ترقب وانتقادات وأسماء مرشحة.. نوبل للآداب تحاول استعادة الثقة بجائزتين لـ2019
عمران عبد الله
وكشف رئيس لجنة جائزة نوبل في الآداب أندرس أولسون أن معايير الجائزة قد تغيرت، وأضاف أن لجنته لديها منظور أوسع وأكثر شمولية بشأن الأدب حاليا، ووسعت اللجنة نطاقها حول أنحاء العالم، وتابع "لدينا الكثير من الكاتبات اللواتي يعتبرن رائعات حقاً".
أسماء مرشحة
وخمنت صحيفة غارديان بأن تكون الروائية الروسية ليودميلا أوليتسكايا المعارضة لنظام بوتين ومؤلفة رواية "قضية كوكوتسكي" من بين الأسماء المتنافسة على الجائزة هذا العام، إلى جانب الكاتبة ماريز كوندي القادمة من جزر غواديلوب الفرنسية في منطقة الكاريبي، والروائية الكندية مارغريت أتوود مؤلفة "حكاية الخادمة".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن تخمينها يستند إلى تغير معايير الجائزة هذا العام لتصبح أقل أوروبية وذكورية، وفي المقابل اعتبر بعض النقاد أن الحفاوة بأعمال بعينها لمعايير "تنوع" غير أدبية تعد مجاملة لا تخدم تطور الأدب العالمي.
وتغامر بعض الدوائر الأدبية كذلك بتخمين بعض الأسماء المرشحة (غير رسمية) مثل الكاتبة البولندية أولغا توكاركوك، والروائي المجري لازلو كراسناهوركاي، والألباني إسماعيل كاداري، والروائية الأميركية جويس كارول أوتس، واليابانية هاروكي موراكامي، والمؤلف الكيني نجوجي واثيونجو، وينظر للاسمين الأخيرين بوصفهما مرشحيْن دائمين للجائزة رغم أنهما لم يحصلا عليها.
وقالت مراسلة الثقافة في مجلة الإيكونومست ومديرة جائزة بوكر العالمية فيميتا روكو "إذا كان هناك اثنان من الفائزين، فيجب أن تكون بينهما امرأة".
ونقلت صحيفة غارديان عن روكو قولها إن كوندي التي أسمتها إمبراطورة الأدب الكاريبي تعد "من بين الكتاب الذين يستحقون قراءً أوسع بكثير"، وأضافت روكو اسمين من أوروبا الشرقية هما البولندية توكاركوك والمجري كراسناهوركاي.
ووفقًا لروكو، فإن الكاتب الصيني المنفي ما جيان موجود أيضا ضمن الأسماء المتوقعة (غير رسمية)، وهو ناقد ومعارض معروف للنظام الشيوعي الصيني، إلى جانب الأرجنتيني سيزار آيرا، والشاعرة الجنوب أفريقية أنتجي كروغ، وأضافت روكو أن أي أديب يكتب بالإنجليزية سيكون احتمالا غير وارد.
وتمنح الأكاديمية السويدية جائزة نوبل للآداب في أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، وبحسب وصية ألفريد نوبل تمنح الجائزة تقديرا لـ"إنتاج أكثر الأعمال روعة لنزعة مثالية"، وأدى نزوع الجائزة للمنحى المثالي لعدم فوز كتاب عالميين مثل ليو تولستوي، لكن المفهوم تعدّل لاحقا بحسب الأكاديمية السويدية.
ورغم أن الجائزة يعنى بها أساسا الروائيون والشعراء والكتاب المسرحيون، فإنها شهدت اختيار فلاسفة مثل برتراند راسل عام 1950، وحصل عليها أيضا العديد من الكتاب المنفيين ذوي التوجهات السياسية المعارضة لأنظمة الحكم في بلادهم.
معاناة الأكاديمية
وعانت الهيئة الأدبية العريقة العام الماضي لاستعادة صورتها عالميا وفي السويد إثر تبادل أعضاء الأكاديمية انتقادات لاذعة في وسائل الإعلام، واستقال سبعة من الأعضاء الـ18. ولأول مرة منذ 70 عاما تم تأجيل جائزة 2018، حيث وجدت المؤسسة نفسها دون النصاب القانوني لاتخاذ القرارات الرئيسية.
وفي عام 2019، ينتظر الإعلان عن جائزة واحدة للأدب لعام 2018 وواحدة لعام 2019، يرافق كل منهما ميدالية ذهبية وتسعة ملايين كرون (908 آلاف دولار)، في وقت حذرت فيه الناقدة الأدبية لصحيفة سفينسكا داجبلاديت السويدية مادلين ليفي من أن التكريم هذا العام قد يرفضه الفائز أو الفائزون "لأنهم يعتقدون أن الجائزة قد شوهت".
وكانت الأكاديمية السويدية قد أعلنت العام الماضي أنها لن تمنح جائزة نوبل للأدب هذا العام، وذلك في أعقاب اتهامات بسوء سلوك جنسي أدت إلى تنحي عدد من أعضاء مجلس الأكاديمية.
ويندر جدا إلغاء أو تأجيل منح جوائز نوبل، وآخر مرة ألغيت فيها جائزة الأدب كانت عام 1943 في ذروة الحرب العالمية الثانية.
وواجهت الأكاديمية السويدية، وهي مجلس من كبار الكتاب واللغويين، تبعات اتهامات بسوء السلوك الجنسي لبعض أعضائها، إضافة إلى مزاعم تسريب أسماء بعض الفائزين بجوائز نوبل قبل الإعلان الرسمي عنها، وفضائح جرائم مالية.