هنا اليمن.. جيوش ومليشيات وقوى متناحرة
انقسم المشهد العسكري اليمني عشية الانقلاب الذي نفذه الحوثيون بالتعاون مع قوات علي عبد الله صالح في أواخر عام 2014، بين جزأين رئيسيين هما: القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي أو ما يعرف بقوات الشرعية، في مواجهة تحالف الحوثيين وقوات صالح.
فيما يأتي تعريف بأهم القوى والمليشيات العسكرية الناشطة حاليا في اليمن:
أولا: الجيش الوطني اليمني
ينقسم الجيش الوطني إلى سبع مناطق عسكرية، معظمها من القوات البرية بعد تدمير معظم القوة الجوية اليمنية، وتحتوي كل منطقة عسكرية على عدد من الألوية العسكرية المختلفة.
أُسست نواة الجيش الوطني عام 2015 بعد انطلاق عمليات التحالف العربي في اليمن، كإطار يجمع القوات المؤيدة للحكومة الشرعية في مواجهة مليشيا الحوثيين وقوات الرئيس الراحل علي عبد الله صالح التي انقلبت على السلطة.
انضم أفراد وضباط من الجيش النظامي إلى الجيش الوطني، كما أدمجت المقاومة الشعبية في الجيش.
ويتوزع هذا الجيش على سبع مناطق عسكرية، هي:
– المنطقة العسكرية الأولى، ومقرّ قيادتها مدينة سيئون، وادي محافظة حضرموت، وهي الوحيدة التي لم تشارك في الحرب الحالية.
– المنطقة العسكرية الثانية، ومقر قيادتها المُكلا بساحل محافظة حضرموت، وتضم قوات "النخبة الحضرمية" (لها بند خاص) إضافة إلى قوات لم تشارك في الحرب وتتمركز في محافظة المهرة.
– المنطقة العسكرية الثالثة: ومقر قيادتها مدينة مأرب.
– المنطقة العسكرية الرابعة: ومقر قيادتها مدينة عدن.
– المنطقة العسكرية الخامسة: ومقر قيادتها المؤقت حاليا منطقة ميدي بمحافظة حجة شمال غربي اليمن.
– المنطقة العسكرية السادسة: ومقر قيادتها المؤقت حاليا محافظة الجوف.
– المنطقة العسكرية السابعة: ومقر قيادتها المؤقت حاليا منطقة نِهم بمحافظة صنعاء، شرق العاصمة اليمنية.
– ليست هناك معلومات مؤكدة عن عدد أفراد الجيش الوطني، لكن تقديرات تشير إلى أن أعداده تتراوح بين 200 و300 ألف.
– ما زال وزير الدفاع اللواء الركن محمود الصُبيحي أسيرا لدى مليشيا الحوثيين منذ مارس/آذار 2015.
– تنتشر قوات الجيش الوطني في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية، وهي محافظات: المهرة وحضرموت وشبوة ومأرب وعدن وأبين، ومعظم أجزاء محافظات لحج والجوف والضالع، وأجزاء واسعة من محافظة تعز، وأجزاء قليلة من محافظات صعدة والحديدة والبيضاء وحجة وصنعاء.
– يمتلك الجيش الوطني أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة مثل الدبابات الروسية والمدفعية، لكنه لا يمتلك أنظمة صاروخية بالستية أو سلاح جو.
– يتلقى الجيش الوطني الدعم من دول التحالف العربي، ويشمل الدعم الإسناد الجوي والسلاح والذخيرة والمؤن.
ثانيا: مليشيا جماعة الحوثيين
كان أول ظهور لها عام 2004، عندما خاضت حربا مع قوات الجيش بقيادة مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي الذي قتل في تلك الجولة من الحرب.
وخاضت ما بين 2004 و2010 ست جولات حرب مع القوات الحكومية، وكانت تخرج من كل جولة أقوى، ويعود ذلك -وفق مراقبين- إلى الدعم الخفي من الرئيس الراحل علي عبد الله صالح الذي كان يهدف -بحسب هؤلاء المراقبين- إلى إضعاف قوات الجيش الذي يقودها آنذاك علي محسن الأحمر المعارض الشرس لخطط توريث الحكم.
بعد عزل صالح عن الحكم مطلع 2012، دعَمَ الحوثيين الذين تمددوا أكثر ليسيطروا في سبتمبر/أيلول 2014 على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، قبل أن ينقلبوا لاحقا على السلطة الشرعية ويسيطروا على مقدرات الدولة بما فيها التحكم في جزء كبير من قوات الجيش والأسلحة والذخيرة والمنظومة الصاروخية البالستية.
