مدغشقر.. جزيرة حمراء أنهكتها التدخلات والانقلابات

تقع جمهورية مدغشقر في الجزء الغربي من المحيط الهندي، إلى أقصى الجنوب الشرقي لسواحل أفريقيا، وهي واحدة من أكبر جزر العالم، مما أكسبها على مر التاريخ أهمية تجارية وإستراتيجية، ويطلق عليها "الجزيرة الحمراء" في إشارة إلى اللون الأحمر الذي يلون هضابها.

تتفاوت مناطق مدغشقر في مناخها وتضاريسها، وهو ما أدى إلى تنوع هائل في غطائها النباتي وثروتها الحيوانية.

وعلى مر تاريخها، واجهت مدغشقر تدخلات أجنبية عدة وصراعات داخلية معقدة، جعلتها من أفقر بلدان العالم رغم الثروات الطبيعية التي تزخر بها.

المعلومات الأساسية

الاسم: جمهورية مدغشقر.

الاسم المختصر: مدغشقر.

العاصمة: أنتاناناريفو.

العملة: أرياري.

the city from the upper town, Antananarivo, Madagascar
مشهد عام من مدينة أنتاناناريفو عاصمة مدغشقر (غيتي إيميجز)

العلم

يتكون علم مدغشقر من شريطين أفقيين أعلاهما اللون الأحمر، الذي يرمز إلى مملكة "ميرينا"، التي كانت تحكمها في العصور الوسطى، وأسفلهما اللون الأخضر الذي يرمز إلى طبقة المزارعين (هوفا)، مع وجود شريط عمودي أبيض في جهة السارية ويرمز أيضا إلى مملكة "ميرينا".

المساحة

تبلغ مساحة جمهورية مدغشقر حوالي 587040 كيلومترا مربعا.

التقسيمات الإدارية

توجد في جمهورية مدغشقر 22 منطقة إدارية، وتنقسم بدورها إلى 119 مقاطعة بها 1579 بلدية وتنقسم إلى 17465 حيا.

اللغة

تمثل اللغة في مدغشقر انعكاسا حقيقيا لتاريخ البلاد، إذ تتحدث جميع أنحاء الجزيرة اللغة المالغاشية، كما يتحدث جزء كبير من سكانها اللغتين الفرنسية والإنجليزية.

الدين

يعتنق 52% من سكان البلاد معتقدات محلية، و7% مسلمون، و41% مسيحيون.

النظام السياسي

يعتمد النظام السياسي في مدغشقر على دستور عام 2007، الذي نصت نتائجه على توسيع صلاحيات الرئيس في حالات الطوارئ، وجرى اعتماد هذا الدستور عام 2010.

وتتكون السلطة التنفيذية من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ومجلس الوزراء، وتناط بهم مهام إدارة شؤون الدولة وتطبيق القوانين والسياسات العامة.

ورئيس الجمهورية هو رأس الدولة، وينتخب بالاقتراع العام المباشر لولاية تمتد خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط.

ومن صلاحيات الرئيس: تعيين رئيس الوزراء وتمثيل الدولة في المحافل الدولية والتصديق على القوانين، فضلا عن كونه القائد الأعلى للقوات المسلحة.

إعلان

أما رئيس الوزراء فهو رئيس الحكومة والمسؤول الأول عن تشكيل مجلس الوزراء وإدارة الشؤون التنفيذية واقتراح التشريعات، ويرشحه حزب الأغلبية أو الائتلاف الأكبر في الجمعية الوطنية (البرلمان)، وبعد ذلك يصادق عليه رئيس الجمهورية.

أما السلطة التشريعية فتتألف من برلمان اتحادي مكون من مجلسين: الجمعية الوطنية التي تتكون من 160 عضوا ينتخبون انتخابا مباشرا، ومجلس الشيوخ الذي يتكون -بحسب دستور 2007- من 33 عضوا ينتخب ثلثهم بشكل غير مباشر، فيما يعين رئيس الجمهورية الثلث الآخر.

لكن في 2019 قلص العدد إلى 18 عضوا بموجب مرسوم رئاسي صادر عن الرئيس آنذاك أندري راجولينا. وتبلغ المدة القانونية للمجلس 5 سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.

ويساعد رئيس مجلس الشيوخ في أداء مهامه مكتب مسؤول عن تنسيق وإدارة الشؤون السياسي والعلاقات العامة.

