كندا تخطط لحظر استيراد النفط الروسي والسعودية تؤكد التزامها باتفاق أوبك بلس وشركات عالمية تتحرك

رئيس الوزراء الكندي قال إن صناعة النفط تعود بالنفع الكبير على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (غيتي)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أنهم يخططون لحظر استيراد النفط الخام من روسيا. وقال في مؤتمر صحفي إن كندا ستواصل دعم "الدفاع البطولي" الأوكراني ضد الجيش الروسي، مشيرا إلى أن صناعة النفط تعود بالنفع الكبير على الرئيس الروسي فلاديمير "بوتين وحاشيته".

وقال ترودو "نعلن عزمنا على حظر استيراد النفط الخام من روسيا"، وأضاف أن كندا استوردت القليل جدا من النفط الخام من روسيا في السنوات الأخيرة، لكن هذا الإجراء يحمل رسالة قوية لموسكو.

ووفقا لوكالة الإحصاء الرسمية الكندية، فقد استوردت كندا ما قيمته 228 مليون دولار من منتجات الطاقة من روسيا عام 2021.

وأطلقت روسيا فجر 24 فبراير/شباط عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية مشددة على موسكو.

وتعد روسيا من أكبر منتجي النفط والغاز في العالم، بطاقة إنتاجية تتجاوز 13 مليون برميل من النفط يوميا، ونحو 680 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.

ويشكل إنتاج روسيا من النفط والغاز 13% و18% (على الترتيب) من الإمدادات العالمية، ونحو 40% من سوق الغاز الأوروبية.

انسحاب شركات كبرى من روسيا

في الأثناء، قررت شركتا النفط الأوروبية "بي بي" (BP) البريطانية و"إكوينور" (Equinor) النرويجية، سحب استثماراتهما من روسيا، اعتراضا على الحرب الروسية عل أوكرانيا.

وقالت إكوينور -في بيان الاثنين- إنها أوقفت الاستثمارات الجديدة في روسيا، وبدأت عملية الخروج من المشروعات الروسية المشتركة.

وقال أنديرس أوبيدال الرئيس التنفيذي لإكوينور -وفق البيان- "نحن جميعا منزعجون بشدة من غزو أوكرانيا، والذي يمثل نكسة رهيبة للعالم، ونفكر في كل أولئك الذين يعانون بسبب العمل العسكري".

وبلغت أصول إكوينور غير المتداولة في روسيا نحو 1.2 مليار دولار في نهاية 2021، وفق البيان.

وتوقعت الشركة النرويجية أن يؤثر قرار بدء عملية الخروج من المشاريع المشتركة في روسيا على انخفاض القيمة الدفترية للأصول.

وتعمل إكوينور في روسيا منذ أكثر من 30 عاما، ودخلت اتفاقية تعاون مع روسنفت في عام 2012.

وكانت "بي بي" البريطانية قررت مساء الأحد الانسحاب من حصتها في رأسمال روسنفت الروسية البالغ 19.75%، وهو ما يعادل قيمته 14 مليار دولار.

وفي السعودية، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن  سلمان حرص المملكة -المنتج الأول للنفط في العالم- على استقرار وتوازن أسواق النفط، والتزامها باتفاق أوبك بلس، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية الرسمية.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي تلقاه ولي العهد السعودي من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تناول الأوضاع في أوكرانيا وأثر الأزمة على أسواق الطاقة.

كما قال مصدر خليجي بارز إنه لم تحدث أي مشاورات مع المملكة فيما يتعلق بسحب محتمل من احتياطيات النفط في الولايات المتحدة وحلفائها، وفق ما ذكرت رويترز.

وأضاف المصدر -وهو على دراية بالأمر- "ليس من المعتاد أن تجري السعودية أو منتجون رئيسيون في أوبك بلس مشاورات خارج المجموعة بشأن سياسة النفط، خصوصا قبل اجتماع".

ويضم تحالف "أوبك بلس" الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاءها المنتجين من خارج المنظمة، بقيادة روسيا.

وأمس الاثنين، قفزت أسعار النفط بعد أن فرض الحلفاء الغربيون مزيدا من العقوبات على روسيا، وعزلوا بعض البنوك الروسية عن نظام عالمي للمدفوعات، وهو ما قد يتسبب في عرقلة حادة لصادراتها النفطية.

وأنهت عقود خام برنت القياسي العالمي لأقرب استحقاق جلسة التداول مرتفعة 3.1%، لتسجل عند التسوية 100.99 دولار للبرميل، بعد أن لامست مستوى أكثر ارتفاعا عند 105.07 دولارات في التعاملات المبكرة.

ردود الفعل أخرى للشركات العالمية

وفي ردود فعل أخرى للشركات العالمية، قالت شركة ميتسوبيشي موتورز اليابانية لصناعة السيارات -اليوم الثلاثاء- إنها قد توقف إنتاج وبيع سياراتها في روسيا، إذ قد تتسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا في اضطرابات بسلسلة الإمداد.

وانضمت اليابان اليوم إلى الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في فرض عقوبات إضافية على روسيا، والتي شملت تجميد أصول قيادات في البلاد و3 مؤسسات مالية.

المصدر : وكالات