اللغة الصومالية.. أبجدية لاتينية وألسنة مختلفة

مخاوف من اندثار اللغة الصومالية

يتحدث 90% من الشعب الصومالي لغة واحدة تسمى الصومالية، وتكتب حاليا بأبجدية لاتينية، لكنها تتفرع إلى عدة لهجات مختلفة حسب كل منطقة، وتتضمن مفردات كثيرة من اللغة العربية.

التصنيف اللساني
تصنف اللغة الصومالية ضمن اللغات "الكوشية الشرقية" و"الأفروآسيوية" أو اللغات السامية الحامية.

وللصومالية علاقة باللغة القبطية أو الفرعونية القديمة نظرا لروابط تاريخية بين الشعبين. وتبرز هذه العلاقة في التسميات الأساسية للحياة كأسماء الشمس والماء وصفات الملكية.

إلى جانب ذلك، للعربية الفصحى نصيب وافر في اللغة الصومالية نظرا لأصول القبائل الصومالية وقربها من الجزيرة العربية.

وقد كانت العربية لفترة طويلة وإلى عهد قريب جدا لغة الحكم والتعامل التجاري والتدوين حتى قبل قيام الإمارات الإسلامية على أرض الصومال.

ويبرز للمتتبع بوضوح العلاقة القريبة بين اللغتين الصومالية والعربية لا سيما مع لهجة قريش، ففيها نسبة كبيرة من الكلمات العربية، وهناك بعض التشابه في القواعد الصرفية كالقلب والإبدال، والنحوية كرفع الفاعل ونصب المفعول به، والحروف الحلقية التي يصعب على غير العرب النطق بها كالحاء والعين.

ولا يمكن حصر الكلمات العربية في اللغة الصومالية، وقد تصل إلى 40% من مجموع الكلمات.

اللغة الرسمية واللهجات
اللغة المكتوبة حاليا والمستخدمة رسميا في الصومال تغلب عليها لهجة أهل الوسط، وهي جزء من لهجة المحاتري القوية التي يتحدث بها معظم أهل الصومال وتنقسم إلى عدة فروع.

وإلى جانب المحاتري توجد لهجة الماي ويتحدث بها معظم أهل الجنوب ولا سيما قبائل الدجل ومريفلي وسكان ضفاف النهرين جوبا وشبيلي، وتنقسم هي الأخرى إلى عدة لهجات. وهناك لهجة مدينة بركة وهي شبيهة بلهجة الماي.

وفي معظم الأحيان هناك اختلاف في اللهجات أو في طريقة نطق الكلمات بحسب المناطق وليس بحسب القبائل.

الأبجدية الصومالية
اللغة الصومالية لم تكن مكتوبة حتى عهد قريب، ولكن المثقفين في المجتمع اعتادوا تاريخيا كتابة لغتهم بالحروف العربية بصفة عامة، وهناك الكثير من المخطوطات المكتوبة بالحرف العربي ولا سيما مدونات ومكاتبات العلماء.

وعندما بدأ التفكير بالتدوين الرسمي للغة حدث سجال فكري وسياسي كبير في عهد الاستعمار الأوروبي وما بعد الاستقلال؛ حول الحروف التي ستعتمد في كتابة اللغة الصومالية.

وقد تصدى العلماء والمثقفون لمحاولة كتابتها بالحروف اللاتينية فلم تستطع السلطات إلزام الناس بها.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 1972 أصدر الحاكم العسكري محمد سياد أمرا بكتابة الصومالية بالحروف اللاتينية وألزم الناس بها، ومنذئذ وهي تكتب بالحروف اللاتينية بأبجدية معدلة.

العربية والسواحلية
وإلى جانب اللهجات الصومالية، يتحدث بالعربية معظم العلماء والمثقفين، كما يفهمها الناس عموما بسبب نظام التعليم غير الرسمي في حلقات المساجد. أما الحديث اليومي بالعربية فينحصر في سكان المدن الساحلية وخاصة العاصمة مقديشو. وفي مدينة "جماما" القريبة من كسمايو يتحدث الجميع باللهجة اليمنية الحضرمية لتأثرهم بالمهاجرين الذين ساكنوهم.

وللغة السواحلية هي الأخرى حضورها في الصومال، حيث يتحدث بها سكان مدينة براوة وبعض سكان مدينة كسمايو ولا سيما الباجون، ولها آدابها الخاصة.

المصدر : الجزيرة