وفي حال شغور منصب رئاسة الجمهورية، يتولى رئيس مجلس الشيوخ مؤقتا مهام رئيس الدولة.

وتمثل السلطة القضائية: المحكمة العليا، والمحكمة الدستورية العليا، ومحكمة العدل العليا.

Antananarivo cityscape from above, Madagascar
أنتاناناريفو أكبر مدن مدغشقر وعاصمتها (غيتي إيميجز)

الموقع

تقع مدغشقر -وهي واحدة من أكبر جزر العالم- في الجزء الغربي من المحيط الهندي، إلى أقصى الجنوب الشرقي لسواحل أفريقيا التي تبعد عنها حوالي 400 كيلومتر، ويفصلها عنها قناة موزمبيق.

وجيرانها هم أرخبيل جزر القمر إلى الشمال الغربي، وجزيرة ريونيون الفرنسية وجمهورية موريشيوس إلى الشرق، ودولة سيشل إلى الشمال.

الجغرافيا

تغطي جمهورية مدغشقر مساحة جغرافية واسعة، وتتميز بتنوع طبيعي، وتتكون أراضيها الوسطى من مرتفعات عالية تتراوح في الارتفاع بين 750-1350 مترا فوق مستوى سطح البحر.

وتتميز المرتفعات الوسطى بوديان الأرز المدرجة الواقعة بين الجبال الجرداء، وتربتها الحمراء التي تتعرض للتآكل.

وفي الجانب الشرقي تتركز الغابات الاستوائية المطيرة، في حين أن الجانبين الغربي والجنوبي يعدان موطنا للغابات الاستوائية الجافة والغابات الشوكية والصحاري.

وتقع فيها سلسلة من البحيرات الطبيعية والصناعية المتصلة بـ"قناة بنغلانيس"، والتي تمتد لمسافة 460 كيلومترا بمحاذاة الساحل الشرقي للجزيرة.

ويوجد بها قمم صخرية عالية، أعلاها "ماروموكوترو" على ارتفاع 2876 مترا، وتقع في أقصى شمال البلاد.

وتنفرد بالعديد من الحيوانات والنباتات التي حذر علماء من خطر اندثارها نظرا للنشاط البشري، وهو ما دفع السلطات إلى تأسيس معرض مدغشقر الذي يعطي تفاصيل عن الحيوانات والنباتات التي تتميز بها البلاد، والمشاريع التي تنفذ للحفاظ عليها.

وتعد ​حيوانات الليمور الأكثر تميزا في مدغشقر. كما تتميز بأشجار الباوباب، إذ توجد ستة من أصل تسعة أنواع من هذه الأشجار في العالم.

المناخ

بسبب حجمها وتنوع تضاريسها، تتمتع مدغشقر بمناخ استوائي يختلف من جزء من الجزيرة إلى آخر، فعلى الهضاب المرتفعة الواقعة في وسط الجزيرة تكون درجات الحرارة أكثر برودة وخاصة في الليل، فيما تسجل أعلى درجات الحرارة في الغرب. ويشهد الجزء الشرقي من الجزيرة أمطارا غزيرة مع ارتفاع مستوى الرطوبة.

إعلان

في مدغشقر هناك موسمان: موسم الأمطار الذي يتركز في شرق البلاد ويمتد من نوفمبر/تشرين الثاني إلى منتصف مارس/آذار، ويتميز بغزارة الأمطار التي تتسبب بفيضانات، وتتخلله أعاصير مدمرة، وتتراوح درجات الحرارة فيه بين 27 و30 درجة مئوية.

والموسم الثاني هو موسم الجفاف الذي يمتد من أبريل/نيسان إلى منتصف نوفمبر/تشرين الثاني، وتتراوح درجات الحرارة فيه بين 30 درجة مئوية على السواحل و25 درجة مئوية على المرتفعات.

السكان

قدر عدد سكان جمهورية مدغشقر في أكتوبر/تشرين الأول 2025 بأكثر من 32 مليون نسمة.

وتبلغ الكثافة السكانية في البلاد 56 نسمة لكل كيلومتر مربع. ويُعرف المجتمع بتجانسه النسبي من حيث العرق.

وتعيش في الجزيرة الكثير من العرقيات، أبرزها العرقية المشتركة بين الملاي والإندونيسيين، وكذلك أقليات تعود أصولها لعرقيات أخرى أبرزها الأفارقة والفرنسيون والهنود والعرب.