– تنتشر مليشيا الحوثيين في العاصمة صنعاء وذمار وإب وريمة والمحويت وعمران، ومعظم أجزاء محافظات صنعاء والبيضاء والحديدة وحجة وصعدة، وأجزاء من محافظات لحج وتعز والضالع ومأرب والجوف.
– يؤكد خصوم الحوثيين أنهم يتلقون دعما خارجيا من إيران، وأن هذا الدعم يشمل الأسلحة والتقنيات الصاروخية، إضافة إلى الدعم المالي والإعلامي وفق هؤلاء.
– ليست هناك معلومات عن عدد أفراد مليشيا الحوثيين، الذين يستفيدون من الخزان البشري في المناطق التي يسيطرون عليها.
ثالثا: النخبة الحضرمية
هي قوات تتكون من جنود وعناصر مسلحة تنتمي لمحافظة حضرموت، تشرف عليها وتدربها دولة الإمارات. اتهمت هي والقوات الإماراتية باختطاف مواطنين يمنيين وتعذيبهم في سجون سرية، دعت المنظمات الحقوقية الدولية إلى تسليط الضوء عليها وإجراء تحقيقيات في الشكاوى المقدمة ضدها من أهالي عشرات المختطفين والمعتقلين.
وينتمي أفرادها إلى محافظة حضرموت، وتم إنشاؤها عام 2016 وكان الهدف الرئيسي المعلن لها هو طرد مسلحي تنظيم القاعدة الذين سيطروا على مدن في ساحل حضرموت -بما فيها مدينة المُكلا العاصمة الإدارية للمحافظة- لمدة عام كامل، وانسحبوا مع بدء العملية في أبريل/نيسان 2016.
– تُشرف الإمارات بشكل كامل على قوات النخبة الحضرمية، وتنتشر في مديريات ساحل حضرموت.
– ترفع قوات النخبة في مواقعها ونقاط التفتيش التابعة لها علم دولة الجنوب، وتضم في صفوفها أعدادا من مؤيدي الانفصال، رغم إعلانها الرسمي أنها تؤيد الرئيس هادي.
– ليست هناك أرقام رسمية حول أعداد قوات "النخبة الحضرمية"، لكن معلومات غير رسمية تشير إلى أن تعدادها يتجاوز عشرين ألف مقاتل.
رابعا: الحزام الأمني
قوة أمنية وعسكرية تنشط في جنوب اليمن، تضم في صفوفها جمعا متنوعا من الضباط والعسكريين اليمنيين ونشطاء الحراك الجنوبي وبعض المحسوبين على "التيار السلفي"، وتعرف بولائها لدولة الإمارات وخدمة أجندتها في اليمن.
أنشأتها الإمارات بداية 2016، بعد أشهر من استعادة السيطرة على مدينة عدن من مليشيا الحوثيين، وتشرف عليها إداريا وتنظيميا، وليست قوات الحزام الأمني ضمن القوة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية.
توسعت هذه القوات إلى محافظتي أبين ولحج المجاورتين لعدن، وتضم خليطا من العسكريين ومؤيدي فصائل الحراك المنادية بالانفصال والسلفيين، وتلقى بعض أفرادها تدريبهم في الإمارات أو في قاعدة إماراتية بإريتريا.
– ليست هناك أرقام بعدد أفراد قوات الحزام الأمني، مع تقديرات تشير إلى أن تعدادها يصل إلى ثلاثين ألف مقاتل.
– أثارت هذه القوات اللغط من خلال تهجير المنتمين للمحافظات الشمالية من مدينة عدن، وإدارة سجون سرية تعتقل فيها مئات المختطفين الذين يتلقون معاملة غير إنسانية، وبعضهم قتل تحت التعذيب.
– وجهت اتهامات لها بالفشل في منع عشرات من عمليات الاغتيال التي استهدفت أئمة مساجد وعلماء وقادة في المقاومة.
– خاضت قوات الحزام الأمني -المنتشرة في عدن وأبين ولحج- معركة ضد قوات الجيش الموالية للحكومة الشرعية في مدينة عدن، وسيطرت على مقرّ الحكومة والقضاء وعدة مبان حكومية، قبل أن تفرض السعودية هدنة في المدينة. وقد وصفت الحكومة ما حدث بالمحاولة الانقلابية.
