الدراما الرمضانية.. هل تهدد قيم المجتمعات العربية؟

لقي عدد من المسلسلات التي تعرض في شهر رمضان انتقادات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، على خلفية تضمنها مشاهد ومظاهر لا تتناسب وحرمة الشهر الفضيل.

وبينما يقول صناع ومنتجو هذه المسلسلات إن هذه المشاهد -التي أثارت حفيظة المتابعين- ما هي إلا تجسيد للواقع بآفاته ومشاكله، يرى آخرون أن هذه الأعمال الدرامية تروّج للانفلات الأخلاقي وتعصف بقيم المجتمع.

وقد سجلت مواقع التواصل الاجتماعي طيفا واسعا من الانتقادات الموجهة لمسلسلات رمضان هذا العام، ومن أول ما لفت المتابعين وضع شارات تشي بأن المسلسلات لا تناسب الفئات العمرية دون الثامنة عشرة، وهو أمر لقي ترحيبا عند البعض بوصفه يقي الأطفال من مشاهد لا تناسبهم، ولكنه في المقابل لقي استهجانا واسعا وطرح تساؤلا حول ما إذا كان شهر رمضان مناسبا في الأصل لعرض مثل هذه المشاهد حتى للبالغين.

ومن الاتهامات التي وجهت للمسلسلات انتشار صور المشروبات الكحولية والحفلات الراقصة حتى في تلك التي تدور أحداثها في رمضان، كثرة المشاهد هذه رأى فيها منتقدوها ترويجا لنمط حياة غير موجود في المجتمعات بالصورة التي تظهر في المسلسلات.

ومن الأمور التي أحدثت صدمة لدى المتابعين انتشار الألفاظ الخادشة وعبارات السب بصورة كبيرة، وفي الوقت ذاته حاصرت أنواع أخرى من التهم عددا من مسلسلات رمضان، ونتجت عن ذلك اعتراضات شعبية تحول بعضها لقضايا رسمية، وترتكز هذه الاتهامات على تشويه مهن بعينها، فالمحامي يظهر بلا ذمة يباع ويشترى، ومضيفة الطيران لاهثة وراء الرجال، والممرض لا علاقة لصورته بالمصطلح المعروف ملائكة الرحمة.

أما بعض المسلسلات التي سوق لها باعتبار أنها أنتجت بهدف حماية المجتمع من التطرف فوضعت في قفص الاتهام أيضا على خلفية بعض القيم التي تروج لها.

ويبرر منتجو مثل هذه المسلسلات وأبطالها عادة عرض بعض المشاهد على أنها آفات مجتمعية محتاجة لتسليط الضوء عليها، ولكن في الجانب الآخر يقول من يعارضها إنها طغت على المشهد بشكل أصحبت تعطي الانطباع أنها السمة الغالبة لا الحالة العارضة.

المصدر : الجزيرة