ماذا يعني الإغلاق الفدرالي الأميركي؟

U.S. President Donald Trump delivers his State of the Union address to a joint session of the U.S. Congress on Capitol Hill in Washington, U.S. January 30, 2018. REUTERS/Jonathan Ernst

يحدث ما يعرف بالإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة الأميركية إذا تعطلت خطة الموافقة على الموازنة وفشل مجلسا الشيوخ والنواب في إقرار كافة بنودها؛ إذ يشترط موافقة المجلسين عليها من أجل إقرارها ومن ثم إحالتها للرئيس للتوقيع عليها قبل أن تصبح قانونا. وتأتي عادة عملية إغلاق المؤسسات الحكومية في الولايات المتحدة نتيجة فجوة في التمويل الحكومي ولكن لم تؤد جميع ثغرات التمويل في السابق إلى إغلاق.

ودخلت الحكومة الفدرالية الأميركية في التاسع من فبراير/شباط 2018 في حالة عجز استمر ساعات عن تمويل كامل مؤسساتها هو الثاني خلال ثلاثة أسابيع بعد أن عمد سيناتور جمهوري في مجلس الشيوخ إلى تأخير التصويت على مشروع الميزانية الذي اتفق عليه الحزبان قبل انتهاء مهلة منتصف الليل.

وهذا الإغلاق للحكومة الفدرالية هو الـ20 في تاريخ الولايات المتحدة، والثاني منذ تولي دونالد ترمب رئاسة البلاد، فقد أغلقت الحكومة الفدرالية لثلاثة أيام بين 20 و23 يناير/كانون الثاني الماضي.

تأثيرات
ويعني أي إغلاق للحكومة الأميركية شللا في الإدارات الفدرالية غير الضرورية، حيث تتوقف جميع الخدمات التي تقدمها الإدارات الفدرالية ما عدا الخدمات الحيوية.

كما ستضطر الدولة الفدرالية التي لا تملك ما يكفي من المال إلى إحالة مئات الآلاف من الموظفين إلى بطالة مؤقتة في أجهزة الضرائب والحدائق العامة وغيرها، وسيضطر ملايين الموظفين العاملين في الحكومة الفدرالية إما العمل من دون مقابل، وإما الحصول على إجازة إجبارية.

أبرز الإغلاقات
وهذه نظرة على بعض المحطات التي تعرضت فيها المؤسسات الفدرالية الأميركية للتوقف عن العمل بسبب نقص التمويل:

– في مايو/أيار 1981 أغلقت لجنة التجارة الاتحادية لمدة يوم واحد بعد فشل الكونغرس في تمرير مشروع قانون الاعتمادات للوكالة، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تغلق فيها وكالة اتحادية بسبب نزاع على الميزانية.

– في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه تعطل ربع مليون موظف فدرالي عن العمل لمدة يوم واحد لأن الرئيس الأميركي رونالد ريغان استخدم حق النقض ضد مشروع قانون إنفاق يحتوي على مجموعة أصغر من تخفيضات الإنفاق مما اقترحه.

– في أكتوبر/تشرين الأول 1984، توقف نصف مليون موظف فدرالي عن العمل ليوم واحد. وحدث هذا الإغلاق بسبب إدراج حزمة مشاريع المياه وتدابير الحقوق المدنية التي عارضها ريغان. وتم إقرار مشروع القانون في اليوم التالي بعد أن أزال الكونغرس هذه البرامج.

– في أكتوبر/تشرين الأول 1986 أيضا توقف العمل الحكومي ليوم واحد بسبب خلافات حول عدد كبير من القضايا، وقدرت الخسائر الحكومية حينها بأكثر من ستين مليون دولار.

– في عام 1990 وقع إغلاق آخر خلال عطلة نهاية الأسبوع من السبت وحتى الاثنين. وجاء الإغلاق بسبب أن حزمة تخفيض العجز التي تم التفاوض عليها من قبل الرئيس جورج بوش الأب احتوت على زيادات ضريبية على الرغم من وعد حملته بعدم فرض ضرائب جديدة.

– وكان الإغلاقان اللذان حدثا في عامي 1995 و1996 نتيجة للصراعات بين الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون والكونغرس الجمهوري حول تمويل برنامج ميديكير والتعليم والبيئة والصحة العامة في الميزانية الفدرالية لعام 1996. وقد أغلقت الحكومة بعد أن اعترض كلينتون على مشروع القانون الذي أرسله إليه الجمهوريون.

– في عهد الرئيس باراك أوباما وقع إغلاق حكومي هو الأكبر في تاريخ الولايات المتحدة حيث تعطلت الحكومة لأكثر من أسبوعين من مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2013 وحتى منتصف الشهر نفسه، وأجبر قرابة مليون موظف على التعطل بسبب خلافات على اعتمادات عام 2014.

– وفي عهد الرئيس ترمب حدث أول إغلاق حكومي لثلاثة أيام بين 20 و23 يناير/كانون الثاني 2018، بالتزامن مع مرور عام على توليه الرئاسة بسبب فشل الكونغرس في تمرير موازنة مؤقتة لتمويل المؤسسات الحكومية قبل أن يتم الاتفاق عليها.

– وانتهت مدة الموازنة المؤقتة الرابعة التي تمكّن الحكومة الفدرالية من الاستمرار في عملها مساء الخميس 8 فبراير/شباط 2018.

ونظرا لعدم تمرير الكونغرس مسودة الموازنة الجديدة قبل الوقت المحدد، أوقفت الحكومة الفدرالية جميع خدماتها باستثناء الخدمات الحيوية لساعات عدة قبل أن يوافق مجلس النواب الأميركي في ساعة مبكرة من يوم الجمعة 9 فبراير/شباط 2018 على مشروع قانون لتمويل الحكومة الاتحادية حتى 23 مارس/آذار 2018.

المصدر : الجزيرة + وكالات