خامسا: كتائب أبي العباس
هي مجموعات مسلحة يقودها القيادي السلفي عادل عبده فارع المُكنى بـ"أبي العباس"، ورغم ضمها مؤخرا إلى قوات اللواء 35 مدرع في محافظة تعز ضمن قرار دمج المقاومة الشعبية بالجيش الوطني، فإن تلك الكتائب تحتفظ باستقلاليتها.
تضم الكتائب خليطا من السلفيين والقوميين، ويصل عددها إلى أكثر من ألفي مقاتل، وتنتشر في أجزاء من مدينة تعز، خاصة الجبهة الشرقية، إضافة إلى منطقة "الكدحة".
تلقى أبو العباس دعما خاصا من التحالف العربي، وخصوصا من الإمارات، حيث حصل على مدرعات وذخائر، إضافة إلى الدعم المالي.
خاضت كتائب أبي العباس اشتباكات متكررة مع فصائل في المقاومة وألوية أخرى في الجيش الوطني بمدينة تعز، بعد محاولتها السيطرة على مناطق جديدة تقع تحت نفوذ قوات أخرى.
سادسا: قوات صالح
هو وصف يطلق على القوات العسكرية التي دانت بالولاء للرئيس الراحل علي عبد الله صالح حتى بعد عزله عن الحكم مطلع 2012، ولا توجد معلومات موثقة عن تعدادها الفعلي.
سهلت القوات الموالية لصالح دخول الحوثيين إلى المحافظات المختلفة ومن بينها العاصمة صنعاء، حتى انقلابها على السلطة مطلع 2015.
ومع اندلاع عمليات التحالف العربي في مارس/آذار 2015، شاركت قوات صالح إلى جانب الحوثيين في قتال قوات الحكومة الشرعية، لكن الحوثيين استمروا في التغلغل في صفوف قوات صالح وسيطروا على مفاصلها من خلال الترغيب تارة، والإقصاء وتعيين موالين لهم تارة أخرى، وفق ما يقول مطلعون.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، اندلعت مواجهات بين أنصار صالح والحوثيين، حسمها الأخيرون خلال أيام قليلة وقتلوا صالحا واعتقلوا عددا من أقربائه وأنصاره.
تمكن طارق -نجل شقيق صالح- من الفرار من مناطق سيطرة الحوثيين، واستقر حاليا في معسكر تابع للإمارات في مدينة عدن، وهناك أنباء عن تلقيه دعما إماراتيا لتشكيل ألوية عسكرية تحارب الحوثيين ولا تعترف في الوقت نفسه بشرعية الرئيس هادي.
سابعا: النخبة الشبوانية
تم تشكيل قوات النخبة الشبوانية عام 2017 بإشراف وتمويل إماراتي، وتضم خليطا من مؤيدي الانفصال والسلفيين المنتمين إلى محافظة شبوة.
تتلقى النخبة الشبوانية دعما وإشرافا إماراتيا، وتمتلك مدرعات وأسلحة ثقيلة ورشاشات مختلفة.
تنتشر هذه القوات على طرق رئيسية في محافظة شبوة ومواقع نفطية، كما انتشرت قبل أيام على مداخل مدينة عتق العاصمة الإدارية للمحافظة. وليست هناك إحصائية رسمية بعدد هذه القوات، لكنها تُقدر بالآلاف.
ثامنا: تنظيم القاعدة
أنشئ تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب من اتحاد فرعي التنظيم في اليمن والسعودية، واتخذ من اليمن منطلقا لهجماته.
في عام 2011 سيطر التنظيم على مدينتي زنجبار وجعار بمحافظة أبين جنوب اليمن، وحكمهما أكثر من عام، حتى طردته قوات الجيش بعملية عسكرية واسعة.
شن عدة هجمات على مبان حكومية ومواقع عسكرية كما نفذ عمليات اغتيال طالت عشرات القادة الأمنيين والعسكريين.
في منتصف 2015، استغل التنظيم الحرب في اليمن وسيطر على مدينة المكلا العاصمة الإدارية لمحافظة حضرموت وعدد من مدن الساحل، وأدارها لمدة عام كامل، واستفاد من إيرادات ميناء المكلا خلال تلك الفترة، قبل أن ينسحب من تلك المدن مع بدء "النخبة الحضرمية" عملية عسكرية بدعم إماراتي وأميركي ضده.
ليست هناك معلومات عن عدد أفراد تنظيم القاعدة الذين كانوا يقدرون بالمئات، وهم يتعرضون بشكل متكرر لغارات أميركية تشنها طائرات مسيرة.