Ring-tailed Lemur (Lemur catta) portrait. Berenty Private Reserve, Madagascar. Oct 2008.
حيوان الليمور أحد الكائنات التي تتميز بها مدغشقر (غيتي إيميجز)

الاقتصاد

مدغشقر واحدة من أفقر البلدان في العالم، إذ يعيش أكثر من 70% من سكانها تحت خط الفقر.

ويعتمد اقتصاد مدغشقر في الأساس على العديد من الأنشطة التقليدية كالزراعة (التوابل والقهوة والكاكاو والقطن والتبغ) والسياحة البيئية والتعدين (الغرافيت والكروميت)، وتربية المواشي والصيد والمنسوجات.

ومن أبرز الصادرات الرئيسية في البلاد: الفانيليا -تمثل نحو نصف الصادرات للسوق الدولية- والقهوة والقرنفل وقصب السكر والكاكاو والأرز والفاصولياء والموز والفول السوداني والمنتجات الحيوانية.

واتجهت البلاد نحو مشاريع التعدين والنفط والغاز، وذلك بعد اكتشاف العديد من حقول النفط والغاز في تسيميرورو وبيمولانجا، فضلا عن اكتشاف المعادن الثمينة والأحجار الكريمة في عدد من مناطقها.

ومنذ استقلال مدغشقر في 1960 وحتى 2007، كانت فرنسا المستثمر الرئيسي في البلاد، ثم تولت كندا زمام المبادرة، لا سيما من خلال الاستثمارات المباشرة في قطاع التعدين.

واستنادا إلى بيانات رسمية صادرة عن البنك الدولي، بلغ الناتج المحلي الإجمالي لمدغشقر في 2024 نحو 17.42 مليار دولار أميركي، في حين مثلت قيمة الناتج المحلي الإجمالي 0.02% من اقتصاد العالم.

وبلغ متوسطه 2.07٪ في الفترة (1961-2024)، ووصل إلى أعلى مستوى بنسبة 9.85٪ في 1979، وسجل أدنى مستوى بنسبة 12.70٪ في 2002.

وبلغ الناتج المحلي الفردي السنوي 1657.05 دولارا أميركيا في 2024، فيما بلغت نسبة النمو في العام نفسه نسبة 4.3٪ وفقا للبنك الأفريقي للتنمية.

ووفق منظمة العمل الدولية، فقد بلغ معدل البطالة في مدغشقر 3% في 2024 منخفضا عن 3.10% في العام السابق.

وسجل معدل التضخم 8.40% في يونيو/حزيران 2025 مقارنة بـ8.10% في مايو/أيار 2025.

ووفقا للمعهد الوطني للإحصاء في مدغشقر، فقد بلغ متوسط ​​معدل التضخم في البلاد 8.51% في الفترة (1997-2025)، ووصل إلى أعلى مستوى عند 30.40% في فبراير/شباط 2005 وأدنى مستوى عند 8.50% في يونيو/حزيران 2003.

التاريخ

مر تاريخ مدغشقر بمحطات متعددة، وبدأ مع استيطان الأسترونيزيين والعرب فيها، مرورا بمملكة ميرينا والسيطرة الأوروبية، قبل أن يصل إلى مرحلة الاستقلال وتأسيس الدولة.

ويمكن تلخيص تاريخ مدغشقر في المراحل الرئيسية التالية:

العصور القديمة

ترجع أصول أقدم سكان مدغشقر إلى الفترة من 200 ميلادي إلى 500 ميلادي، عندما سكنها الأسترونيزيون، وهم الشعوب المتحدثة باللغة "الأسترونيزية" وتعود أصولهم إلى جنوب شرق آسيا وأوقيانوسيا.

العصور الوسطى

وصل التجار العرب والمسلمون إلى السواحل الشمالية للجزيرة في القرن الـ8 الميلادي، واستقر جزء منهم فيها، وأسسوا مراكز تجارية ومساجد، مما أثر في ثقافة السكان.

كما شهدت مدغشقر في القرن الـ12 قدوم المدغشقريين (مهاجرون من جنوب بورنيو وجنوب شرق أفريقيا) والأفارقة لكن بأعداد قليلة.

إعلان

وفي القرن الـ16، بدأ البرتغاليون والهولنديون والإنجليز بالتردد على موانئها للحصول على الإمدادات على الطريق إلى الهند.

