ملس زيناوي

Meles Zenawi, Prime Minister of Ethiopia speaks during the opening plenary session of the High Level Segment of the COP 17 / CMP 7 United Nations (UN) Climate Change Conference 2011 in Durban, South Africa, 06 December 2011. The 17th session of the Congress of the Parties (COP) comprising 194 countries meeting to discuss the United Nations Framework Convention on Climate Change (UNFCCC) began its High Level Segment serving as the meeting of the Parties to the Kyoto Protocol. EPA/NIC BOTHMA

زعيم سياسي إثيوبي، قاد إحدى الجماعات المسلحة التي أطاحت بحكم منغيستو هيلا مريام، وحكم البلاد عقدين فـ"كان يجسد كل السلطة" في بلده الذي جعله حليفا رئيسيا للغرب.

المولد والنشأة
ولد ملس زيناوي أسرس يوم 8 مايو/أيار 1955 في بلدة أدوا بإقليم تيغراي شمالي إثيوبيا، لأب من البلدة نفسها ينتمي إلى عرقية "التيغراي"، وأم من قرية أدي كوالا في إريتريا.

وكان اسمه عند مولده "ليغيس" ثم غيره إلى "ملس" تيمناً بناشط أعدمته الحكومة الشيوعية في 1975 عندما كانت في سدة السلطة بإثيوبيا آنذاك. وهو أب لثلاثة أبناء أمهم آزب مسفين التي تترأس لجنة الشؤون الاجتماعية في البرلمان الإثيوبي.

الدراسة والتكوين
أكمل زيناوي تعليمه الثانوي في مدرسة الجنرال وينجت العليا بأديس أبابا، ثم درس الطب في جامعة أديس أبابا (التي كانت تُسمى آنذاك جامعة هيلا سيلاسي) مدة عامين، قبل أن يقطع دراسته في 1975 ليلتحق بـ"جبهة تحرير شعب التيغراي".

حصل بعد تسلمه السلطة على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من الجامعة البريطانية المفتوحة عام 1995، وفي يوليو/تموز 2002 نال درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة هنام في كوريا الجنوبية، وماجستير العلوم في الاقتصاد من جامعة إيراسموس الهولندية عام 2004.

التجربة السياسية
أسس زيناوي -عندما كان عضوا في جبهة تحرير شعب التيغراي- "رابطة التيغراي الماركسية اللينينية"، وكانت جبهة تحرير إحدى المجموعات المسلحة الكثيرة التي كانت تحارب -بدعم من الغرب- ضد الحكم الماركسي بقيادة المقدم منغيستو هايلا مريام.

استطاع زيناوي أن يوسع قاعدة سلطته عام 1989 بتأسيس ائتلاف الجبهة الثورية الديمقراطية للشعب الإثيوبي التي ضمت ست مجموعات عرقية مسلحة إلى جانب التيغراي.

وعندما فر منغيستو في مايو/أيار 1991 من إثيوبيا متوجها إلى زيمبابوي، دخل زيناوي وقوات الجبهة الثورية الديمقراطية العاصمة أديس أبابا، ليشكلوا حكومة انتقالية برئاسته ويضعوا نهاية للحرب الأهلية.

وإبان توليه رئاسة الحكومة الانتقالية انفصلت إريتريا -بإصرار من رئيسها رفيق دربه في الكفاح وصديقه الشخصي أسياسي أفورقي- عن إثيوبيا عام 1993، فحرم ذلك إثيوبيا من أي منفذ على البحر الأحمر لتصبح دولة برية مغلقة.

وفي أغسطس/آب 1995 أُعلن قيام جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الاتحادية بناءً على دستور عام 1994 الذي دعا إلى قيام جمهورية فدرالية وكان زيناوي أبرز مهندسيه.

اعتلت الجبهة الثورية الديمقراطية للشعب الإثيوبي بقيادة زيناوي سدة الحكم بعد انتخابات مثيرة للجدل جرت آنذاك، ليصبح ملس زيناوي -حسب نتائجها- أول رئيس وزراء لإثيوبيا.

وبين عاميْ 1998-2000 اندلعت حرب حدودية بين إثيوبيا وإريتريا أسفرت عن مقتل 80 ألف شخص، بحسب وكالة رويترز للأنباء.

وفي مايو/أيار 2005 أدلى الإثيوبيون بأصواتهم فيما عُرف وقتها بأنها "أول انتخابات ديمقراطية حقيقية" تشهدها البلاد، حيث حصل التحالف من أجل الوحدة والديمقراطية المعارض على تأييد هائل في المدن والبلدات.

غير أن العنف اندلع في أديس أبابا بعد أن ادعى تحالف المعارضة أن ائتلاف الجبهة الثورية الديمقراطية زوَّر الانتخابات. ولقي 19 مدنيا وسبعة أفراد من الشرطة حتفهم في تلك الاحتجاجات.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2006، أرسلت إثيوبيا قوات إلى الصومال لطرد الإسلاميين من السلطة، ثم سحبت قواتها من هناك في يناير/كانون الثاني 2009، لكنها عادت لإرسالها مرة ثانية نهاية 2011 لمحاربة "حركة الشباب المجاهدين" الصومالية.

وقال محللون إن تدخل زيناوي العسكري في الصومال كان بدعم من الولايات المتحدة، تتويجا لعلاقات وثيقة سعى لبنائها مع الغرب منذ إطاحته بنظام منغيستو، خاصة بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على الأراضي الأميركية.

فقد احتلت إثيوبيا إثرها مكانة مهمة في حسابات الإدارة الأميركية في الحرب على "الإرهاب"، ولا سيما أن واشنطن تخشى من تحول سواحل الشرق الأفريقي إلى قواعد لتنظيم القاعدة، وقد بلغ التنسيق الأميركي مع دول الشرق الأفريقي مثل إثيوبيا وكينيا حد تنظيم مناورات عسكرية مشتركة معها.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2009، مثل ملس زيناوي القارة الأفريقية في مؤتمر كوبنهاغن للمناخ، مما عزز مكانته كـ"زعيم" رغم الاتهامات التي وجهتها له المعارضة بأنه يتصرف كـ"حاكم مستبد".

وفي مايو/أيار 2010، أعلن اكتساح الجبهة الثورية الديمقراطية انتخابات البرلمان المكون من 547 مقعدا (نالت رسميا 99% من الأصوات) ليفوز زيناوي بولاية رابعة رئيسا للوزراء، وهي الانتخابات التي وصفها مراقبون من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بأنها لم ترْق إلى المعايير الدولية، مما حدا بالمعارضة للمطالبة بإعادتها.

وفي أبريل/نيسان 2011، جاهرت إثيوبيا بدعمها لمتمردي إريتريا الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس أسياس أفورقي. وفي مارس/آذار 2012 اعترفت بأن قواتها شنت هجمات على متمردين إثيوبيين داخل الأراضي الإرتيرية.

وفي يونيو/حزيران 2012 سرت شائعات بأن زيناوي يعاني من مرض خطير بعد أن غاب عن مؤتمر قمة للاتحاد الأفريقي انعقد في عاصمة بلاده أديس أبابا التي تستضيف المقر الدائم للاتحاد.

الوفاة
توفي ملس زيناوي يوم 20 أغسطس/آب 2012، وأعلن التلفزيون الإثيوبي الرسمي وفاته صباح اليوم الموالي، قائلا إن سبب وفاته "عدوى مفاجئة" أصابته بينما كان يتعافى بمستشفى في العاصمة البلجيكية بروكسل.

المصدر : الجزيرة