موسى أبو مرزوق نائب رئيس حركة حماس في الخارج

سياسي ومقاوم فلسطيني، ولد عام 1951 بمدينة رفح جنوب قطاع غزة وبرز في العمل الإسلامي والسياسي الفلسطيني. كان أحد مؤسسي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولعب دورا مهما في إعادة بناء الحركة بعد حملة الاعتقالات الإسرائيلية عام 1989.

ترأس أول مكتب سياسي للحركة قبل أن تعتقله الولايات المتحدة الأميركية، التي ظل في سجونها عامين قبل ترحيله للأردن، كما ترأس وفد الحركة في مفاوضات المصالحة الفلسطينية وشارك في الحوار الوطني مع الفصائل المختلفة.

في أبريل/نيسان 2021 انتخب نائبا لرئيس الحركة في الخارج ورئيسا لمكتب العلاقات الدولية والقانونية.

المولد والنشأة

ولد موسى محمد أبو مرزوق يوم 9 فبراير/شباط 1951 في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وينتمي إلى قرية "يبنا"، التي هُجرت منها عائلته قسرا إلى مدينة رفح بعد نكبة عام 1948.

الأردن يسمح لأبو مرزوق بالقدوم للأردن 1997/5/6
موسى أبو مرزوق (يسار) مع خالد مشعل في الأردن عام 1997 (الجزيرة-أرشيف)

الدراسة والتكوين

تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدارس قطاع غزة، ثم تخرج من جامعة حلوان بمصر عام 1975 بدرجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية.

وأكمل دراسته العليا بالولايات المتحدة إذ حصل على درجة الماجستير في إدارة الإنشاءات عام 1984 من جامعة كولورادو ثم درجة الدكتوراة في الهندسة الصناعية عام 1992 من جامعة لويزيانا الأميركية.

الوظائف والمسؤوليات

بدء أبو مرزوق حياته العملية بدولة الإمارات العربية المتحدة، إذ عمل عام 1977 بمحطة الماء والكهرباء بمدينة أبو ظبي قبل أن ينتقل للعمل في إمارة الشارقة عام 1978 مديرا لمصنع ألمنيوم، وبعدها بعام انتقل للعمل مهندسا في شركة أبو ظبي الوطنية.

إعلان

منذ شبابه نشط في العمل الإسلامي الفلسطيني، ففي عام 1968 أنشأ مع نشطاء آخرين أول مجموعات العمل الإسلامي بمدينة رفح والتحقت المجموعات بنظيرتها في قطاع غزة.

وخلال دراسته الجامعية بمصر ترأس عام 1977 العمل الطلابي، كما ترأس عام 1978 "العمل الإخواني لبلاد الشام" في دولة الإمارات.

وقد ساهم موسى أبو مرزوق في تأسيس الجامعة الإسلامية في غزة عام 1978 ويعتبر أحد أعضاء هيئة الإشراف فيها.

انتخب مسؤولا عن العمل الإسلامي في الولايات المتحدة الأميركية عام 1988، وساهم حينئذ في تأسيس العديد من المراكز والجمعيات الإسلامية بأميركا.

ترأس مجلس إدارة مؤسسة القدس في دورتها الأولى، وهو عضو في الهيئة الإدارية للمؤتمر القومي الإسلامي وعضو في المؤتمر القومي العربي.

التجربة السياسية

يعد أبو مرزوق أحد أبرز قيادات ومؤسسي حركة حماس عام 1987، وعمل على بناء الحركة من جديد عقب حملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها إسرائيل على قيادات وكوادر الحركة عام 1989.

وساهم في الفصل بين أعمال الحركة الإدارية والتنظيمية والأمنية والعسكرية، وعمل على ربط حماس داخلها بخارجها، وساهم في تحديد رؤيتها.

ساهم في تأسيس كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، وشكل أول مجموعة في غزة عام 1989 قبل أن ينقل أعمالها إلى الضفة الغربية عام 1990.

كما تولى الرئاسة الأولى للمكتب السياسي للحركة عقب انتخابه في الفترة (1992 – 1996)، لكنه أُبعد من الأردن عام 1995 بعد ثلاث سنوات من توليه هذا المنصب عقب قرار سلطات عمّان إغلاق مكاتب الحركة.

اعتقلت السلطات الأميركية أبو مرزوق بمطار نيويورك في 25 يوليو/تموز 1995 دون توجيه تهمة واضحة له، إذ أعلنت المتحدثة باسم دائرة الهجرة الأميركية توقيفه لأن اسمه مدرج في قائمة "الإرهابيين".

أما مسؤول دائرة الهجرة فقد قال إن اعتقاله تم بسبب "انتهاك قوانين الهجرة"، وتقدمت السلطات الإسرائيلية بطلب تسليمه بتهمة إصدار أوامر لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وتحويل أموال لحماس.

إسماعيل هنية نائب رئيس حركة حماس يستقبل عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق بمعبر رفح يوم 27 مايو/أيار 2015
إسماعيل هنية (يمين) مستقبلا موسى أبو مرزوق في معبر رفح يوم 27 مايو/أيار 2015 (الجزيرة-أرشيف)

وظل في سجن مانهاتن بنيويورك نحو سنتين قبل أن يُسلم أواسط عام 1997 للأردن، الذي أبعده من جديد عام 1999، وتوجه إلى العاصمة السورية دمشق، وهناك تولى منصب نائب رئيس المكتب السياسي للحركة.

إعلان

في ديسمبر/كانون الأول 2002 وجهت الولايات المتحدة إلى أبو مرزوق وزوجته وآخرين تهم انتهاك قوانين أميركية تحظر التعاملات المالية مع "إرهابيين"، وهي ما وصفها أبو مرزوق بـ"الحملة الأميركية على المسلمين".

وفي عام 2004 أصدر وزير العدل الأميركي جون أشكروفت مذكرة اعتقال بحقه واعتبره فارا من العدالة، عقب اعتقال محمد صلاح وعبد الحميد الأشقر بتهم التآمر لقتل أشخاص في دول أجنبية.

وفي عام 2012 غادر سوريا، وتنقل بين مصر وقطر وفلسطين، وترأس وفد حركة حماس في حوارات القاهرة الخاصة بالمصالحة الفلسطينية منذ عام 2009 وحتى بعد إعلان تشكيل حكومة الوفاق الوطني عام 2014.

وخلال الانتخابات الداخلية لحماس التي جرت في 6 مايو/أيار 2017، انتخب مجلس شورى الحركة هنية رئيسا، واختار موسى أبو مرزوق عضوا في المكتب السياسي للحركة.

وانتخب أبو مرزوق نائبا لرئيس الحركة بالخارج، خالد مشعل في العام 2021، وأجرى أبو مرزوق في 2022 اتفاق مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على تعزيز الجهود لترتيب البيت الفلسطيني.

كما كان ضمن وفد حماس في اجتماع أمناء الفصائل بالعاصمة المصرية القاهرة في يوليو/تشرين الثاني 2023، وشارك في الحوار الوطني الذي أقيم في العاصمة الصينية بكين في يوليو/تموز2024 وحضره 14 فصيلا فلسطينيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية

إعلان