جيف بيزوس وغيره.. كيف أصبحت تركيا الوجهة الجديدة لأثرياء العالم؟

كيف أصبحت تركيا الوجهة الجديدة لأثرياء العالم؟
تركيا أصبحت الوجهة المثلى لأثرياء العالم بعد فرض الدول قيودا على السفر (شترستوك)

بعد أن فرضت العديد من الدول مؤخرا قيودا للسفر -خاصة في بعض الوجهات الواقعة على سواحل البحر الأبيض المتوسط الرئيسية- أصبحت تركيا الوجهة المفضلة لأثرياء العالم.

وتثير الأرقام الاقتصادية الخاصة بتركيا الدهشة، لأنها لطالما كانت وجهة مستقطبة للنخبة الروسية فحسب، بيد أنها أضحت اليوم تجذب المزيد من الأثرياء من جميع أنحاء العالم.

وقالت مجلة "فوربس" (Forbes) الأميركية بنسختها الفرنسية في تقرير لها إن إسبانيا استقبلت يخوتا أقل هذا الصيف بنحو 26 قاربا مقارنة بالعام الماضي، وتراجع عدد اليخوت المتجهة إلى فرنسا بحوالي 16 قاربا، ومن غير المرجح أن يرتفع هذا الرقم كثيرا في فرنسا بعد إلغاء "مهرجان كان لليخوت" الذي كان مقررا عقده في سبتمبر/أيلول.

ووفقا لوكالة "بلومبيرغ" استقطبت تركيا أثرياء العالم، فيما تراجع عدد اليخوت في مواقع مثل إسبانيا وفرنسا، وذلك نتيجة إعادة فرض قيود على السفر بسبب ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد-19 في الريفيرا الفرنسية.

ففي يوليو/تموز الماضي رسا اليخت الذي يعرف باسم "شهر زاد" -والذي تعود ملكيته لملياردير شهير في الشرق الأوسط- في بودروم، ويصل طول هذا اليخت إلى حوالي 140 مترا، وهو يصنف أحد أكبر اليخوت الفاخرة في العالم.

وفي منتصف أغسطس/آب الماضي رصد يخت "فلاينغ فوكس" بطول 136 مترا قبالة ساحل بودروم، والذي يملكه رجل الأعمال الأميركي والمدير التنفيذي لشركة أمازون (Amazon) جيف بيزوس الذي يؤجره بتكلفة تقدر بـ4 ملايين دولار في الأسبوع.

وتصدرت كرواتيا وتركيا واليونان الطليعة منذ 3 أعوام على مستوى عدد اليخوت الراسية قبالة سواحلها، حيث ارتفع عدد القوارب الوافدة في كرواتيا بمعدل 25 قاربا منذ عام 2019، وبـ12 قاربا في تركيا، و10 قوارب في اليونان.

وأكدت المجلة أن جذب تركيا يخوتا من هذا الطراز يخدم مصالح البلاد التي تحاول منذ فترة طويلة أن تصبح مركزا بحريا دوليا من الصنف الأول.

كيف أصبحت تركيا الوجهة الجديدة لأثرياء العالم؟
تركيا استقطبت أثرياء العالم فيما تراجع عدد اليخوت في مواقع مثل إسبانيا وفرنسا (شترستوك)

ملاذ المسافرين

ونقلت المجلة عن بيانكا نيستور -التي تعمل في مجال إيجار اليخوت الفاخرة ضمن شركة "بورغيس" التي يقع مقرها في لندن- أن قيود السفر التي فرضتها العديد من الدول جعلت من تركيا الملاذ الأفضل.

وأضافت أن تركيا تتميز بطقس صيفي معتدل، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة 25 درجة مئوية، وتعد هذه الوجهة جوهرة شرق البحر الأبيض المتوسط وملاذ بعض المسافرين الدوليين الذين يمكن أن يأتوها بسهولة حتى على متن يخت، كما أنها تحظى بمزيج من البلدات الصغيرة الجذابة والشواطئ الهادئة ذات المياه الصافية، وتتيح فرص الاستمتاع بمطاعم استثنائية ونواد شاطئية، وكل بلدة أو جزيرة لها سحرها الأصلي وجمالها التاريخي.

وتقول المتحدثة باسم شركة "بورغيس" إن نفس الشيء ينطبق على كرواتيا التي تشهد إقبالا متزايدا، وهو ما يفسر كثرة قوارب النزهة ذات الأحجام المختلفة على سواحلها.

وتؤكد ميكايلا بيتز بيجي رئيسة إدارة تأجير اليخوت في شركة إدمستون أن القيود المفروضة على السفر في الولايات المتحدة تفسر سبب الإقبال المتزايد على كرواتيا هذا الصيف، فهي "المكان الوحيد الذي يمكن للأميركيين السفر إليه".

لكنها نفت حقيقة تراجع عدد اليخوت في الريفيرا الفرنسية، موضحة أنه لطالما كان العملاء الأوروبيون حريصين دائما على إجراء رحلات بحرية إلى وجهات كلاسيكية مثل فرنسا وإيطاليا، مشيرة إلى أن العملاء غير الأوروبيين هم فقط من اضطروا للتكيف مع قيود السفر.

المصدر : الصحافة الأميركية