فلسطيني يُحوّل صالون منزله لمرسم ومعرض فني

عوض الرجوب-الخليل

بعيدا عن مهنته في مجال بيع المستلزمات الطبية، يقضي الفلسطيني مازن عارف دوفش (49 عاما) أوقات فراغه في الرسم، متخذا من صالون منزله الذي لا تزيد مساحته على عشرين مترا مربعا قاعة للرسم والعرض معا.

ويستغل دوفش كل زاوية في صالون شقته لعرض لوحاته، فتتوسط طاولة الطعام جرّة من الفخار صنع منها لوحة تحكي تاريخ وحاضر مدينته الخليل، وإلى جانبها يضع الألوان وأدوات الرسم.

وتحتل شقته الطابق الثالث من عمارة سكنية في شارع السلام، أحد أهم شوارع الخليل بالضفة الغربية، حيث تتزين جدرانها بأهم لوحاته. ونظرا لقلة المساحة، اضطر دوفش لوضع كثير منها فوق بعضها في زوايا الصالون، ولا يتردد في حملها للمشاركة في المعارض التي يدعى لها، ومن ثم إعادتها إلى حيث كانت.

‪لوحة القناع تعالج قضية النفاق والكذب في المجتمع‬ (الجزيرة)
‪لوحة القناع تعالج قضية النفاق والكذب في المجتمع‬ (الجزيرة)

نفي التقييد
ويقول دوفش للجزيرة نت إنه بدأ هواية الرسم منذ الطفولة، وساعده في ذلك انشغاله في التصوير لـ15 عاما، والتحاقه بدورة للفن التشكيلي في مقتبل العمر، موضحا أنه يخصص من دخله ما يكفي لممارسة هوايته دون تعارض بين الاهتمامين.

أما عن مدرسته الفنية، فيضيف أنه لا يقيد نفسه بتقليد أي رسام أو مدرسة فنية، وإنما يعمل بإحساسه وما يمليه عليه عقله الباطن، دون اهتمام بالوقت الذي قد تستغرقه أي لوحة، حتى لو كان عاما كاملا.

وتتنوع مجالات اهتمامه بين القضايا الدينية والاجتماعية والوطنية، وأحيانا السياسية، موضحا أنه أقام أول معرض تحت اسم "مدينتي أحلى من القمر" حيث شكلت فيه لوحاته مزيجا من الحضارة القديمة والحديثة لمدينة الخليل.

ويرفض دوفش اتهامه بحبس لوحاته، ويقول إنه عرضها في أكثر من مناسبة، مكررا استياءه وشكواه من قلة اهتمام المجتمع بالفن، ويعتبر أن "الفن هو الثقافة.. لكن هذه البلاد لا تدرك معنى الفن والثقافة". ويتطلع إلى مشاركات خارجية، وخاصة في أوروبا، حيث يرى أن هناك فهما أفضل للفن وساحة مناسبة لعرض معاناة الشعب الفلسطيني.

وفي استعراض سريع لبعض معروضات دوفش، يضع في مكان بارز قبالة زواره لوحة تحاكي مسجد "علي البكاء" بالخليل والذي يعود بناؤه للقرن السابع هجري. ويوضح أن ما يميز هذه اللوحة أنها تحاكي واقع المسجد الذي يمزج بين البناء القديم والحديث.

‪لوحة يعبر فيها دوفش عن رؤيته للوحدة العربية في مواجهة التقسيم‬ (الجزيرة)
‪لوحة يعبر فيها دوفش عن رؤيته للوحدة العربية في مواجهة التقسيم‬ (الجزيرة)

اجتماع وسياسة
وضمن القضايا الاجتماعية، وانعكاسا لتجربة خاصة واجهته في حياته وتشكل آفة يعاني منها أي مجتمع، يولي دوفش اهتماما خاصا بلوحة القناع، معالجا فيها مشكلة النفاق والكذب، حيث تسحب يد قناعا بشريا عن الوجه الحقيقي لذئب ماكر.

ويعلق الفنان الفلسطيني على هذه اللوحة بقوله "هناك أناس يتكلمون كلاما معسولا، مما يتطلب كشف الوجه الحقيقي لهم".

وفي لوحة أخرى تتعلق بالمجال السياسي، يرسم دوفش أمله في وحدة تجمع أقطار الوطن العربي ليكون عصيا على الكسر، محملا الأنظمة العربية مسؤولية استباحة الوطن العربي واحتلال أقطار منه.

المصدر : الجزيرة