انطلاق مؤتمر السياحة الدينية الدولي في بيت لحم

انطلاق مؤتمر السياحة الدينية الدولي ببيت لحم
مؤتمر السياحة الدينية الدولي يستمر يومي الاثنين والثلاثاء(الجزيرة نت)

عوض الرجوب-بيت لحم

انطلقت بمدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة فعاليات المؤتمر الدولي للسياحة الدينية. وتعد هذه المرة الأولى أن تختار المنظمة العالمية للسياحة فلسطين مكانا لانعقاد المؤتمر، رغم أنها مراقب غير عضو في المنظمة.

ويشارك في المؤتمر الذي يتواصل اليوم مئة شخصية دولية بينها عشرة وزراء سياحة، إضافة إلى وزير الشؤون الخارجية الياباني. ورغم ما يراه المنظمون من أهمية لعقد المؤتمر بفلسطين، اعتبر مراقبون أن الشكل يغلب المضمون.

وتطرق رئيس الحكومة الفلسطينية رامي الحمد الله في كلمته بالافتتاح إلى اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المستمرة على الموقع الأثرية وتغيير مسميات كثيرة منها، ودعا لحمايتها باعتبارها تراثا عالميا.

وأضاف أن الاحتلال يحكم سيطرته على حوالي 63% من الأراضي الفلسطينية مستهدفا المواقع الأثرية والدينية والتاريخية فيها وسرقة محتوياتِها، ومحاولا مصادرة هويتِها عبر تغيير أسمائها ومعالمها.

وشدد على أن الآثار والمواقع السياحية ليست متنازعا عليها، بل هي جزء من تراث إنساني يمتد إلى قرون وعصور مختلفة، وجزء أصيل من الأرض الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967.

واعتبر عقد المؤتمر بفلسطين "انتصارا لحقوق شعب فلسطين العادلة المشروعة، ووقفة هامة إلى جانب نضالاته"، معربا عن أمله بأن يشكل خطوة جوهرية، ليس فقط على طريق تنشيط السياحة إلى فلسطين، بل وفي حماية المقدسات والآثار على أرضها.

وأشارت وزيرة السياحة الفلسطينية رولا معايعة إلى زيادة الحركة السياحية مؤخرا إلى فلسطين، لكنها أكدت أن إجراءات الاحتلال تحول دون استثمار هذا القطاع بالشكل اللازم.

أما الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي، فتحدث عن أهمية السياحة الدينية على المستوى العالمي، مشيرا إلى أن المواقع الدينية حول العالم تحظى سنويا بزيارة مئات ملايين الأشخاص.

وقال إن السياحة باتت الآن تنتج مليارات الدولارات، ولم تعد كما في السابق مقتصرة على الأغنياء بل أصبحت تجارة دولية رائجة شريطة حسن الإدارة والاستثمار الجيد، وأعرب عن أمله بنهوض القطاع السياحي الفلسطيني وتنمية السياحة الدينية.

واعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني ناكاياما ياسوهيدي أن التنمية الاقتصادية مع إقبال مزيد من السياح هو أحد الحلول التي ستساهم في التغلب على التحديات التي تواجهها المنطقة.

وأضاف في كلمته للمؤتمرين أن أمد الصراع طال بين إسرائيل وفلسطين، وأنه بانتشار التطرف تواجه المنطقة صعوبات غير مسبوقة.

وقال إن تعاون الجميع عبر الحدود والتعاون بين القطاعين العام والخاص أمر حيوي، مجددا تأكيده على أن الترويج للسياحة وبناء الثقة وتحفيز الاقتصاد المحلي سيؤدي في النهاية إلى المصالحة في المنطقة والسلام.

ووصف مفتي محافظة بيت لحم الشيخ عبد المجيد عمارنة السياحة بأنها بترول فلسطين، ودعا لاستثمار هذه الصناعة اقتصاديا، ووضع حد لاحتكار الاحتلال لها.

وشدد في حديث للجزيرة نت على ضرورة إيجاد حل للآلية الحالية للسياحة التي لا يستفيد منها سوى الاحتلال وأصحاب رؤوس الأموال وكبار التجار، وأوضح أن شركات إسرائيلية ومكاتب سياحية إسرائيلية تتولى أمر السياح من القدوم حتى المغادرة، مما يحول دون استفادة التجار والاقتصاد الفلسطيني منها.

وينفي عمارنة المشارك في المؤتمر أي طابع تطبيعي للمؤتمر الذي يستمر الثلاثاء بورشات عمل وتليه زيارات ميدانية للمواقع السياحية، مؤكدا أن جميع متحدثيه هاجموا الاحتلال وإجراءاته.

‪وزير السياحة الفلسطينية أكدت أن إجراءات الاحتلال تحول دون استثمار هذا القطاع بالشكل اللازم‬  (الجزيرة نت)
‪وزير السياحة الفلسطينية أكدت أن إجراءات الاحتلال تحول دون استثمار هذا القطاع بالشكل اللازم‬  (الجزيرة نت)

مؤتمر شكلي
أما الكاتب الصحفي أسامة العيسة المهتم بقضايا الآثار والتراث، فأوضح أن هذا المؤتمر ليس الأول للقطاع السياحي، مؤكدا أن جميع المتحدثين باستثناء رئيس الوزراء الفلسطيني لم يتطرقوا للمشكلة الأساسية، وهي الاحتلال الذي هو السبب الرئيسي لعدم التطور الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياحي للشعب الفلسطيني.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أنه "ليس المهم الناحية الشكلية وعقد المؤتمرات وإنما النتائج التي ينبغي أن تخرج بها".

وشدد على ضرورة أن يفهم المسؤولون الفلسطينيون أن الشعب "لا يريد مؤتمرات شكلية إنما نتائج تتحقق على الأرض".

وقال العيسة إنه أجرى لقاءات مع عدد من المسؤولين وكانوا يقولون إن عقد المؤتمر بفلسطين إنجاز، لكنه يضيف "هذا الكلام غير مقنع لشعبنا الفلسطيني الذي لا يريد تظاهرات رمزية وإغلاق شوارع ومرور شخصيات اعتبارية.. بل يريد حرية وكرامة".

المصدر : الجزيرة