الجنرال باقري.. الرئيس الجديد لهيئة الأركان الإيرانية
محمد حسين باقري قائد عسكري إيراني؛ يعتبر من أبرز العسكريين الذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية، وتولى إدارة إحدى مؤسسات التصنيع الحيوية التابعة للحرس الثوري الإيراني. عينه المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي رئيسا لهيئة أركان القوات المسلحة خلفا للواء حسن فيروز آبادي الذي شغل هذا المنصب منذ 1989.
المولد والنشأة
وُلد محمد حسين باقري (يُعرف أيضا بمحمد حسين أفشردي) عام 1958 في منطقة هريس بمحافظة أذربيجان الغربية شمال غربي إيران.
الوظائف والمسؤوليات
تقلد باقري عدة مناصب حيوية وأسندت إليه مسؤوليات بالغة الأهمية في المجالات العسكرية والأمنية، فقد تولى منصب مساعد القيادة العامة للقوات المسلحة لشؤون الاستخبارات والعمليات، كما كان مساعدا لرئيس هيئة الأركان للشؤون المشتركة في القوات المسلحة، ومنسقا بين الحرس الثوري والقوات المسلحة.
التجربة العسكرية
اكتسب الجنرال باقري خبرة كبيرة عسكريا وأمنيا بحكم المناصب الأمنية والاستخباراتية والعسكرية التي تولاها، فبعد مشاركته ضابطا متمرسا في الحرب العراقية الإيرانية (1980-1989) التي قـُتل فيها شقيقه الأكبر، خاض تجربة طويلة في التعامل مع المنظمات الكردية الإيرانية المسلحة بحكم عمله في أجهزة المخابرات.
فقد انضم إلى الحرس الثوري الإيراني بعد اندلاع التمرد العسكري الكردي شمال غربي البلاد عقب قيام الثورة الإسلامية عام 1979 واستمر هذا التمرد حتى أواخر 1983. وكان مسؤولا عن شؤون الاستخبارات خلال العمليات التي نفذها الحرس الثوري في التسعينيات ضد قواعد الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني وحزب كوملة الكردي الواقعة على الجبال بين إيران والعراق.
أسندت إليه لاحقا إدارة المؤسسة المعروفة بـ"مقر خاتم الأنبياء" التي توصف بأنها الذراع الهندسية للحرس الثوري الإيراني وتساهم في تأمين دخله وتمويل عملياته، إذ تشير مصادر إلى امتلاك هذه المؤسسة أكثر من 812 شركة يقدر دخلها السنوي من أنشطتها التجارية بما بين 10 و12 مليار دولار. وقد فرض عليها الاتحاد الأوروبي عام 2010 عقوبات مالية لما قدمته من دعم لبرامج الصواريخ البالستية والنووية الإيرانية.
وفي 28 يونيو/حزيران 2016 أصدر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي قرارا يقضي بتعيين باقري رئيسا لهيئة الأركان في القوات المسلحة الإيرانية، وهو المنصب العسكري الأعلى في البلاد بعد منصب رئاسة القوات المسلحة الذي يشغله المرشد الأعلى في إيران.
وقد ثمّن خامنئي في قرار التعيين "الخدمات الجليلة والتجارب القيمة" للواء باقري في المناصب التي تولاها سابقا، مؤكدا قدرته على أداء مهمته الجديدة في "تطوير القدرات الدفاعية والأمنية للقوات المسلحة والتعبئة الشعبية، والقدرة على الرد السريع والمؤثر على كافة أنواع التهديدات الموجهة للجمهورية الإسلامية".
ومن موقعه هذا سيتولى باقري رئاسة هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة المكونة من ثلاثة تشكيلات، هي: الحرس الثوري، والجيش، وقوات التعبئة (الباسيج). ويعد منصب رئاسة هيئة الأركان نقطة الوصل بين التشكيلات الثلاثة.
ويرى مراقبون للشأن الإيراني أن تعيين باقري رئيسا لهيئة الأركان لن يطرأ معه أي تغيير في سياسات إيران الخارجية، وخاصة في الملفين السوري والعراقي، لكنهم يتوقعون تأثيره على بعض القضايا مثل التعامل مع منظمات كردية إيرانية تتخذ من أراضي كردستان بإيران والعراق منصة لمواجهة القوات العسكرية الإيرانية.
ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن هذا التعيين تزامن مع تصاعد عمليات هذه المنظمات ضد القوات الإيرانية في منطقة "مهاباد" شمال غربي البلاد، وكذلك مع عمليات أخرى تشنها مجموعات بلوشية مسلحة في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب شرقي إيران.