الطعام وعلقته في 30 مارس/آذار 2012 مقابل الإفراج عنها إلى قطاع غزة.
  • 1 أغسطس/آب 2012: بدأ الأسير سامر العيساوي من القدس أطول إضراب، حيث استمر 227 يوما، وعلقه في 23 أبريل/نيسان 2013، بعد أن وافقت النيابة العسكرية الإسرائيلية على الإفراج عنه بعد 8 أشهر.
  • 8 مايو/أيار 2015: بدأ إضراب خضر عدنان عن الطعام لمدة 56 يوما، مما شكل ضغطا على السلطات الإسرائيلية للإفراج عنه والتعهد بعدم اعتقاله إداريا.
  • 4 مارس/آذار 2022: بدأ الأسير خليل العواودة من بلدة إذنا غربي الخليل إضرابا عن الطعام، رفضا للاعتقال الإداري، وهو مستمر حتى اليوم.
المصدر : الجزيرة