حدث في رمضان.. هكذا أشرقت شمس الإسلام على حصن بابليون في مصر

Omran Abdullah - بقايا حصن بابليون في مصر القديمة - حدث في رمضان.. هكذا أشرقت شمس الإسلام على حصن "بابليون" في مصر
حصن بابليون بُني سنة 300 ميلادية لحماية ميناء القاهرة القديمة (الأناضول)

كان سقوط الأحجار الفرعونية إيذانا بفتح مصر بعد حصار دام سبعة أشهر بدأ مع غرة رمضان 19 هجرية.

إنه "حصن بابليون" الذي يقع بحي مصر القديمة التاريخي وسط القاهرة، ويعد أحد أعظم الحصون التي شيّدها الرومان خلال حملاتهم وتوسعاتهم العسكرية، ويقال إن الامبراطور تراجان هو من بناه في القرن الثاني قبل الميلاد.

وبنى الرومان في مصر حاميات عسكرية نشروها في أنحاء البلاد منها حامية شرق الإسكندرية وحامية بابليون وحامية أسوان.

وتشير المصادر التاريخية إلى أن كثيرا من المصريين ظلوا على دينهم بعد الفتح الإسلامي لبلادهم، إذ أخذ اعتناق المجتمع المصري لقيم الإسلام والتحدث بالعربية مسارا طويلاً وبطيئا امتد منذ الفتح وحتى أيام العباسيين والفاطميين.

سبعة أشهر
وفي حديث للأناضول، يقول الباحث المصري في التاريخ الإسلامي محمد أبو بكر إن حصار المسلمين لحصن بابليون استمر 7 أشهر بداية من 1 رمضان سنة 19 هجرية وحتى 18 ربيع الثاني 20 هجرية.

أما الهدف الرئيسي لإسقاط الحصن فتمثل -حسب أبو بكر- في فصل مدينة الإسكندرية، عاصمة البلاد وقتها، عن الجسد المصري، تمهيدًا للسيطرة على بقية الأقاليم.

في حين تمثلت دوافع المسلمين لفتح مصر في نشر الإسلام، وتوجيه ضربة قاصمة للرومان المسيطرين عليها.

وكان من آثار سقوط الحصن بناء عمرو بن العاص -الذي ولاه الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه على مصر- مدينة الفسطاط، على مقربة من الحصن، عاصمة للبلاد، بجانب بناء مسجد حمل اسمه يعد من أشهر المساجد المصرية وأقدمها أثرًا.

وبني في موقع الحصن العديد من الكنائس منها الكنيسة المعلقة، التي سميت بذلك الاسم لأنها بنيت على برج من الأبراج القديمة للحصن الروماني، وضمت المنطقة كنائس ودير راهبات ومعبدا يهوديا.

الطريق نحو بابليون
بعد أن فتح المسلمون الشام وفلسطين، عرض عمرو بن العاص فكرة فتح مصر على الخليفة عمر بن الخطاب لدواعي استقرار الدولة وتأمين الجيوش الفاتحة، إضافة إلى نشر الإسلام.

ودقت ساعة الصفر، حين خرج ابن العاص من الشام على رأس جيشه عام 639 ميلادية، مخترقًا صحراء سيناء (شمال شرق) وفاتحًا كل ما يقابله دون مقاومة، ليصبح الطريق ممهدًا نحو "حصن بابليون".

تلقى الروم ضربات عنيفة من المسلمين في مواقع عدة، تقهقهروا على إثرها خلف الحصن.

حاصر المسلمون "بابليون" لنحو سبعة أشهر، وبعد أقل من شهر على الحصار، طلب حاكم مصر "المقوقس" الصلح والتفاوض، وبعد مباحثات رفض إمبراطور الروم هرقل الأمر وطالب باستمرار القتال.

وإثر فشل الصلح، استأنف المسلمون قتالهم وشددوا من الحصار، لتأتي أخبار وفاة هرقل لتزيدهم تثبيتًا وتزيد الروم يأسًا.

وقبيل سقوط "بابليون" ارتج الجمع بتكبيرات القائد المسلم الزبير بن العوام، التي تهز سكون الليل، بعد أن تسلل إلى الحصن ومن خلفه جموع المسلمين.

وكانت التكبيرات أشد فتكًا من الرماح والسيوف في أفئدة الجنود الرومان، لتشرق شمس 16 أبريل/نيسان 641 م (18 ربيع الأول 20 هجرية)، إيذانًا بـ"مصر الإسلامية" حين عرض قائد الحصن الصلح والمغادرة.

تهاوت بعد بابليون باقي الحصون الرومانية في دلتا النيل وصعيد مصر، حتى أسقط المسلمون آخر معاقلهم بالإسكندرية.

بوابة الفتح الإسلامي
يعرف حصن بابليون بـ"قصر الشموع" أو "قلعة بابليون"، ومساحته نحو نصف كلم مربع، كما استعملت في بنائه أحجار أخذت من معابد فرعونية، وأكمل بالطوب الأحمر.

وتعددت الروايات بشأن تاريخ بناء الحصن وسبب تسميته.

غير أن النص التأسيسي بمدخل ما تبقى منه حاليا يشير إلى أنه بُني سنة 300 ميلادية لحماية ميناء القاهرة القديمة، الذي كان يربط نهر النيل بالبحر الأحمر عبر قناة مائية.

واستخدم الرومان هذا الحصن ليكون خط الدفاع الأول لدولتهم لتوسطه بين الوجهين الشمالي والجنوبي لمصر.

ومن أهم الآثار الباقية بالحصن بوابة ضخمة لا تزال على هيئتها كما كانت أيام الفتح الإسلامي، ويقال إنها هي البوابة نفسها التي اخترق من خلالها المسلمون الحصن.

وهي مقامة على الطراز الروماني بين برجين كبيرين من أبراج الحصن، يصعد إليها عبر درجات حجرية، غير أنها انخفضت بصورة ملحوظة حاليا لأسباب تعود في الغالب لتراكم رصف الطرق.

وعلى مقربة من تلك البوابة، أقامت مصر على أنقاض الحصن "المتحف القبطي"، الذي يضم آثارا قبطية تعود لعصور مختلفة، إضافة لكنائس وأديرة عدة تعود لعصور مختلفة من أبرزها "الكنيسة المعلقة". 

المصدر : مواقع التواصل الاجتماعي + وكالة الأناضول