أحمد الطيب الشيخ الـ43 في تاريخ الأزهر الشريف

عالم أزهري وشيخ طريقة صوفية، وعضو سابق في لجنة سياسات الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم على عهد الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك. تولى مشيخة الأزهر، وبارك عزل الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، بدعوى "الاستجابة للإرادة الشعبية" و"حماية البلاد من حرب طائفية".
المولد والنشأة
ولد أحمد محمد أحمد الطیب الحسَّاني يوم 6 يناير/كانون الثاني 1946، بقریة القُرنةِ التابعة لمحافظة الأقصر في صعید مصر، لأسرة صوفية يعود نسبها إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
في طفولته شهد مجالس المصالحات والمحاكم العرفية التي ترأسها جدُّه الشيخ أحمد الطيب، ووالده الشيخ محمد الطيب في "ساحة الطيب".
وعندما بلغ سن الـ25، أصبح مشاركا وفاعلا في مجالس المصالحات وحل النزاعات إلى جانب والده وإخوته.

الدراسة والتكوين العلمي
تلقى تعليمه في المدارس الأزهرية وهو في سن العاشرة، فحفظ القرآن وقرأ المتون العلمية، وكان حريصا على حضور مجالس العلماء والصالحين.
نال شهادة البكالوريوس من شعبة العقيدة والفلسفة الإسلامية في كلية الدراسات الإسلامية عام 1969.
حصل عام 1971 على الماجستير ثم عُين مدرسا مساعدا، وفي عام 1977 نال درجة الدكتوراه في العقيدة والفلسفة الإسلامية من جامع الأزهر وعين مُدرسا في قسم العقيدة والفلسفة.
بعد تخرجه من كلية أصول الدين درس اللغة الفرنسية 5 سنوات في المركز الثقافي الفرنسي بالقاهرة.، ثم ابتُعِث إلى فرنسا ستة أشهر في مهمة علمية في جامعة باريس سنة 1977.
عام 1982 ترقى لدرجة أستاذ مساعد في قسم العقيدة والفلسفة، ثم حصل على الأستاذية عام 1988.
التوجه الفكري
يعتبر الطيب من أبرز المتصوفين من علماء الأزهر، وهو شيخ الطريقة الأحمدية الصوفية في صعيد مصر خلفا لوالده مؤسس الطريقة الخلوتية بأسوان.
التجربة العملية
عمل منذ عام 1969 معيدا ثم أستاذا وعميدا في كليات الأزهر، وانتدب عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين في محافظة قنا، وعميدا لكلية الدراسات الإسلامية للبنين بأسوان، وعميدا لكلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية العالمية بباكستان.
ومنذ توليه رئاسة جامعة الأزهر وقّع العديد من الاتفاقات للانفتاح على العالم الإسلامي، وأنشأ بعض الكليات والمعاهد فوق المتوسطة.
شيخ الأزهر
شغل أحمد الطيب منصب رئيس جامعة الأزهر إلى أن أصدر الرئيس المصري حسني مبارك قرارا يوم الجمعة 19 مارس/آذار 2010 بتعيينه شيخا للأزهر، خلفا للشيخ الراحل محمد سيد طنطاوي، الذي توفي في السعودية ودفن فيها.
وبتعيينه شيخا للأزهر يكون الطيب الشيخ الثالث والأربعين في تاريخ الأزهر الشريف.
محطات سياسية
كان الطيب عضوا في لجنة السياسات في الحزب الوطني حتى 11 أبريل/نيسان 2010، وقد نفى وجود تعارض بين كونه شيخا للأزهر وكونه عضوا في لجنة الحزب الحاكم.
وقال في كلمة أثناء افتتاح ندوة نظمتها الرابطة العالمية لخريجي الأزهر -في أبريل/نيسان 2011- إن الأزهر يدعم ثورة 25 يناير، رافضا ما سماه مزايدات البعض على دور الأزهر في الثورة التي أطاحت بحسني مبارك.
كما أيد الحملة التي قادها وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي يوم 3 يوليو/تموز 2013 للإطاحة بالرئيس محمد مرسي.
نسبت له بعض مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات قوله إنه فكر في الاستقالة من منصبه أكثر من مرّة خلال حكم جماعة الإخوان المسلمين لمصر، لكنه استشعر الحرج من الله ومن ضميره، أن ينسحب من هذه المرحلة التي تحتاج إلى صبر وكياسة، وشبهها بمن يولي دبره في الجهاد".
واعتبر أن مشاركته في انقلاب 3 يوليو/تموز جاءت "لإنقاذ الإرادة الشعبية" و"خوفا على البلاد من الدخول في حرب طائفية".
يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول 2024 نعى الأزهر الشريف "شهداء المقاومة الفلسطينية الأبطال"، رافضا نعتهم بالإرهابيين، وذلك بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار.

الوظائف والمسؤوليات
- انتدب عميدا لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا في الفترة بين 1990 و1991.
- انتدب عميدا لكلية الدراسات الإسلامية بنين بأسوان عام 1995م.
- عين عميدا لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان في العام الدراسي 1999/2000م.
- عُين مفتيا للديار المصرية في الفترة بين 2002 و2003، وقد أصدر أثناء فترة توليه الإفتاء حوالي 2835 فتوى مسجلةً بسجلات دار الإفتاء المصرية.
- رئيس جامعة الأزهر في الفترة بين عامي 2003 و2010.
- تولى منصب شيخ الأزهر في مارس/آذار 2010م خلفا للإمام الراحل محمد سيد طنطاوي.
- تولى رئاسة مجلس حكماء المسلمين منذ تأسيسه عام 2014.
- ترأس بيت الزكاة والصدقات المصري عام 2014، إضافة لإشرافه على جهات الإنفاق لصالح الفقراء والمحتاجين.
- تولى رئاسة هيئة كبار العلماء، ومجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للأزهر.
- تولى منصب رئاسة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، إضافة لترؤسه المؤتمرات الدولية التي تعقدها.
المؤلفات
له مؤلفات وترجمات عديدة في الفقه والشريعة وفي التصوف الإسلامي، ومنها:
- الجانب النقدي في فلسفة أبي البركات البغدادي.
- مدخل لدراسة المنطق القديم.
- أصول نظرية العلم عند الأشعري.
- مفهوم الجهاد في الإسلام.
- الولاية والنبوة عند الشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي (ترجمة من الفرنسية).
الجوائز والأوسمة
- وسام الاستقلال من الدرجة الأولى من ملك الأردن عبد الله الثاني.
- شهادة العضوية في أكاديمية آل البيت الملكية للفكر الإسلامي.
- جائزة الشخصية الإسلامية عن جامعة الأزهر من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في دبي عام 2003.