مكافحة التصحر في قطر.. نمو اقتصادي وبيئة مستدامة

زيادة الرقعة الخضراء
نموذج للحدائق التي تحرص قطر على نشرها في مختلف المناطق (الجزيرة)

الدوحة– تسعى قطر لتعزز مكانتها في الالتزام بالعمل المشترك مع المجتمع الدولي في التصدي لخطر التغير المناخي الذي يواجهه العالم والآثار المترتبة عن التصحر، من خلال تنفيذ عدد من المشاريع في مكافحة التصحر والداعمة لنمو الاقتصاد القطري.

وقد كشفت الخطوات التي قطعتها قطر في مكافحة الجفاف والتصحر عن برامج فعالة في دعم الاقتصاد وتنويعه، فضلا عن تأكيد دور قطر كشريك فاعل في منظومة العمل الجماعي الدولي لمكافحة التصحر والجفاف منذ انضمامها في العام 1999 لبرنامج اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.

وخلال معرض "إكسبو للبستنة قطر 2023" الذي يقام لأول مرة في الشرق الأوسط بمشاركة نحو 80 دولة وهيئة ومنظمة غير حكومية وخبراء دوليين، بالإضافة إلى شركات القطاع الخاص وجامعات ومختبرات بحث، تم استعراض الإنجازات القطرية في محاربة التصحر.

إكسبو الدوحة 2023 سيشهد العديد من الفعاليات الثقافية والتوعوية بالبيئة الخضراء (الجزيرة)
إكسبو الدوحة 2023 سيشهد العديد من الفعاليات الثقافية والتوعوية بالبيئة الخضراء (الجزيرة)

بيئة مستدامة

الباحث في علوم الأرض والمناخ بوزارة البيئة القطرية محمد سيف الكواري أوضح للجزيرة نت أن الوزارة تنهض بدورها في تحقيق رؤية قطر 2030 الرامية إلى تحقيق اقتصاد متقدم وبيئة مستدامة من خلال التصدي للتصحر والجفاف ومكافحته.

وقال إن هناك عددا من المبادرات التي يجري تنفيذها، مثل مشروع زراعة 10 ملايين شجرة حتى عام 2030 التي التزمت بها دولة قطر في إطار دعم مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقتها السعودية في شرم الشيخ بمصر العام الماضي والرامية إلى زراعة 50 مليار شجرة على مستوى الوطن العربي.

ويضيف الكواري أن الدولة تعمد إلى التوسع المستمر في الأحزمة الشجرية في شتى الأماكن بقطر للتخفيف من الحرارة والغبار، إلى جانب العمل على زيادة المحميات الطبيعية، مشيرا إلى حديقة البدع كمساحة خضراء نموذجية يتم تطبيقها في كافة المشاريع.

واعتبر أنه هناك فوائد اقتصادية لمكافحة التصحر، حيث يمكن استغلال الأشجار والنباتات الطبيعية في إقامة مصانع طبية، وإلى توفير وظائف عدة.

من جهته، كشف مساعد مدير إدارة الحماية البرية فوزي الشمري عن إطلاق خطة شاملة لتحويل قطر إلى أراض خضراء في سنوات قليلة، في إطار رؤية قطر 2030 للحفاظ على البيئة ومحاربة التصحر والجفاف.

وقال إن البرنامج الذي سينطلق الأسبوع المقبل كمرحلة أولى يتضمن توزيع 3 آلاف شتلة من النباتات البرية القطرية، إضافة إلى توزيع كميات كبيرة من البذور والنباتات البرية القطرية لمن يرغب من أصحاب العزب والمخيمات الذين يرغبون في زراعة تلك النباتات في المنازل أو الحدائق.

وأفاد الشمري بأن المرحلة الأولى ستتبعها مراحل في المواسم التالية، تبدأ بزراعة 6 آلاف شتلة تعقبها زراعة 10 آلاف شتلة، لتتحول قطر في غضون السنوات القليلة القادمة إلى أراض خضراء.

يذكر أن عدد الروض بحسب وزارة البلدية يصل إلى نحو ألفين منتشرة في جميع أنحاء قطر وتغطي 2.5% من مساحة قطر، وهي أحد أنواع التضاريس المنخفضة ذات أشكال وأبعاد مختلفة.

المعرض يركز على مواجهة التصحر واعتماد الزراعة كأحد الحلول المستدامة لذلك (الجزيرة)
المعرض يركز على مواجهة التصحر واعتماد الزراعة كأحد الحلول المستدامة لذلك (الجزيرة)

مشاريع مبتكرة

من جهته أكد الخبير الاقتصادي عبد الله الخاطر ضرورة توسيع العمل الجاري الآن في تخضير الشوارع والساحات ودعم اخضرار البيئة.

وقال إن إكسبو الدوحة 2023 يؤكد التزام الدولة بالمضي قدما في هذا الاتجاه. وأوضح أن المحافظة على البيئة ومكافحة التصحر والجفاف تسهم بفعالية في النمو الاقتصادي، من خلال تخفيف التكلفة على الاقتصاد ودعم قطاعات السياحة والضيافة وقطاع الأعمال والصحة والحفاظ على سيولة كبيرة قد تتسرب خارج المواعين الاقتصادية بسبب قلة المتنفسات الخضراء.

وأضاف أن الاهتمام الحكومي بالبيئة يفتح آفاقا واسعة للاستثمار الداخلي لقطاع الأعمال من الشباب وأصحاب المبادرات والشركات الصغيرة والمتوسطة.

واقترح للإستفادة من المساحات الكبيرة التي لا تغطيها الخضرة حاليا في دعم الاقتصاد وتحقيق بيئة مستدامة إلى بناء منظومة نقل بحري متكامل داخل الدولة والعمل على شق قنوات للحركة والنقل البحري الداخلي، موضحا أن ذلك يمكن أن يفتح المجال لزيادة المساحات الخضراء وإقامة واجهات بحرية وغابات شجرية.

وقال الخبير الاقتصادي علي بهزاد إن الجهود الكبيرة التي تقودها قطر في مجال مكافحة التصحر والجفاف واحدة من أهم البرامج الداعمة لرؤية قطر في تحقيق الاستقرار الاقتصادي، لما للتصحر من انعكاسات سلبية على كثير من القطاعات كالزراعة والسياحة ونحوها.

المصدر : الجزيرة