سامسونغ
شركة عالمية متخصصة في إنتاج الأجهزة الإلكترونية والوسائط الرقمية، تأسست عام 1969 في كوريا الجنوبية. وتُعَدُّ سامسونغ للإلكترونيات إحدى الشركات الرائدة في العالم في مجال التقنيات الرقمية وتصنيع الأجهزة والمكونات الإلكترونية.
تأسست شركة سامسونغ للإلكترونيات سنة 1969، وكانت تحمل اسم "سامسونغ سانيو للإلكترونيات"، ثم تغير اسمها إلى "سامسونغ إلكتروميكانيكس" في مارس/آذار 1975، وأعيد تغيير الاسم في مارس/آذار 1977 ليصبح منذ ذلك الحين "سامسونغ للإلكترونيات".
وبدأت الشركة إنتاج أجهزة التلفاز بالأبيض والأسود (طراز P-3208) عام 1970، ثم شرعت في إنتاج الغسالات والثلاجات عام 1974، وأفران الميكرويف عام 1979، وأجهزة تبريد الهواء عام 1980، والحواسيب الشخصية عام 1983.
كما تمكنت الشركة من تطوير أصغر وأخف مسجل لشرائط الفيديو على مستوى العالم سنة 1986، وافتتحت بعد ذلك بسنة معهد سامسونغ المتقدم للتكنولوجيا لأغراض البحث والتطوير.
وفي عام 1992، استطاعت سامسونغ للإلكترونيات أن تنتهي من تطوير نظام الهاتف المحمول ومحرك للأقراص الصلبة بسعة 250 ميغابايت، وأول ذاكرة "دي رام" (DRAM) سعة 64 ميغابايتا على مستوى العالم. وتمكنت الشركة في السنة التالية من الاستحواذ على شركة "أتش أم أس" (HMS) الأميركية، وتوفق معهدها في تطوير أول مسجل أقراص فيديو رقمي (DVD-R).
واصلت الشركة خلال تسعينيات القرن الماضي سياستها المرتكزة على البحث والابتكار وإدارة الجودة الشاملة، من أجل تطوير منتجات ذات مستوى عالمي قادرة على إرضاء الزبائن والاستجابة لتطلعاتهم.
ولقد كُلِّلَت مساعيها بالنجاح في تطوير أسرع وحدة معالجة مركزية (CPU) على مستوى العالم عام 1996، والانتهاء من تطوير ذاكرة (DRAM) بسعة تصل إلى 1 غيغابايت في السنة نفسها.
وبعد اندلاع الأزمة المالية الآسيوية عام 1997، وعلى الرغم من تداعياتها الوخيمة على اقتصادات المنطقة التي لم تسلم منها كوريا الجنوبية أيضا، فقد استطاعت سامسونغ أن تواصل نموها بفضل ريادتها في مجال الإلكترونيات والتقنيات الرقمية.
وبدأت الشركة إنتاج أول تلفاز رقمي على نطاق واسع على مستوى العالم عام 1998، بالإضافة إلى الانتهاء من تطوير تلفاز مزود بشاشة مسطحة بالكامل، وتمكنت في العام التالي من تطوير أول شاشة (TFT-LCD) ثلاثية الأبعاد على مستوى العالم.
المقر
يوجد مقرها الرئيسي في العاصمة الكورية الجنوبية سول، في حين تتوزع شركاتها الفرعية -التي تتجاوز المئتين- عبر أرجاء العالم.
العصر الرقمي
كانت بداية الألفية الثانية إيذانا بولوج المجتمعات الإنسانية إلى العصر الرقمي على نطاق واسع، حيث انتشرت المنتجات التي تعتمد التقنيات الرقمية، وشاع استعمالها بين الناس. وقد أعدت سامسونغ نفسها جيدا لتكون على موعد مع هذا التاريخ وتستجيب لمتطلبات العصر الرقمي، مؤكدة ريادتها العالمية في مجال الإلكترونيات بفضل تطوير العديد من المنتجات المعتمدة على تكنولوجيا رقمية متطورة جدا.
وتمكنت سامسونغ سنة 2002 من تطوير شاشة TFT-LCD (مقاس 54 إنشا) التي تعد حينها أكبر شاشة تلفاز رقمية في العالم، ومن تصنيع هاتف خلوي ملون مزود بشاشة TFT-LCD عالية الوضوح.
أرقام
في عام 2004، باعت سامسونغ أكثر من عشرين مليون هاتف خلوي في الولايات المتحدة وحدها، ونجحت في التربع على عرش السوق العالمية لأجهزة التلفاز ابتداء من 2007 ولعدة أعوام، كما احتلت مركز الصدارة في سوق الهواتف الخلوية في الولايات المتحدة.
