"القدس في الذاكرة".. صور من الفترة العثمانية

صورة من معرض القدس في الذاكرة بمدينة القدس المحتلة
معرض "القدس في الذاكرة" جعل المقدسيين يتعرفون على تفاصيل مهمة تتعلق بمدينتهم (الجزيرة)
أسيل جندي-القدس المحتلة

عرض معرض "القدس في الذاكرة" 31 صورة من ألبوم الصور الخاص بالسلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وذلك بتنسيق بين المركز الثقافي التركي ومنظمة التعاون الإسلامي بمدينة القدس المحتلة.

وتضمن المعرض صورا تاريخية وإسلامية للقدس في عهد السلطان عبد الحميد الثاني، وتنوعت بين لقطات للمسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة وأبواب القدس ومظاهر الحياة الاجتماعية في المدينة، بينما احتوت بعض اللوحات على "فَرَمان" (مرسوم) أصدره السلاطين العثمانيون في فترة حكمهم.

شغف واهتمام
وتقول نائبة مدير المركز الثقافي التركي بالقدس جاندن مراد، إن مركزًا للتاريخ والأبحاث في تركيا حصل على الصور المشاركة في المعرض من ألبوم الصور الخاص بالسلطان وقام بطبعها وتكبيرها، لتشارك في معرض بمدينة رام الله قبل شهرين، "وكأتراك نرتبط تاريخيا ودينيا وثقافيا بمدينة القدس، لذا أخذنا على عاتقنا أن نُطلع المقدسيين على مظاهر الحياة في مدينتهم بالعهد العثماني، وهكذا وُلد المعرض بالقدس".

‪جاندن مراد: الأتراك يرتبطون تاريخيا ودينيا وثقافيا بالقدس‬ (الجزيرة)
‪جاندن مراد: الأتراك يرتبطون تاريخيا ودينيا وثقافيا بالقدس‬ (الجزيرة)

وأشارت مراد إلى حجم الإقبال الكبير الذي شهده المعرض، حيث إن "الكثير من المقدسيين ذُهلوا باللوحات وحجم التغييرات التي طرأت على ملامح المدينة منذ تلك الحقبة حتى اليوم، وهذا دفعنا للتخطيط لأنشطة مستقبلية تتمحور حول الحياة في القدس بالعهد العثماني لما لمسناه من شغف واهتمام من زوار المعرض".

وتجوّل المحامي غالب ناصر الدين بين لوحات المعرض وقال إن "الصور نادرة ولفت انتباهي قدمها، وأرى أنه من الضروري أن نوثق بالصور الأماكن التاريخية والدينية بالقدس الآن، لأن ملامحها ستختلف تماما في المستقبل وربما تندثر".

توثيق
أما المقدسية جميلة صالح، فاستهجنت مدى التغير الكبير الذي طرأ على معالم المدينة منذ الفترة العثمانية حتى اليوم، وقالت "أنا ابنة القدس ولم أتعرف على بعض معالم اللوحات إلا من خلال الشرح الذي كُتب أسفل الصور، وتمنيت لو توفر شرح مفصل لكل صورة، فمن هنا تبرز أهمية الأرشفة والتوثيق".

undefined

من جانبه، اعتبر أستاذ التاريخ في جامعة القدس محي الدين عرار أن صور المعرض تعد وثيقة تاريخية لأنها التقطت في نهاية القرن التاسع عشر، لافتا إلى أن بعض مشاهد المدينة تغيرت بالكامل الآن "لذا علينا أن ندرس الصورة القديمة دراسة تحليلية نقدية حتى نستطيع المقارنة بينها وبين المشهد الحالي للمدينة، فكل صورة من الصور الموجودة في المعرض نستطيع أن نبني عليها بحثا كاملا".

الصورة تروي
وتضمنت إحدى صور المعرض شرحا عن مرسوم أصدره السلطان أحمد الثالث عام 1726 ينص على منع جباية ضرائب غير قانونية من اليهود الذين يأتون لمدينة القدس للزيارة.

وفي تعقيبه على هذا الشرح، أكد عرار أن الإسلام في تلك الفترة "احتضن الجميع واستقبلهم برحابة صدر، وكان يُكرم جميع من يدخل المدينة فلا حواجز ولا تضييق من خلال فرض الضرائب، وكل من دخل المدينة من أهل الذمة كان محميا".
undefined

وأوضح عرار أن كل صورة في المعرض تعد دليلا تاريخيا من الممكن أن يكون شاهدا دقيقا لا يمكن لأحد أن يشكك في صحته في مجلس الأمن وهيئة الأمم واليونسكو.

يذكر أن العثمانيين حكموا مدينة القدس أربعمائة عام (1516-1917)، ورغم تراجع قوة الدولة العثمانية خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين فإن أعمال الترميم والعناية بالمسجد الأقصى ورعاية الأماكن المقدسة والشؤون الدينية لم تتأثر.

وتغلغل النفوذ الأوروبي في القدس كما تغلغل في الدولة العثمانية، وزاد شعور المقدسيين بالخطر، خاصة من الحركة الصهيونية.

وانتهى حكم العثمانيين عام 1917 ليستلم البلاد الانتداب البريطاني الذي عمل جاهدا على توطين وإتاحة المجال أمام الحركة الصهيونية لتحقيق حلمها بإقامة دولة إسرائيل واحتلال المدينة المقدسة.

المصدر : الجزيرة