إسرائيل تبحث عن موطئ قدم بمشروع "نيوم" السعودي

Saudi Crown Prince Mohammed bin Salman attends the Future Investment Initiative conference in Riyadh, Saudi Arabia October 24, 2017. REUTERS/Hamad I Mohammed
ولي العهد السعودي أعلن قبل أسبوع عن مشروع لإنشاء المدينة الذكية (نيوم) بكلفة خمسمئة مليار دولار (غيتي)

لم تتأخر الشركات الإسرائيلية في إبداء رغبتها بموطئ قدم في مشروع المدينة الذكية السعودية (نيوم) التي أعلن عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الأسبوع الماضي، بكلفة خمسمئة مليار دولار.

صحيفة "جيروزاليم بوست" الناطقة بالإنجليزية أفردت الأسبوع الماضي مساحة لتقرير يتحدث عن سعي إسرائيل عبر قطاعها الخاص للمشاركة في استثمارات متنوعة في "نيوم".

وقالت الصحيفة الإسرائيلية إنها علمت -من شركات عاملة في السوق المحلية- بمحادثات بينها وبين صندوق الاستثمارات العامة السعودي -بمثابة الصندوق السيادي- للدخول في المشروع الذي سيتم بناؤه شمال غرب المملكة ويمتد إلى مصر والأردن.

وبدأ العمل في مشروع "نيوم" بإجراء المملكة مشاورات واجتماعات مع مستثمرين محليين ودوليين، على أن تنتهي المرحلة الأولى للمشروع  بحلول 2025.

أمر صعب
مسؤول في القطاع الخاص السعودي -رفض الكشف عن اسمه- تحدث للأناضول عن استحالة الإعلان عن حضور إسرائيلي في المشروع السعودي، طالما تبقى العلاقات الدبلوماسية العلنية معدومة بين الطرفين.

وأضاف المسؤول السعودي أن أي حضور إسرائيلي مستقبلي في "نيوم" قد يكون سريا ومقتصرا على القطاع الخاص في كلا الجانبين.

ومنذ احتلال إسرائيل فلسطين عام 1948، لم يسبق لـ دول الخليج أن أقامت علاقات دبلوماسية رسمية وعلنية -على الأقل- مع تل أبيب.

لكن جغرافية المكان الذي ستقام عليه المدينة الذكية -التي تتجاوز مساحتها 26 ألف كلم مربع- تعد نقطة حيوية تجارية للدول العربية الثلاث (السعودية ومصر والأردن) ولإسرائيل.

ولفت المسؤول السعودي -الذي لم ينكر تفوق إسرائيل في القطاعات التي تستهدفها المملكة بالمشروع- إلى أن الرياض بدأت بالفعل محادثات مع شركات عالمية للعمل في المشروع.

لكن "جيروزاليم بوست" أوردت على لسان رجل الأعمال الإسرائيلي البارز  "إيريل مارغليت" وجود فرص عمل للشركات الإسرائيلية في المشروع.

وأضاف مارغليت الذي زار دولا خليجية مؤخرا "ما لا يفهمه القادة السياسيون أن الأمور لن تحدث (تطبيع العلاقات) ما لم تكن هناك فرص عمل اقتصادية مشتركة".

وتابع "حقيقة إن الأمير محمد بن سلمان جاء بمشروع للتعاون الإقليمي.. إنه يعطي دعوة للإسرائيليين للتحدث باسم التعاون الاقتصادي الإقليمي من خلال مفهوم الابتكار".

تفوق
وعلى مدى سنوات طويلة، ضخت الحكومة والقطاع الخاص الإسرائيليان أكثر من عشرين مليار دولار في صناعة التكنولوجيا، حتى وصلت إلى مرحلة متقدمة اليوم.

ويقول هاني العلمي -رجل الأعمال البارز في قطاع الاتصالات الفلسطيني- إن الشركات الإسرائيلية قادرة على دخول "نيوم" وقتما تشاء، بفضل الأدوات التي تملكها.

وأضاف "على الأقل سيكون للشركات الإسرائيلية -الحاملة لجنسيات أجنبية- حضور في المشروع المرتقب.. الشركات الإسرائيلية متفوقة في السايبر وإنترنت الأشياء الذي يغزو العالم اليوم".

وبلغ إجمالي صادرات صناعة التكنولوجيا فائقة التطور (هايتك) من إسرائيل نحو 28.3 مليار دولار أميركي خلال 2016 صعودا من 23.4 مليارا العام السابق له.

المصدر : وكالة الأناضول