وحققت سامسونغ نجاحات باهرة على مستوى سوق الهواتف الذكية، وأصبحت تتصدر هذه السوق عالميا منذ عام 2012 بفصل هاتفها غالاكسي (Galaxy) الذي يعتبر قصة نجاح جعلت شركة آبل وهاتفها "آيفون" ينزلان عن عرش هذه السوق.
وتجاوز رقم مبيعات الشركة عام 2012 مبلغ 247 مليار دولار، وبلغ صافي الربح 18 مليار دولار، في حين وصل إجمالي أصول الشركة إلى أكثر من 384 مليار دولار.
وقد بلغ عدد الموظفين الذين يشتغلون في صفوف الشركة عبر العالم حوالي 370 ألفا.
محاكم ومصالح
أمام النجاح الذي حققته هواتف سامسونغ الذكية ولوحاتها الرقمية في غزو السوق الأميركية، لم تتوان شركة أبل في الدفع بمنافستها أمام محاكم ولاية كاليفورنيا الأميركية والدخول في معركة قضائية ماراثونية، متهمة إياها بالتعدي على حقوقها الفكرية المحمية بفضل براءات اختراع أودعتها أبل لدى المكتب الأميركي لبراءات الاختراع في بداية عام 2007.
وتزعم أبل في الدعوى التي رفعتها في أبريل/نيسان 2011، أن سامسونغ استنسخت تصميم هاتفها آيفون ذا الشكل المستطيل والزوايا المستديرة وخاصيتي التحكم من خلال أصابع اليد والتصحيح الآلي للكلمات أثناء الكتابة. وقد طالب محامي أبل بتعويضات قدّرها بملياري دولار كجبر للأضرار التي تحملتها الشركة جراء تراجع مبيعاتها، مشيرا إلى أن سامسونغ ارتكبت 37 مليون خرق في حق أبل، في إشارة إلى عدد الهواتف الذكية واللوحات الرقمية التي تمكنت سامسونغ من بيعها في الولايات المتحدة.
وقد حكمت المحكمة في أغسطس/آب 2012 في حكم ابتدائي لصالح أبل قضى بدفع سامسونغ مبلغ 1.05 مليار دولار، لكن هذه الأخيرة استأنفت الحكم. وبعد محاكمة أخرى دامت شهرا كاملا وثلاثة أيام من المداولات، حكمت هيئة محلفين في سان خوسيه بكاليفورنيا في مارس/آذار 2013 على سامسونغ بدفع مبلغ ,6119 مليون دولار فقط لصالح أبل، لكن القاضية المكلفة بهذا الملف وقعت على خطأ ارتكبته هيئة المحلفين حيث تجاهلوا أحد الخروقات التي اتُّهمت بها سامسونغ، وطالبت الهيئة بعقد مداولات أخرى من أجل إعادة تقييم الأضرار التي تكبدتها أبل وتحديد مبلغ تعويض جديد، وقد حكمت الهيئة مجددا لصالح أبل بمبلغ 640 مليون دولار. ثم عُقدت محاكمة جديدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2013 حكمت لفائدة أبل بتعويض إضافي قدره 290 مليون دولار.
استأنفت سامسونغ الحكم أمام محكمة الاستئناف الفدرالية، ولاحقا نطقت هيئة المحلفين بحكم يُجرِّم سامسونغ بخصوص خرق حقوق الملكية الفكرية لأبل وبالتالي تأكيد الأحكام السابقة بدفع التعويضات المتعلقة بالخروقات التي ثبتت باستثناء ما يخص شكل هاتف آيفون.
ورأت الهيئة أن أبل لا يمكنها حماية شكل هواتفها الذكية قانونيا. وتبعا لذلك، فإن سامسونغ لم تعد مدانة بمبلغ 930 مليون دولار كاملا، وسينقص هذا المبلغ بـ382 مليون دولار التي قدرت كتعويض لخرق سامسونغ لشكل هواتف أبل.
أوسمة وجوائز
في عام 2001، صنفت مجلة بيزنس ويك الأميركية شركة سامسونغ في المركز الأول من بين مئة شركة تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات.
واحتلت علامة سامسونغ التجارية سنة 2010 المرتبة التاسعة عشرة على مستوى العالم في تصنيف سنوي تقوم به شركة إنترباند الاستشارية لأفضل العلامات التجارية العالمية.
كما حصلت سامسونغ على المركز الخامس في تصنيف أجرته المجلة الأميركية فورتشون، يضم أكثر الشركات الإلكترونية التي حظيت بإعجاب المستهلكين.