رويترز: خلاف أوبك يكشف عن تنافس اقتصادي متنام بين الإمارات والسعودية

قال عدد من المحللين بالمنطقة إن الخلاف العلني النادر بين الإمارات والسعودية فيما يتعلق بسياسة أوبك يشير إلى تنافس اقتصادي آخذ في التزايد بينهما، وإن كان لا يبدو كذلك إلا أنه سيشتد.

وكانت معارضة الإمارات -في نهاية الأسبوع- لتمديدٍ مقترحٍ لقيود الإنتاج لمدة 8 أشهر أخرى عرضا نادرا للتحدي من جانب أبوظبي للرياض التي تفضل مقترح التمديد، وفقا لتقرير لرويترز.

وأدى الخلاف إلى إلغاء محادثات أوبك بلس أمس الاثنين.

وقال كبير الاقتصاديين في البنك الأهلي السعودي أمير خان "مواجهة أوبك الحالية تشير إلى زيادة دفع الإمارات للتشديد على مصلحتها الذاتية اقتصاديا ووطنيا في مواجهة السعودية".

وفي الوقت الذي تحاول فيه المملكة تقليص اعتماد اقتصادها على النفط، فإنها تتنافس مع الإمارات على رؤوس الأموال والمواهب الأجنبية.

ولم ترد وزارة الخارجية الإماراتية ومكتب التواصل الحكومي السعودي حتى الآن على طلبات من رويترز للتعليق على علاقاتهما الاقتصادية والسياسية.

وقال المحلل السياسي الإماراتي عبد الخالق عبد الله "هناك هذه المنافسة الاقتصادية التي تدب في العلاقة بين أكبر اقتصادين عربيين والمنافسة مرشحة بقوة للاشتداد". وأضاف "الإمارات تجهر برأيها… لكن العلاقة قوية والقيادة تعرف كيف تحل القضايا".

تحذير

وحذرت الرياض الشركات الأجنبية من أنها قد تخسر عقودا حكومية إذا لم تنشئ مقرات إقليمية في المملكة بحلول 2024، وفي تحد آخر لوضع الإمارات باعتبارها مركزا للتجارة والأعمال في المنطقة، عدلت الرياض هذا الأسبوع قواعد الواردات من الدول الخليجية لاستبعاد السلع المصنوعة في المناطق الحرة، وهي محرك رئيسي لاقتصاد دبي.

ويقول عدد من الدبلوماسيين في المنطقة إن التحالف الإماراتي السعودي ذهب إلى أبعد ما يمكن، إذ تحظى المصالح الاقتصادية الوطنية بأولوية، لا سيما في أعقاب جائحة كوفيد-19.

وقال رئيس أبحاث الأسهم في تليمر، حسنين مالك، عن العلاقات السعودية الإماراتية "الانفراجة المحتملة بين الولايات المتحدة وإيران، وتحول الطاقة، والمنافسة في تنويع المصادر بعيدا عن النفط، عوامل تشكل فترة تباعد صعبة هذه المرة بشكل خاص".

وقال خان من البنك الأهلي السعودي إن الإمارات التي استثمرت بكثافة لتعزيز طاقة إنتاج النفط تريد التحرك بسرعة لتسييل الاحتياطيات، نظرا للدفع العالمي في اتجاه الابتعاد عن الوقود الأحفوري.

تنفيذ مشروعات

والسعودية أكثر احتياجا لاستقرار الأسعار من أجل تنفيذ مشروعات محلية ضخمة، يقودها إلى حد كبير صندوقها السيادي للثروة.

وقال دبلوماسي أجنبي في الرياض عن خلاف أوبك "يمكنك الآن أن ترى مواجهة وجها لوجه، والإمارات تضرب بما يفوق طاقتها… هذه هي المرة الأولى التي يتبادل فيها البلدان الاتهامات علنا ​​وبلهجة شديدة".

وقال الأكاديمي البريطاني والخبير في شؤون الخليج كريستوفر ديفيدسون في حين أن القضايا الاقتصادية قد تشهد مزيدا من الخلافات العلنية، من المتوقع أن تواصل الرياض وأبوظبي التعامل بحذر أكبر مع المسائل السياسية للحفاظ على صورة الوحدة.

المصدر : الجزيرة + رويترز