وفي سنة 1500 تقريبا أطلق المستكشف البرتغالي دييغو دي أزامبوجا على الجزيرة اسم "سان لوران".

وشهدت هذه الفترة تأسيس مملكة ميرينا في المرتفعات الوسطى للجزيرة بزعامة أندريا مانيلو، ومملكة سكالافا على الساحل الغربي والشرقي.

بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، كان نشاط القراصنة شائعا على ساحل مدغشقر، إذ تمركزت عصابة قراصنة تدعى "ليبرتاليا" في جزيرة سانت ماري التي كان يسكنها المدغشقريون سابقا.

وفي 1643 أسست فرنسا مستوطنة "فورت دوفين" في الطرف الجنوبي الشرقي للجزيرة، لكنها تخلت عنها بعد 30 عاما.

وفي عام 1797 نجح ملك ميرينا أدريانا مبوينيميرينا في توحيد معظم أراضي الجزيرة تحت سيطرته.

ووسع حاكم مرينا راداما الأول عام 1817 نفوذه بعدما أبرم معاهدة مع بريطانيا منحته بموجبها لقب ملك مدغشقر؛ في مقابل تخليه عن تجارة الرقيق.

في المقابل وسعت هذه الاتفاقية نفوذ بريطانيا في الجزيرة وأرسلت بموجبها بعثات تبشيرية إليها.

بعد وفاة راداما الأول تولت زوجته راناڤالونا الأولى (1828-1861) شؤون المملكة، وكان أبرز قراراتها طرد الأوروبيين من مملكتها، وفي عام 1861، أعاد الملك راداما الثاني فتح أبواب بلاده أمام الأوروبيين.

الحقبة الاستعمارية

مع اشتداد التنافس بين فرنسا وبريطانيا على الجزيرة في القرن الـ19، أسست فرنسا مراكز تجارية في بعض المناطق للحصول على الرقيق والماشية والأرز.

وفي الفترة (1885-1896) وضعت الجزيرة تحت الحماية الفرنسية.

وفي عام 1895 استعمرت فرنسا مدغشقر منهية بذلك حكم مملكة ميرينا. وواجه الاحتلال الفرنسي العديد من الثورات والانتفاضات، أبرزها الانتفاضة الكبرى عام 1947 التي قمعتها فرنسا بعنف.

في عام 1942 أعلنت الجزيرة انضمامها إلى حكومة فيشي الفرنسية، وفي العام نفسه احتلها البريطانيون للحيلولة دون استيلاء اليابانيين عليها.

وبعدها بـ4 أعوام أصبحت الجزيرة إقليما تابعا لفرنسا ما وراء البحار، وحصلت على تمثيل في الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي).

وفي 30 مارس/ آذار 1947، فاز حزب "الحركة الديمقراطية للتجديد" المدغشقرية، ذي الأغلبية من قومية الميرينا، بأغلبية المقاعد في الانتخابات الإقليمية.

اندلعت ثورة على الساحل الشرقي للجزيرة في 29 مارس/ آذار 1947؛ وقد قمعت بوحشية، وحلت الحركة الديمقراطية للتجديد، وحكم على قادتها بأحكام قاسية.

الاستقلال

في 14 أكتوبر/تشرين الأول 1958 أعلن عن تأسيس الجمهورية ووضع أول دستور لها، وفي 26 يونيو/حزيران 1960 نالت الجزيرة استقلالها وأطلق عليها اسم "جمهورية مالاغاش".

وانضمت إلى الجماعة الاقتصادية الأوروبية، وعدل اسمها إلى "جمهورية مدغشقر"، وكان فيليبير تسيرانانا أول رئيس للحكومة والجمهورية معا.

وفي 12 سبتمبر/ أيلول 1961 تأسس "الاتحاد الأفريقي والملغاشي" بهدف تطوير التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي بين المستعمرات الفرنسية السابقة.

ومنذ ذلك الحين، شهدت البلاد فترات متناوبة من الحكم العسكري والمدني، والتحول بين أنظمة اشتراكية وليبرالية، ووقعت فيها انقلابات دموية أبرزها في 1972 و1975 و2002 و2009.

وفي 1 أبريل/نيسان 1971، شهدت البلاد انتفاضة الفلاحين بقيادة الحركة الوطنية لاستقلال مدغشقر (مونيما)، وردت السلطات بقمعها.

