واقع الرواية الخليجية في ندوة بسلطنة عمان
طارق أشقر-مسقط
جاء ذلك على هامش ندوة "قراءات في الرواية العمانية والسعودية" التي نظمها النادي الثقافي العماني على امتداد يومين واختتمت أمس بالعاصمة العمانية مسقط، بالتعاون مع وحدة السرديات بجامعة الملك سعود السعودية، وذلك ضمن برنامج "النص العماني برؤية عربية" الذي تدعمه وزارة التراث والثقافة العمانية.
ابنة بيئتها
وقد استعرضت الندوة عشر روايات، خمس منها عمانية والأخرى سعودية. وتمثلت الروايات العمانية في "أنا والجدة نينا " للروائي أحمد الرحبي، و"امرأة من ظفار" لأحمد الزبيدي، و"موشكا" لمحمد الشحري، و"بن سولع" لعلي المعمري، ورواية "حوض الشهوات" لمحمد اليحيائي.
أما الروايات السعودية فمثلتها "لوعة الغاوية" للروائي الفائز بجائزة البوكر عبده خال، و"الوارفة" لأميمة خميس، و"القندس" لمحمد حسن علوان، و"رحلة الفتى النجدي" ليوسف المحيميد، ورواية "طوق الحمام" الفائزة بجائزة البوكر للروائية رجاء عالم.
وفي تصريح للجزيرة نت عن واقع الرواية الخليجية، يرى القاص والروائي العماني محمود الرحبي أن الرواية الخليجية هي بنت بيئتها، حيث تحولت من طابعها الثقافي التخيلي إلى طابع يوظف الخيال في مناقشة قضايا الواقع الخليجي.
ويعتبر الروائي الفائز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب أن ذلك جاء نتاج أزمة واقعية سببها التحولات بين مجتمع البادية ومجتمع المدينة، حيث ولّد مجتمع الاستهلاك حالة فردية استحقت التأمل، وبالتالي تحاول الرواية التعمق في النمطية المعروفة عن المجتمعات الخليجية التي ليست كلها مجتمعات نفط ورفاهية، بل على سطحها تطفو طبقة فازت بجاذبية الإبداع الروائي.
المرأة وقضاياها
وحول ما إذا كانت المرأة تشكل محورا أساسيا في السرد الخليجي، أوضح الرحبي أن الرواية الخليجية تحاول إلقاء الضوء على المرأة دائما لكشف آلامها، ربما لأن المرأة ما زالت تمثل النصف المشلول رغم أنها نصف المجتمع.
وفي السياق ذاته، تقول الكاتبة والناقدة السعودية الدكتورة ميساء الخواجا في حديثها للجزيرة نت إن المرأة حاضرة في المشهد الروائي ساردةً وكاتبة كونها محورا وجوديا هاما، وإن وجودها بحد ذاته فتح مجالا خصبا لتناولها في العمل الروائي في إطار من الإشكاليات الثقافية أو الاجتماعية.
ووصفت الخواجا واقع الرواية الخليجية بأنها تعيش محاولة إثبات وجودها بشكل أو بآخر، فدخل بعضها مجال التجريب وبعضها الآخر ظل يقبع في إطاره، غير أن الأهم من كل ذلك أنها بدأت تلفت النظر إليها وتثير الانتباه، ربما بسبب الآليات التي يستخدمها كتّابها أو طبيعة القضايا التي يطرحونها.
وأضافت الخواجا أن تتويج الرواية الخليجية وكتابها مثل الكويتي سعود السنعوسي والسعوديين عبده خال ورجاء عالم وغيرهم من الخليجيين بجوائز كالبوكر وغيرها لفت النظر إلى أن هناك كتابة روائية خليجية تحاول أن تجد لها موقعا في سياق الرواية العربية، شأنها في ذلك شأن الكتابة الروائية العربية الأخرى.
من جانبه، يرى الكاتب العماني سليمان المعمري في حديثه للجزيرة نت أنه لا يؤمن بجنسية الرواية وتصنيفها خليجية أو مصرية أو مغربية، لأن الأدب هو الأدب بغض النظر عن جنسية كاتبه، مستشهدا بمقولة للشاعر الإنجليزي صاموئيل كلوريدج يرى فيها أن كل قصة يمكن أن تكون مدهشة إذا كتبت بصدق.
ويقول المعمري إنه يعوّل على الكاتب وليس موطنه، وعلى مستوى موهبته ودرجة تعاطيه مع فن الكتابة، موضحا أن "الروائي قد يكتب عملا فنتازيا أو تاريخيا يمت إلى تراث ما دون أن يكون عايش بيئته في الأصل".