شانلي أورفة التركية.. الأفلام بنكهة حلبية
حلّت شانلي أورفة التركية مكان نظيرتها السورية حلب، بالنسبة للعديد من منتجي الأفلام والمسلسلات التي تتناول سوريا، بفضل القواسم المشتركة بينهما من حيث التاريخ والثقافة والعمران.
ويعتقد بعض الأتراك أن النبي إبراهيم عليه السلام ولد بتلك المنطقة وواجه النمرود فيها، وأن أيوب عليه السلام عاش سنوات ابتلائه فيها، وأن يعقوب عليه السلام عاش وتزوج بها.
وبعد أن دمّرت الحرب في سوريا معظم المعالم والآثار التاريخية الهامة في حلب، باتت شانلي أورفة المحاذية للحدود السورية محط أنظار المخرجين ومصوّري الأفلام والمسلسلات المحلية والأجنبية.
وخلال الأعوام الأخيرة، ازداد اهتمام المخرجين والمصوّرين بها، وخاصة أولئك الراغبين بتجسيد قضايا حول سوريا، بسبب تشابهها مع حلب ومدن سورية أخرى من حيث العمران والثقافة والحياة اليومية.
وفي هذا الصدد، اختارت المخرجة السينمائية البوسنية عايدة بيجيتش مدينة شانلي أورفة لتصوير فيلمي "اليتيم" الذي يتناول مأساة الأيتام السوريين، و"كيفوك (حمامة)" حول قصة طفل من حلب.
ومؤخرًا، احتضنت المدينة التركية أعمال تصوير فيلم وثائقي يتناول حياة المنتج السينمائي الشهير "مصطفى العقاد" في حلب، وهو مخرج الفيلمين العالميين "الرسالة" و"أسد الصحراء عمر المختار".
المخرج محمد بينانك منتج فيلم "حياة مصطفى العقاد" قال إن شانلي أورفة تتمتع ببنية تاريخية وثقافية هامة مناسبة بشكل كبير لتصوير الأفلام.
وأشار بيناك -في مقابلة مع الأناضول- إلى أن المناخ في شانلي أورفة مناسب جدًا لتصوير الأفلام، كما أن الثقة المنتشرة بين الأهالي من أهم العوامل التي تدفع المخرجين والممثلين للتوجّه إليها.
ورأى أن هناك تشابها كبيرا بين حلب وشانلي أورفة، مبينا أنه اختار الأخيرة لتصوير حياة "مصطفى العقاد" بسبب صعوبة الظروف التي تعاني منها سوريا منذ أعوام.
من جهته، قال رئيس قسم التاريخ في جامعة حرّان التركية عبد الله أكينجي إن المنتجين والمخرجين السينمائيين يولون أهمية كبيرة للأماكن والمناطق المناسبة للتصوير.
وأشار أكينجي -في حديث مع الأناضول- إلى أن القواسم المشتركة بين الجارتين تركيا وسوريا التي لا تُعد ولا تحصى، وخاصة في نمط الحياة والهندسة المعمارية والأهمية التاريخية والثقافية.
وشدّد الأكاديمي التركي على أنه لا يمكن التفكير بحلب وشانلي أورفة بمعزل عن بعضهما على الإطلاق.
وأضاف أن شانلي أورفة كانت سابقًا تابعة لولاية حلب، لذلك هناك أوجه شبه عديدة بينهما من حيث الثقافة والتاريخ، ويستحيل تصوّر إحداهما دون الأخرى.