وأنهى القانون الدستوري المؤقت الصادر في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1972 الجمهورية الأولى.

وتولى ​غابرييل رامانانتسوا الرئاسة في الفترة من 1972-1975 لكنه استقال، وخلفه ​ريتشارد راتسيماندرافا 6 أيام قبل أن يغتاله مسلحون، ويعين بدلا منه ​جيل أندرياماهازو 5 أشهر.

وفي 21 ديسمبر/كانون الأول 1975، أقر الشعب المدغشقري من خلال التصويت المباشر ميثاق الثورة الاشتراكية المدغشقرية (الكتاب الأحمر)، والدستور الجديد الذي كان مستوحى من النظام الاشتراكي الماركسي.

وفي العام نفسه، تولى ديدييه راتسيراكا رئاسة الجمهورية حتى 31 مارس/آذار 1993.

وأثناء حكمه، قرر راتسيراكا طرد الجيش الفرنسي من بلاده وإغلاق عدد من السفارات والقنصليات.

تعديلات دستورية واحتجاجات

وفي ديسمبر/كانون الأول 1989، أقر المجلس الشعبي الوطني تعديلا دستوريا ألغى بموجبه الحزب الواحد، وسمح بترسيخ قدر من التعددية.

وفي 14 يونيو/حزيران 1991، خرجت مظاهرات شعبية حاشدة ضد حكم راتسيراكا، ما دفعه لإطلاق عملية انتقال ديمقراطي توجت في 18 سبتمبر/أيلول 1992 بإصدار الدستور الثالث، الذي شدد على إرساء سيادة القانون والنظام البرلماني، وفي 10 فبراير/شباط 1993 انتخب ألبرت زافي رئيسا بنسبة 66.6% من الأصوات، واستمر في منصبه حتى ​عزله الجيش في 5 سبتمبر/أيلول 1996.

إعلان

وتولى الرئاسة بشكل مؤقت نوربرت راتسيراهونانا، ليحل محله ​ديدييه راتسيراكا في الفترة (1997-2002).

انتخب مارك رافالومانانا رئيسا للجمهورية في 6 مايو/أيار 2002، لكنه استقال في 17 مارس/آذار 2009 تحت ضغط عسكري بعد احتجاجات شعبية واسعة، ليخلفه في المنصب ​أندري راجولينا حتى 25 يناير/كانون الثاني 2014.

وصدر تعديلان دستوريان في 1996 و2007 منحا صلاحيات أوسع لرئيس الجمهورية، كما أدخلت تعديلات دستور 2007 اللغة الإنجليزية لغة رسمية ثالثة، وغير الهيكل الإداري باستبدال المقاطعات الست ذات الحكم الذاتي بـ22 منطقة، فضلا عن إلغاء الطابع العلماني للدولة.

في 11 ديسمبر/كانون الأول 2010، أُعلن الدستور الجديد، الذي أعاد الطابع العلماني للدولة، ثم التخلي عن الإنجليزية لغة رسمية ثالثة بعد الملغاشية والفرنسية، وخفض الحد الأدنى لسن الترشح لمنصب رئيس الجمهورية من 40 إلى 35 عاما.

في 2014 تولى الرئاسة هيري راجاوناريمامبيانينا واستمر في المنصب حتى 2018، وخلفه رئيس مجلس الشيوخ ​ريفو راكوتوفاو مدة عام.

​عاد أندري راجولينا لتولى رئاسة البلاد للمرة الثانية في 19 يناير/كانون الثاني 2019 واستمر في المنصب حتى 10 سبتمبر/أيلول 2023، بعدما استقال للترشح للانتخابات.

وتولى ​ريتشارد راندريناماندراتو الرئاسة ستة أيام بصفته رئيس مجلس الشيوخ،  ثم عاد بعدها ​أندري راجولينا إلى الحكم في ولاية ثالثة.

وفي 29 سبتمبر/أيلول 2025، قاد شباب "جيل زد" احتجاجات واسعة ضد النظام، دفعت راجولينا إلى إقالة رئيس الوزراء والحكومة، وتعيين حكومة جديدة.

وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول 2025، أعلنت وحدة النخبة في جيش مدغشقر سيطرتها على السلطة في البلاد، بعد تصويت مجلس النواب على عزل راجولينا، الذي غادر البلاد على متن طائرة عسكرية فرنسية إلى وجهة غير معلومة.

المصدر: الجزيرة

إعلان