فيلم عن بطل الثورة الجزائرية.. لغة السينما وإكراهات السياسة

مدونات - العربي بن مهيدي
فيلم جزائري يحاول تعريف الأجيال الجديدة بالعربي بن مهيدي (1932-1957) وقام به في الثورة وما يمثله من مبادئ (مواقع التواصل)

تتجه وزارة الثقافة الجزائرية لمنع فيلم حول العربي بن مهيدي، أحد أبطال الثورة الجزائرية، بينما يُهدد المخرج بشير درايس باللجوء إلى المحاكم، ويقول إنه استوفى كل المتطلبات ولم يبق أمامه سوى القضاء للخروج من هذا الطريق المسدود.

وقال المخرج بن درايس في مقابلة مع مجلة جون أفريك الفرنسية إن أعضاء لجنة المشاهدة التابعة لوزارة الثقافة لم يوافقوا على النسخة الجديدة من الفيلم رغم التعديلات التي أجراها بناء على الملاحظات التي أدلوا بها أثناء العرض الأول.

ويقول المخرج إنه تلقى إشعارا لفظيا بأن فيلمه عن العربي بين مهيدي (1923-1957) ممنوع من العرض، في انتظار إشعار كتابي يعني المنع النهائي.

وفيما يتعلق بتحفظات لجنة المشاهدة، أشار درايس إلى أنها "لا ترغب في الاعتراف بالطابع الخيالي لأفلام السير الذاتية. فقد عارضت المشهد بين العربي بن مهيدي وأحمد بن بلة، معتبرة أن التبادل اللفظي بين الرجلين كان عنيفا. كما ارتأت أن الفيلم لم يعط المساحة الكافية لتصوير التعذيب الذي مارسه المظليون على نطاق واسع خلال معركة مدينة الجزائر".

وواصل درايس حديثه قائلا إنه "وفقا لأعضاء اللجنة، لم يعبّر فيلمي عن التعذيب الذي تعرض له بن مهيدي خلال فترة احتجازه من قبل المظليين التابعين للجنرال مارسيل بيجار، بعد إلقاء القبض عليه خلال سنة 1957. ولكن لا وجود لآثار أو أدلة أو شهادات أو وثائق تُثبت أن بن مهيدي كان فعلا ضحية للتعذيب من قبل العقيد بيجار، قبل أن يُعدمه الجنرال بول أوسارس".

وعن مستقبل الفيلم، أفاد درايس بأنه كتب رسائل إلى رئيس الوزراء والمجلس الشعبي الوطني ورئيس الجمهورية. وفي حال أُكد الحظر رسميا، سيحيل القضية على أنظار المحكمة. كما سيتعين على المحاميين دراسة الوسائل من أجل التحايل على هذا الحظر ونقضه.

وعموما، عكس هذا الجدل اهتمام الجمهور بهذا الفيلم. وبالنسبة لموضوع فرصة عرض الفيلم يوما ما في الجزائر أو في الخارج، أكد درايس هذا الأمر، حيث نوه بأنه "لن تمنع أية رقابة عرض هذا الفيلم، الذي كلف حوالي 3.5 ملايين يورو، وفرت الدولة 70% منها".

وعن أسباب الاهتمام الواسع الذي أثاره الفيلم، قال درايس إن بعض الجزائريين اكتشفوا هذه الشخصية، في حين أعاد البعض الآخر اكتشافها. وفي الواقع، لا تعلم الأجيال الجديدة من يكون العربي بن مهيدي، وما الذي قام به وما المبادئ التي يُمثلها.

وأضاف أن هذا الجدل ساهم في تسليط الضوء على هذا البطل، لإخراجه من الرواية الرسمية المعتمدة. واليوم، وجد الجزائريون أنفسهم في هذه الأيقونة، نظرا لشعورهم بخيبة أمل بسبب قادتهم. وبفضل شجاعته وتضحيته وعدم اهتمامه بالسلطة وصدقه، أصبح العربي بن مهيدي نموذج القائد الجيد في بلد تفشت فيه ممارسات الفساد والمحسوبية.

المصدر : الصحافة الفرنسية