الشاعر الأردني أمجد ناصر يرفع الراية البيضاء ويرثي نفسه

الشاعر الأردني أمجد ناصر المصدر: فايسبوك صفحة الشاعر نفسه
يعتبر أمجد ناصر من رواد الحداثة الشعرية وأحد رموز الصحافة الثقافية بالعالم العربي (الجزيرة)
فاجأ الشاعر الأردني أمجد ناصر متابعيه وقراءه على موقع فيسبوك بتدوينة مؤثرة تحمل عنوان "راية بيضاء"، يوجز فيها فحوى آخر زيارته إلى طبيبه في مستشفى تشرينغ كروس في لندن حيث تم إبلاغه أن "العلاج فشل في وجه الألم".
 
في تلك الزيارة أبلغه الطبيب أن "الصور الأخيرة لدماغك أظهرت للأسف تقدما للورم وليس حداً له أو احتواء، كما كنا نأمل من العلاج المزدوج الكيميائي والإشعاعي".
 
 
وبعد ذلك دار الحوار التالي بين الشاعر ومساعد الطبيب:  
 
قلت: ماذا يعني ذلك؟
قال: يعني أن العلاج فشل في وجه الورم.
قلت: والآن ماذا سنفعل؟
رد: بالنسبة للعلاج، لا شيء. لقد جربنا ما هو متوافر لدينا.
قلت: وفي ما يخصني ماذا عليّ أن أفعل؟
قال: ترتب أوضاعك. وتكتب وصيتك!
قلت: هذا يعني نهاية المطاف بالنسبة لي.
ردّ: للأسف.. سنحاول أن تكون أيامك الأخيرة أقلّ ألما. ولكننا لا نستطيع أن نفعل أكثر.
 
وتضمنت التدوينة قصيدة شعرية بعنوان "الطريق إلى الكتلة" يتحدى فيها المرض اللعين ويرثي نفسه. وجاء في مطلع تلك القصيدة:
 
عدو شخصي
ليس لي أعداء شخصيون
هناك نجم لا يزفُّ لي خبرا جيدا،
وليلٌ مسكون بنوايا لا أعرفها.
أمرُّ بشارعٍ مريبٍ وأرى عيونا تلمع
وأيديا تتحسس معدنا باردا،
لكن هؤلاء ليسوا أعداء شخصيين،
فكيف لجبلٍ
أو درب مهجورٍ أن يناصباني العداء،
أو يتسللا إلى بيت العائلة؟
 
يشار إلى أن أمجد ناصر واسمه يحيى النميري النعيمات ورأى النور عام 1955، يعيش منذ مدة طويلة في لندن حيث اشتغل في صحيفة "القدس العربي" قبل أن ينتقل قبل سنوات قليلة إلى صحيفة "العربي الجديد" حيث كان مشرفا على ملحقها الثقافي "ضفة ثالثة".
 
وقبل الانتقال إلى لندن، عاش تجارب سياسية ونضالية مثيرة في لبنان حيث انخرط في العمل المسلح في صفوف أحد الفصائل الفلسطينية قبل أن ينخرط في العمل الثقافي والإعلامي، وأصدر مجموعته الشعرية الأولى "مديح لمقهى آخر" عام 1979.
 
وإلى جانب الشعر، خاض أمجد ناصر في مجال أدب الرحلات والسرد، ومن أحدث أعماله رواية بعنوان "هنا الوردة" (2017) التي اختيرت ضمن القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية في دورة العام الماضي.
المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي