قاعدة العديد الجوية أكبر تجمع عسكري أميركي في الشرق الأوسط

قاعدة جوية عسكرية في قطر، يتمركز فيها أفراد من القوات المسلحة الأميركية، غالبيتها من سلاح الجو، وتُعد من أبرز القواعد الأميركية في منطقة الخليج، إذ تمثل مقرا حيويا لكل من القيادة العسكرية الأميركية الوسطى والقيادة المركزية للقوات الجوية، إضافة إلى المركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية، وجناح المشاة 379 المخصص للبعثات الجوية، والمجموعة الاستكشافية 319.
الموقع
تقع قاعدة العديد الجوية، المعروفة أيضا باسم مطار أبو نخلة، على مسافة تتجاوز 30 كيلومتراً إلى الجنوب الغربي من العاصمة القطرية الدوحة.
تضم القاعدة مرافق متكاملة تشمل وحدات السكن والبنية التحتية الخدمية ومراكز القيادة والاتصالات إلى جانب مستودعات مخصصة لتخزين الذخائر. كما تحتضن أطول مدرج هبوط طائرات في منطقة الخليج بأكملها.
وتُعد العديد مقرا لمجموعة متنوعة من الطائرات، تشمل القاذفات بعيدة المدى والمقاتلات متعددة المهام وطائرات الاستطلاع، إضافة إلى وجود عدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري المختلفة.
وبحسب بيانات وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، فقد تراوح عدد المنشآت والمباني التي تمتلكها القوات الأميركية داخل القاعدة بين 500 و600 منشأة في الفترة الممتدة من عام 2022 إلى عام 2024.
نشأة وتأسيس القاعدة
بدأت الشراكة العسكرية بين الولايات المتحدة ودولة قطر في إطار اتفاقية تعاون أمني أُبرمت عام 1992، أصبحت بموجبها الدوحة حليفا رئيسيا لواشنطن في منطقة الخليج.
وفي عام 1996، أنشأت قطر قاعدة العديد الجوية، وعلى مر السنوات واصلت الدوحة تطوير القاعدة التي تشارك في استخدامها القوات القطرية إلى جانب سلاح الجو الملكي البريطاني، في إطار توسيع شراكتها الدفاعية مع الولايات المتحدة.
أتاح التحديث المستمر للقاعدة احتضان عدد من القيادات العسكرية الأميركية الرئيسية، فإلى جانب القيادة المركزية الأميركية، تضم القاعدة أيضا منشآت قيادة للقوات الخاصة الأميركية.
وبدأت القوات الأميركية في إدارة عملياتها من القاعدة بشكل فعلي عام 2000.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2002، وقّعت الدوحة وواشنطن اتفاقية أمنية رسمية منحت الغطاء القانوني للوجود العسكري الأميركي في قاعدة العديد.
وفي أبريل/نيسان 2003، نُقلت القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية من قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية إلى قاعدة العديد في قطر، وذلك بالتنسيق مع الجانب السعودي.
في 25 يوليو/تموز 2018، أطلقت قطر مشروعا موسعا لتطوير قاعدة العديد الجوية، بحضور نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع خالد بن محمد العطية وعدد من كبار القادة العسكريين من كلا الجانبين القطري والأميركي.
شمل المشروع بناء ثكنات سكنية جديدة ومبانٍ خدمية بهدف دعم المهام الأمنية المشتركة وتحسين ظروف إقامة وعمل القوات المتمركزة في القاعدة.
الدور الإستراتيجي لقاعدة العديد
تضم القاعدة المقرات الرئيسية للقيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية، والمركز المشترك للعمليات الجوية والفضائية، إلى جانب الجناح الجوي 379 المتخصص في تنفيذ البعثات الجوية، ويتمركز فيها أكثر من 10 آلاف عسكري.
كما تحتضن القاعدة المجموعة الجوية 319 الاستكشافية التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاع، إضافة إلى وحدات دعم عسكري وعدد من الدبابات وكميات كبيرة من العتاد والآليات المتقدمة.
وتضم القاعدة أطول مدرج لهبوط الطائرات في منطقة الخليج، وهو ما يمنحها قدرة استيعابية كبيرة لدعم العمليات الجوية على نطاق واسع.
وتُعد العديد مركزا رئيسيا لتنظيم وتنسيق عمليات التحالف الدولي في العراق وسوريا، وتتمركز فيها أكثر من مئة طائرة.
وفي عام 2016، انطلقت من القاعدة طائرات القصف الإستراتيجي من طراز بي52 لتنفيذ ضربات جوية ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.
كما اتخذت طائرات إف16 وطائرات المراقبة من القاعدة نقطة انطلاق رئيسية مع بداية الحملة الأميركية في أفغانستان، حيث لعبت دورا محوريا في تنفيذ المهام القتالية وإعادة تزويد الطائرات بالوقود جوا.
تتميز قاعدة العديد الجوية بتحصينات متقدمة تشمل منظومات دفاع جوي متعددة، وتستضيف تشكيلة واسعة من الطائرات تشمل المقاتلات الحديثة، والقاذفات بعيدة المدى، والطائرات بدون طيار، إضافة إلى طائرات النقل وطائرات التزود بالوقود جوا.
ويُشكّل مركز العمليات الجوية المشتركة في قاعدة العديد محور القيادة والتنسيق للعمليات الجوية الأميركية في المنطقة، إذ يتولى إدارة وتنسيق جميع العمليات الجوية عبر مساحة شاسعة تشمل 21 دولة، تمتد من شمال شرق أفريقيا وصولا إلى آسيا الوسطى والجنوبية، وفقا لما أفادت به القوات الجوية الأميركية.
زيارة ترامب
زار الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم 15 مايو/أيار 2025 قاعدة العديد الجوية، وذلك في إطار جولته الخليجية التي استمرت 4 أيام بدءا من يوم 13 مايو/أيار.
وقال ترامب في كلمته من داخل القاعدة "نشكر شركاءنا في القوات المسلحة القطرية"، مشيدا بقاعدة العديد العسكرية التي وصفها بأنها واحدة من أفضل القواعد في العالم.
استهداف إيراني
مساء يوم 23 يونيو/حزيران 2025، قصفت إيران قاعدة العديد في قطر، في عملية سمتها "بشائر الفتح" ردا على الهجوم الأميركي الذي استهدف المنشآت النووية الإيرانية، بينما أعلنت الدوحة أن الدفاعات الجوية اعترضت الصواريخ الإيرانية بنجاح.
في غضون ذلك، قال مجلس الأمن القومي الإيراني إن "عملياتنا خالية من أي تهديد أو خطر على الدولة الصديقة والشقيقة قطر وشعبها".
وقال مسؤول أميركي للجزيرة إنه لم تُسجل أي إصابات في صفوف القوات الأميركية في قطر إثر الهجوم الصاروخي الإيراني.
وأعربت دولة قطر عن إدانتها الشديدة للهجوم، ووصفته بأنه انتهاك صارخ لسيادتها ومجالها الجوي وللقانون الدولي، وفقا لبيان وزارة الخارجية.